رفيق سبيعي فنان الشعب بجدارة وعن استحقاق
قلّة هم الفنانون السوريون الذين اكتسبوا ألقاباً التصقت بأسمائهم ارتباطاً بنوعية الأعمال التي قدموها على الشاشتين الصغيرة والكبيرة وفوق خشبة المسرح ووراء مايكروفون الإذاعة، ومن هؤلاء الفنانين القلائل يبرز الفنان رفيق سبيعي الذي انتزع منذ سنوات طويلة وعن جدارة لقب “فنان الشعب” لعاملين أساسيين، أولهما طبيعة الشخصيات التي تخصص بتجسيدها وهي شخصيات نابعة من البيئة الدمشقية الشعبية العريقة بمفرداتها وتعابيرها ومواقفها وشهامتها، ونذكر هنا بالتحديد شخصية أبو صياح التي أداها في أعمال الفنانين دريد لحام ونهاد قلعي وفي غيرها من الأعمال وصولاً إلى شخصيته المشهودة التي أداها في مسلسل “أيام شامية” للكاتب أكرم شريم والمخرج بسام الملا..
وثاني هذه العوامل التي أهَّلته ليتبوأ لقب “فنان الشعب” مجموعة الأغاني الانتقادية الاجتماعية التي أداها ولازال والتي تتناول كل واحدة منها جانباً سلبياً أو إيجابياً من جوانب الحياة الاجتماعية اليومية للمواطن..
بالإضافة طبعاً إلى أكثر من برنامج توجيهي إذاعي وتلفزيوني قدمه فنان الشعب بهدف بث الوعي عند الناس تجاه قضايا معينة وهو أمر يشير إلى أن لقب “فنان الشعب” الذي حاز عليه الفنان سبيعي لم يكن مرتبطاً بعمل محدد أو حالة معينة انقضت وتراجع دورها بل هو واقع متجدد لهذا الفنان الذي يثبت اليوم أكثر من أي وقت مضى جدارته بهذا اللقب من خلال حديثه الإذاعي “عود لنتفاهم” الذي تبثه إذاعة دمشق والذي يقدم من خلاله لمحات متعلقة بالأزمة الحالية في سورية في إطار معالجة ورؤية دقيقة وواعية لما يدور عندنا وحولنا، وبذلك يكون رفيق سبيعي بحق فنان الشعب الذي لطالما كان من خلال أعماله الفنية الناطق غير الرسميّ باسمه، يعبِّر عن طموحاته ويصوِّر معاناته لا بعين الرسام التقليدي الذي ينقل ما يراه على أرض الواقع حرفياً إلى اللوحة.
بل بعين الرسام المبدع الذي يتفاعل مع كل ما يراه لينقله لوحات فنية طافحة بالحياة والحركة .رفيق سبيعي اليوم وهو يمضي في مشواره متجاوزاً كل ترهات وتفاهات الأولاد الذين ينتقدون مواقفه لا يمكن إلا أن يكون ذاك الفنان الأصيل الذي يدرك أهمية الكلمة ودور الفن في الحالكات من أيام الشعوب .
البعث ميديا – البعث