الشريط الاخباريمنظمات أهلية

6 فرق أهلية تشارك بإعادة ألوان الحياة للمناطق المحررة من الإرهاب

يواصل شبان سوريون من مختلف الأعمار والاختصاصات حملة (سوا بترجع أحلى) التطوعية لإعادة ترميم وتأهيل المدارس والمستوصفات والشوارع والساحات العامة المتضررة جراء الإرهاب في عدد من بلدات الغوطة الشرقية والغربية داريا لتشمل لاحقا مناطق أخرى متضررة في ريف دمشق وحلب وغيرهما من المحافظات.

الحملة التي انطلقت منذ نحو شهر ينظمها الاتحاد الوطني لطلبة سورية والأمانة السورية للتنمية ومنظمة اتحاد شبيبة الثورة ومؤسسة بصمة شباب سورية والهلال الأحمر العربي السوري وبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس.

سانا رافقت فرق المتطوعين إلى أماكن العمل في بلدات الغوطة الشرقية سقبا..كفر بطنا..عين ترما..زملكا ووثقت المشهد الأجمل الذي يعكس إيمان السوريين بالعمل الجماعي فهنا مجموعة تقوم بطلاء حديد النوافذ وهناك أخرى تنظف القاعات الدرسية فيما يحمل شبان أدوات الطلاء ويلونون جدران المدارس بألوان الحياة.. ينفضون الغبار والدمار عن مدارس احتضنت أطفال سورية لتبقى منهلاً للعلم والعمل وتتجاوز محنة الإرهاب الذي مكث فيها ردحا من الزمن.

المهندس عمر الجباعي عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الوطني لطلبة سورية أوضح أن الحملة مستمرة حتى نهاية الصيف مع احتمال تمديدها لأشهر أخرى، وتتضمن أعمالا تطوعية متنوعة تهدف إلى ربط الجامعة بالمجتمع بحيث يقدم كل طالب خبرته في العمل المكلف به ضمن الحملة.

وقال الجباعي: “رغم تزامن الحملة مع فترة الإمتحانات الجامعية أصر عدد كبير من الطلاب على المشاركة فيها وكل يوم تنضم مجموعة جديدة للعمل”، لافتا إلى أن هناك طلابا استمروا في الحملة منذ بدايتها دون انقطاع ويجري حاليا التحضير لحملة تهدف إلى تقديم الدعم النفسي لأطفال وتلاميذ بلدات الغوطة الشرقية بما سهم في التخفيف من معاناتهم ومحو الآثار النفسية السيئة التي خلفها الإرهاب.

وفي لقاءات مع سانا أكد يزن كرنبة متطوع من الأمانة السورية للتنمية أهمية إعادة عملية التعليم إلى طبيعتها في مدارس الغوطة الشرقية بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن نحو 40 إلى 50 متطوعا من الأمانة يشاركون يوميا في أعمال الحملة.

في حين لفت انطانيوس عطية متطوع من هيئة مار افرام السرياني البطريركية للتنمية إلى أن مشاركته وزملائه في الحملة الى جانب الجمعيات الأهلية والجهات الأخرى تأتي في إطار المساهمة لإعادة الحياة إلى الغوطة الشرقية.

وقامت الجهات المنظمة للحملة بتوزيع العمل ضمن فرق متكاملة بحيث يتم إنجاز المطلوب على مراحل متسلسلة تبدأ بإزالة الردم والتنظيف ومن ثم الترميم والتأهيل.

ومن اتحاد شبيبة الثورة قال المتطوع علاء سلامة.. ان نحو 50 إلى 75 شابا وشابة من الاتحاد يتواجدون يوميا ويشاركون بإعادة تأهيل الطرقات الأساسية في البلدات لتسهيل مرور السكان، إضافة إلى حملات التنظيف في المدارس وإزالة الأنقاض والدمار ليعود نبض الحياة الى المنطقة التي تم تطهيرها من الإرهاب وإعادة إعمار المدارس والمستوصفات.

وتأتي حملة سوا بترجع أحلى تكريسا لثقافة العمل التطوعي التي لاقت انتشارا واسعا في أوساط الشباب السوري خلال السنوات الماضية وباتت من أبرز الظواهر الوطنية ومبادرات العطاء في المجتمع السوري بمختلف المجالات.

وبحسب عبارات المتطوعين أنفسهم فإن الحملة هي رسالة شباب سورية إلى العالم بأن سواعدهم ستعيد البناء مهما بلغ حجم الدمار.