ظريف يحذر من عواقب وجود القوى المتطرفة في سورية والعراق
أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ضرورة العمل الجدي لمواجهة التطرف والعنف في المنطقة اللذين لا يمكن احتواؤهما في بلد واحد محذرا من عواقب وجود “القوى المتطرفة في سورية والتي تعمل داخل العراق أيضا” وقد تنتشر على نطاق واسع في المنطقة.
وبين ظريف خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم مع نظيرته الإيطالية إيما بونينو أن هذه القوى المتطرفة التي تقتل يوميا المزيد من الأشخاص في سورية باتت “مشكلة بالغة الخطورة واندلاع التوتر الذي يكاد ينفجر في سورية لن يكون بالإمكان وقفه عند حدودها ولا حتى في الشرق الاوسط وهذا ما يجعل قضية التطرف بالغة الأهمية”.
وأشار ظريف إلى التفجير الإرهابي الذي استهدف صباح اليوم السفارة الإيرانية في بيروت واصفا إياه “بالمأساة التي طالت الإيرانيين واللبنانيين” معتبرا أن ذلك ينبغي أن يكون “تذكيرا للجميع بأنه من الضرورة إيلاء قضية التطرف جدية كبيرة وإن لم يحصل ذلك فلا يمكن أن يتيسر حلها”.
وردا على سؤال بأن جماعة متطرفة تنتمي إلى تنظيم القاعدة الإرهابي أعلنت أنها تقف وراء التفجير الإرهابي في بيروت أجاب ظريف “لقد رأينا هذه البيانات تخرج من إسرائيل وهي توحي بأنهم غير مهتمين بإيجاد حل وإنما يحاولون خلق المشاكل ويدفعون بقوة لنسف هذه العملية التي تعتبر الخيار الوحيد لتسوية مشكلة دولية يزعمون أنهم قلقون بشأنها ولكن السؤال لماذا لا يريدون تسويتها وما الذي يكسبونه من استمرار الصراع والتوتر وهذه أسباب تدفعنا للشك في كل تحرك من جهتهم لأنه يسعى إلى زيادة التوتر وزعزعة الثقة”.
وفيما يتعلق بمفاوضات المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 قال ظريف “أعتقد أن هناك إمكانيات كبيرة للنجاح في البداية ما دام الجانبان يشاركان في هذه المفاوضات بعزيمة سياسية للتوصل إلى تسوية ومع قبول إننا ينبغي أن نشارك في ذلك بناء على احترام متبادل وعلى قدر من المساواة وبناء على احترام حقوق جميع المشاركين”.
وأكد ظريف أن حل الأزمة في سورية يجب أن يكون جماعيا و”لا أحد يستطيع ان يملي حلا بل لا بد من مشاركة الأطراف المعنية وهناك إمكانية فعلا للتوصل إلى ذلك” مضيفا “نتوجه إلى جنيف بعزيمة وإرادة لنتوصل إلى تسوية في نهاية هذه الجولة وآمل أن يتسنى لنا ذلك وأنا على استعداد لأن أقبل إحراز تقدم جيد بدلا من اتفاق ولذلك أعتقد أنه بتوفر العزيمة السياسية يمكننا أن نحرز تقدما في الجولة المقبلة”.
وردا على سؤال حول المفاوضات بشأن البرنامج الإيراني النووي للأغراض السلمية وتشكيك البعض بجدية إيران فيها بين ظريف أن “إيران على استعداد لإيجاد الحل ولكن إذا كان هناك من يساوره القلق بشأن الحلول والنوايا فلا بد له أن يحاسب على التسبب في التوتر والصراعات ومنع الوصول إلى حلول للقضايا”.
وقال ظريف “يران تشارك وتتفاعل مع الدول الأخرى على أساس من الاحترام المتبادل وعلى قدم من المساواة ولا نتوقع ولا نقبل أي تدخل في ذلك فنحن نجري سياساتنا الخارجية بناء على رغبتنا في تعزيز التفاهم والحوار على المستوى الدولي وإزالة أي إمكانية للشك وعدم ثقة الأطراف ببعضها البعض”.
وأضاف ظريف “إنه لمن الغريب أن البعض يجدون صعوبة في تقدير ذلك وفهمه أما بالنسبة لمؤتمر جنيف فإن ما يؤكد عليه الرئيس حسن روحاني وما تؤكد عليه الحكومة الإيرانية هو أننا بحاجة للمشاركة في حوار يقوم على المساواة وقد نخسر ذلك أو ننجح فيه ولكن لا يمكن أن تتحقق مكاسب على حساب خسائر الآخرين ولا بد أن يكون هذا أساس المفاوضات سواء تلك التي ستبدأ غدا في جنيف أو في أي حوار آخر”.
وفيما يتعلق بإمكانية الاتفاق مع الأمريكيين بشأن البرنامج النووي الإيراني أوضح ظريف أن ما حصل بين الجانبين “بداية عملية للتوصل إلى حل وإذا نجحت فستكون بداية لعملية بالغة الصعوبة ولا بد من توخي الحذر جميعا في التعامل معها” معربا عن أمله في اتخاذ “خطوات قوية إلى الأمام”.
من جانبها أعربت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو عنأملها أن تفضي الجولة الجديدة من المفاوضات بشان المؤتمر الدولي حول سورية في جنيف إلى نتائج جيدة وألا تكون “فرصة قد أفلتت من بين أيدينا” مضيفة “إنه لو كانت النهاية قد حسمت سلفا من المؤتمر كان بالإمكان إرسال رسالة وإذا كانت الأطراف التي ستجتمع فشلت فلا بد من اجتماع آخر لأن تلك العملية تسير قدما ولا بد من التأكيد مجددا أنه ينبغي توخي الحذر”.
وبشأن المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني أكدت بونينو أنه “حين يتم اكتمال الجزء الأول من المناقشات بشأن البرنامج بشكل ناجح سيتم رفع العقوبات عن إيران بشكل تدريجي” مشيرة إلى أهمية الدور الإيراني لدفع السلام في المنطقة وأنه “لا بد أن يتحمل الجميع المسؤولية لدفع علمية السلام قدما فهي عملية طويلة ومعقدة وإيران يجب أن تكون جزءا من الحل مثلما هي جزء من المشكلة”.
البعث ميديا – سانا