أخبار البعثسلايد

8 آذار ومسيرة الانجاز والصمود

يتطلب إدراك أهمية ما أنجزته ثورة الثامن من آذار، ألّا ننسى أنها، نادراً ما عرفت لحظات راحة واسترخاء، وأن فاعليتها واستمرارها كانا يَتمّان غالباً في سياق صراعها المزمن مع العدو الخارجي الشرس وأداته الرجعية في الداخل. ومن هنا فإن ما يميّز مسيرة الثورة ليس كونها مسيرة الفعل والإنجاز فقط، بل كونها مسيرة النضال والصمود أيضاً، فلولا  استمرارية النضال والصمود لما كانت استمرارية الإنجاز، ولما كانت استمرارية الثورة ذاتها. ولولا أن طريقها كان ومازال، بل هو اليوم أكثر من كل وقت مضى، مليئاً بالتحديات  والصعاب لما استطاعت الثورة أن تطوّر هذه القدرة النضالية الفائقة على المواجهة والصمود، وتُحوِّل التحديات والأزمات إلى فرصة لتجديد روحها النضالية كما تفعل اليوم وهي تواجه تحدي العدوان الإرهابي الخارجي.

وما استعادة الحزب ديناميكيته النضالية في خضم هذه المواجهة التاريخية إلا أحد مظاهر التجدد النضالي العميق الذي تعيشه ثورة آذار وبشائر الانتصار النهائي على الإرهاب تلوح في السماء السورية. فعلى وقع الانتصارات الميدانية المتلاحقة التي يحرزها الجيش العربي السوري، والنجاحات التي تحققها المصالحة الوطنية في العديد من المناطق، والنهوض الوطني العارم لجماهير الشعب عموماً وجماهير الحزب بشكل خاص، والالتفاف الشعبي  المتعاظم حول قيادة الأمين القطري للحزب الرفيق بشار الأسد، يتوالى ظهور نتائج الصمود الوطني البطولي في المعركة، ويتأكد أن إعمار سورية المتجددة التي تلبي آمال السوريين وطموحاتهم القومية والوطنية والديمقراطية والاجتماعية، سيتم بأيدي أبنائها المخلصين الذين استماتوا في الدفاع عنها، وفي ظل قيادة الرئيس بشارالأسد ضامن وحدة ترابها وشعبها وسيادتها واستقلالها، ورمز صمودها الوطني والقومي، والذي أضحى اليوم بحكمته وشجاعته رمزاً للنضال التحرري على مستوى الوطن والأمة  بل العالم، وأضحت سورية خلف قيادته عاملاً مؤثراً في البنية الإقليمية والدولية، وفق سياق إنقاذ البشرية من نظام هيمنة القطب الواحد.

ولايتسع المجال هنا للحديث المفصّل عن إنجازات الثورة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية، إنما يجدر التأكيد على أن هذه الإنجازات تمثّل الركيزة التحتية الصلبة التي يقوم عليها اليوم صمود سورية في وجه الحرب الإرهابية العالمية التي تستهدفها منذ ثلاث سنوات.

فكيف استطاعت ثورة آذار أن تحقق ما حققت، وما هو سرّ ديمومتها وقدرتها على التجدد؟

في الإجابة عن هذا السؤال يبرز دور الحركة التصحيحية، ثم دورالأمين القطري للحزب الرفيق بشارالأسد في تعزيز عوامل استمرار الثورة وصمودها. فقد بنى التصحيح المجيد سورية المعاصرة وجعلها قاعدة النضال القومي وحاضنة المقاومة ما أثار حفيظة الغرب الذي راهن على تغيير النهج السياسي السوري بعد رحيل القائد التاريخي حافظ الأسد، لكنه اصطدم بإرادة الرئيس بشار الأسد الذي أكد على التمسّك بالثوابت الوطنية والقومية في خطاب القسم (2000)، ورفَضَ الإملاءات الأمريكية على سورية غداة احتلال العراق (2003)، فبدأ منذ ذلك التاريخ التفكير الغربي الجدي في إسقاط الدولة الوطنية السورية التي واجهت الحلقات الأصعب في مسلسل التهديد والحصار والعقوبات التي تعرّضت لها ثورة آذار وصمدت في وجهها وأفشلت مفاعيلها، حتى كان العدوان الإرهابي العالمي على خلفية أحداث “الربيع العربي” المزعوم وتحت اسم خادع وبراق هو “الثورة” بهدف إسقاط الدولة الوطنية، وكان هذا الصمود الوطني الخارق الذي أذهل العالم وجعله يكتشف شعباً حضارياً استثنائياً في وطنيته، وجيشاً عقائدياً فذاً، وقائداً استراتيجياً من طراز القادة العظام الذين أحسنوا قيادة أوطانهم وشعوبهم في أصعب الظروف، وبثّوا فيها القوة المعنوية اللازمة للصمود في وجه أعتى قوى الهيمنة والاستعمار.

على أن تعاظم البعد النضالي للثورة في هذه المرحلة التاريخية المفصلية من عمرها، يجب ألا يصرف الأنظار عن جهود التطوير والتحديث والإصلاح التي انطلقت باكراً ومنذ أن حدّد الأمين القطري للحزب  الرئيس الأسد في خطاب القسم معالم استراتيجية البناء والتطوير المطلوبة، ولا يغيّر من أهمية هذه الجهود أنها تباطأت هنا وتعثّرت هناك بسبب اصطدامها ببعض البنى الداخلية المتكلّسة من جهة، وظروف الضغط السياسي الخارجي من جهة أخرى، ففي المحصلة النهائية، ورغم الصعوبات الجمة، ولا سيما الصعوبات الموضوعية التي فرضت تركّز الجهد الوطني على تعزيز نهج الصمود والتمسك بالثوابت والدفاع عن الدولة الوطنية ضد الإرهاب الأمريكي الصهيوني الرجعي، استمرت جهود التطوير  ولاسيما تنفيذ جدول برنامج الإصلاح الوطني الديمقراطي الشامل في مناخ الأزمة، وما أعقبه من مبادرة وطنية لتكريس المسار السياسي والاجتماعي والدستوري لحل الأزمة بناء على ماتضمنته كلمة السيد الرئيس في 6/1/2013، وغيرها من الخطوات والإجراءات التي كشفت زيف الادعاءات الديمقراطية التي حاولت أدوات الداخل أن تخفي بها حقيقة التآمر الخارجي على سورية.

 ونظراً لأهمية دور الحزب في التصدي للعدوان الإرهابي، وتعزيز عملية البناء والتطوير، فقد آلينا على أنفسنا في قيادة الحزب أن نعمل على تجديد حيوية الحزب وتطوير قدراته ودوره في إطار التعددية والديمقراطية التي يرسمها الدستور، وتعميق تشاركه مع القوى والأحزاب الوطنية والقومية.و ذلك كله وفق توجهات الأمين القطري للحزب الرفيق بشـار الأسـد ومتابعاته اليومية لنشاط الحزب، ومن أجل تحفيز الجهود كلها وحشد الطاقات الشعبية، ذلك أن الدفاع عن سورية والتصدي للحرب الإرهابية عليها مهمةٌ نضالية تستند إلى جوهر الواقع والمستقبل لا إلى مجرّد صراع سياسات ومواقف. وهذه هي المهمة الأساسية لأبناء الشعب جميعهم، وفي مقدمهم بواسل جيشنا الأبي، الذي يقود ملحمة  الدفاع عن وطنه وقضايا شعبه وأمته.

في الذكرى  الحادية والخمسين للثورة المجيدة تترسّخ في وجدان جماهير الشعب والحزب المعاني الحقيقية للثورة، ويتعمّق في وعيهم وانتمائهم أن مواجهة الإرهاب ليست في الميدان فحسب بل في الوجدان وفي كل مناحي الحياة… وهذا مايعززّ الهوية والالتزام الوطني والوحدة المجتمعية والوطنية والعربية، وعلى هذا الأساس تؤكّد هذه الجماهير التفافها حول القائد البطل بشارالأسد الذي أضحى اليوم بحكمته وشجاعته رمزاً كبيراً للصمود والإباء، وهذا مايعطيه الدور الأهم والأشرف لرسم خارطة المستقبل.

One thought on “8 آذار ومسيرة الانجاز والصمود

  • سوري حتى العظم

    تحية شكر لك يا رفيقنا الأمين القطري المساعد على هذا التوصيف الرائع الذي يحمل تحفيزاً للإلتفاف حول الرفيق الأمين القطري السيد الرئيس بشار الأسد والسير خلفه بنهج التحدي للإرهاب والفوضى والإجرام بالتوازي مع نهج البناء والإعمار والتطوير والتحديث وهذا يتطلّب منا مراقبة ذواتنا في الفكر والعمل وإعادة تقييم أداء كوادرنا الوطنية وخصوصاً البعثية منها لكي نكون بمستوى الحد الأدنى على الأقل لطموحات الرفيق بشار الأسد في إقناع المواطن وتقديم الصورة الناصعة للبعثي الملتزم الذي يعمل بقوة إرادة لا تخشى ملامة او طعن أو تآمر او تشهير ولا تثنيه صعوبة ظروف أو تزاحم الإعتداء بأشكال وألوان ومسميات مختلفة من الداخل والخارج تباركت ثورة آذار بحركة عظيمة صححت مسارها بقيادة الخالد حافظ الأسد وتباركت الحركة التصحيحية بنهج بنى حضارة سورية على جميع المستويات وفي كل المجالات وتباركت سورية بشرفائها والمخلصين جيشاً وشعب بقيادة زعيم تاريخي أثبت للعالم أجمع أنه استثناء هذا العصر في الحكمة والشجاعة والإدارة والتحدي والمواجهة والشاهد الشاخص على جبهة الكون هو بقاء سورية الدولة المقاومة القوية رغم التكالب الغربي والعربي وأدواته المتنوعة بأحدث الوسائل ،
    عاشت سورية منارة الشرق وحاضرة الوطن العربي وستبقى الشمس التى تشع حضارة على الدنيا وتنشر الإنسانية بين البشر

Comments are closed.