الشريط الاخباريثقافة وفن

6000 لوحة لـ ناجي عبيد تروي الحكايات السورية الأصيلة

مسيرة فنية ما زالت مستمرة منذ 80 عاما إلى الآن حرص خلالها ابن مدينة دير الزور الفنان التشكيلي ناجي عبيد على تجسيد التراث والحفاظ على الهوية السورية الأصيلة ليحكي بين الجسر المعلق بأرض الفرات وقاسيون الشام آلاف الحكايات من خلال ما يقارب 6000 لوحة رسمها بريشته.

زينت لوحات الفنان عبيد المكتبة الوطنية في باريس لكن الوطن بقي هاجسه وقضايا العروبة سمة للوحاته لينهي منذ مدة قصيرة رائعته فلسطين عربية كما وثق الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية باللون والإحساس، فالفنان عبيد الذي تجاوز 100 عام مستمر إلى اليوم بالرسم والعطاء اللامحدود ليعد أحد الأسماء المهمة في تاريخ الحراك التشكيلي والثقافي السوري ومن المبدعين الذين يحملون الذاكرة الخصبة عن الوطن والذكريات والأحلام.

تتميز أعمال الفنان عبيد بعمق التجربة وغزارة الانتاج وتحمل بعض لوحاته أكثر من فكرة منها التراثية والتشكيلية والتعبيرية لتندرج مفرداتها في صياغة واحدة عن الوجه الأنثوي الذي لا يغيب محاطا بالكتابات والزخارف.

هذا الإرث الكبير للفنان عبيد حمله بكل حب وامتنان ابنه الوحيد محمد طالب الثالث الثانوي، فابن الـ17 عاما كما يقول في تصريح لـه “مؤتمن على تاريخ وطن بأكمله بما يتضمنه من رسائل انسانية وفنية مهمة”، مؤكدا ان والده عندما عمل في الفن والصحافة منذ اكثر من 80 عاما كان همه ال،ول وطنه وهو بدوره يسعى لنقل رسالة الفنان عبيد من خلال مشروع ثقافي يليق بسنوات عطائه الطوال.

وأكد محمد اعتزازه بمدرسة والده الفنية السورية الاصيلة التي انشأها وقال: ” لم يتأثر بالمدارس الغربية بل كان حريصا في كل لوحة يبدعها على أن تحمل هويتنا الثقافية الخالصة ايمانا منه بأن سورية هي من أعطت للعالم الابداع من أول حرف ونوطة موسيقية”.

وكانت وزارة الثقافة ،قامت مؤخرا معرضا ضم ما يقارب 44 لوحة للفنان عبيد في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق بعنوان “تحية للفنان ناجي عبيد” بحضور رسمي وحضورعائلته ومحبيه.

يذكر أن ناجي عبيد من مواليد دير الزور 1918 حاصل على 12 وساما وشهادة تقدير منها شهادة تقدير ووسام ذهبي من القائد المؤسس حافظ الأسد وشهادة تقدير من السيد الرئيس بشار الأسد وشهادة تقدير وميدالية من المركز السوري لرعاية الابداع، كما قدمت عن أعماله أطروحات لنيل شهادات الدكتوراه في دول عربية عدة.

وشارك عبيد خلال مسيرته في 114 معرضا داخل سورية وخارجها كما أقام 35 معرضا فرديا بدمشق وهو عضو مؤسس في نقابة الفنون الجميلة واتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وجمعية أصدقاء الفن في سورية وهو عضو في اتحاد الصحفيين العرب.