موسكو لديها معطيات بوجود الكثير من الأجانب يقاتلون في سورية
أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم أنه من المتوقع أن يبحث وزير الخارجية سيرغي لافروف خلال مشاركته في اجتماع مجلس روسيا الناتو في بروكسل في الرابع من كانون الأول القادم الأزمة في سورية والوضع في أفغانستان.
ونقل موقع روسيا اليوم عن الوزارة قولها “إن المشاركين في الاجتماع سيتبادلون الآراء حول القضايا الملحة على جدول الأعمال الدولي المتعلقة بضمان الأمن في المنطقة الأطلسية وسيناقشون المسائل العالقة وآفاق العلاقات بين روسيا والناتو فيما يخص الرد على المخاطر المشتركة والتهديدات الأمنية”.
وأشارت الوزارة إلى أن آفاق التعاون بين موسكو والحلف بشأن أفغانستان ستكون في صلب المناقشات أيضا نظرا لخطط الناتو لسحب قواته من البلاد عام 2014.
وقالت الخارجية الروسية “إن موسكو ستلفت النظر إلى ضرورة وضع قاعدة قانونية لوجود الحلف في أفغانستان بعد هذا الموعد”.
وفي سياق آخر أكد نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف وجود معطيات لدى موسكو تفيد بوجود الكثير من الأجانب يقاتلون إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
ونقل موقع روسيا اليوم عن أنطونوف قوله في مؤتمر صحفي في موسكو اليوم” بحسب معطياتنا فإن هناك الكثير من الأجانب يقاتلون في سورية إلا أنه يبدو أحيانا أن بعضهم لا يدركون في أي بلد يحاربون ومن أجل تحقيق أي هدف، والأهم أنهم يتقاضون أموالا مقابل ذلك”.
وأضاف “أن الجانب الروسي يسأل الشركاء الأوروبيين عما إذا كانوا يريدون عودة المقاتلين الأوروبيين من سورية إلى أوطانهم” مؤكدا أن “ذلك لن يؤدي إلى تعزيز الأمن في أوروبا وأن أي إرهابي شخصية غير مرغوب بها”.
ووصف نائب وزير الدفاع الروسي منطقة شرق البحر المتوسط بأنها برميل من البارود وقال إن “أي عمل طائش يمكن أن يؤدي إلى تفجير الوضع وزعزعة الاستقرار الإقليمي والعالمي” مؤكدا استعداد روسيا لأي سيناريو لتطور الأحداث بعد قيام إسرائيل بإطلاق صاروخ في البحر الأبيض المتوسط مطلع أيلول الماضي.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في الثاني عشر من أيلول الماضي من عمليات التسليح التي تجري للمجموعات الارهابية في سورية وأكد أن ما يحدث في سورية ليس حربا في سبيل الديمقراطية بل مواجهة بين الحكومة السورية والمسلحين المتطرفين ومن ضمنهم ما يسمى جبهة النصرة ودولة الإسلام في العراق والشام التابعتان لتنظيم القاعدة الإرهابي واللتان ضمتهما الولايات المتحدة نفسها إلى قائمة الجماعات الإرهابية.
وقال “ليس فقط المرتزقة العرب يقاتلون في سورية هناك المئات من المقاتلين القادمين من عدة دول غربية ومن روسيا أيضا وهذا أمر مقلق” مضيفا “من يضمن ألا يعود إلينا هؤلاء بعد ان يكتسبوا خبرات قتالية في سورية مثل هذا الشيء رأيناه في مالي كما أن المأساة التي وقعت في ماراثون بوسطن دلالة إضافية على ذلك”.
ندوة علمية: تطورالإعلام الالكتروني أتاح لمالكيه لعب دور تدميري لمصائر شعوب الشرق الأوسط
كما أقام معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو اليوم ندوة علمية تناولت دور الإعلام الإلكتروني في الأحداث التي تواجهها المنطقة لجهة المشاركة في توجيه الأحداث ودورها في تأجيجها عبر نشر الاخبار المضللة واتخاذها الفضاء الكوني مسرح عمليات تركت آثارها على ميادين المواجهة العسكرية بشكل مباشر.
وأوضح المشاركون في الندوة العلمية أن المعارك الإعلامية لا يمكن أن تكون أسود أو أبيض فقط بل هناك حقائق بين هذين المجالين كثيرة كما أن هناك حقائق مبنية على المبادئ الإنسانية والدينية والأخلاقية وعلى وسائل الإعلام تبيان ذلك مؤكدين أن تطور وسائل الإعلام الإلكترونية وغيرها أتاح الفرصة لبعض الجهات المالكة لها أن تلعب دورا تدميريا لمصائر شعوب منطقة الشرق الأوسط وأن هذه الوسائل أخذت تلعب دورا اخر يسهم في توسيع الشرخ بين الفئات الاجتماعية المختلفة.
وأشار المشاركون إلى زيادة عدد وسائل الإعلام إلى العشرات في الدول التي شهدت تغييرات ومنها تونس ومصر وليبيا ففي هذه الأخيرة وصل عدد القنوات التلفزيونية المحلية إلى 18 قناة ويصدر في طرابلس الغرب وبنغازي ما يقارب 200 نشرة صحفية مختلفة وتملك المدن والقبائل البدوية الكبيرة مواقعها على الفيسبوك.
كما أورد الخبراء المشاركون في الندوة حقائق كثيرة عن فاعلية وسائل الإعلام مثل تأثيرها التضليلي بواسطة أنباء مخادعة حول مسألة استخدام الحكومة السورية “الأسلحة الكيميائية” والصور الكاذبة التي عرضت لمئات الأطفال الذين كأنهم كانوا ضحية استخدام الحكومة للأسلحة الكيميائية.
وتساءل المتحدثون أين اختفت عن وسائل الإعلام مأساة أولئك الأطفال إن كانت صحيحة أو غير صحيحة بعد الصمت الاميركي حولها وتراجعها عن شن العدوان على سورية.
السفيرحداد: الحرب المفتوحة على سورية مزيج من الحرب التقليدية والالكترونية
وأكد الدكتور رياض حداد سفير سورية لدى روسيا في مداخلة خلال الندوة أن الحرب المفتوحة على سورية منذ أكثر من عامين هي “مزيج من الحرب التقليدية والأنواع الأخرى من الحروب بما في ذلك حرب المعلومات والحرب الالكترونية” موضحا إن الولايات المتحدة استخدمت هجمات القرصنة على المواقع الالكترونية السورية وعلى مواقع وكالة الأنباء السورية سانا بشكل خاص كما جرى منع القنوات التلفزيونية السورية من البث عبر قمري عرب سات ونايل سات بهدف حجب إيصال الحقيقة إلى الرأي العام العربي والعالمي إضافة إلى التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها القنوات الوطنية مثل الإخبارية وغيرها.
وقال “إن أطراف التامر والعدوان على سورية استخدموا الفتاوى التكفيرية وجندوا وسائل الإعلام لها بشتى صنوفها وأنواعها مع التركيز على قنوات الفتنة والتضليل الشريكة في سفك الدم السوري والإعلام الإلكتروني العابر لحدود الدول والقارات” منوها في الوقت ذاته بدور الجيش السوري الإلكتروني الذي تمكن بالتكامل مع الإعلام الوطني من تفنيد كل الأكاذيب والتضليل الإعلامي.
واعتبر فيتالي نعومكين مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية أن دراسة دور الإعلام الالكتروني في أحداث الشرق الأوسط يساعد في معرفة توجه الاحداث والتقلبات في الشرق الأوسط حيث يتحدث الكثير من الخبراء عن إمكانية إعادة توجيه الأحداث الجارية للحفاظ على السلم في المنطقة والعالم وفي استعادة دور المؤسسات الدولية بما فيها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي موضحا أنه ليس سرا أن الأحداث الجارية في دول الشرق الأوسط أو حولها تنتقل إلى المجال الإعلامي لذلك تتأجج الحرب الإعلامية وتنتشر الأنباء المضللة للرأي العام ما يزيد من أهمية وفاعلية وسائل الإعلام المختلفة لإن وسائل الإعلام تمثل جهات مختلفة منها ما يعود إلى الحكومات ومنها إلى الأحزاب المختلفة ومنها ما ينتمي إلى منظمات مدنية مختلفة لذلك فإن جميع هذه الوسائل تعكس وجهات نظر متنوعة تمثل مصالح كل جهة تملك وتمول هذا المصدر أو ذاك.
وأشار نعومكين إلى أن “هناك وسائل إعلام مستقلة ومنها الإلكترونية أيضا وهي تعكس وجهات نظر مستقلة وتحاول أن تكون محايدة تتوخى الحقيقة لذلك تورد التناقض في وجهات النظر ولا يمكن اعتبارها منحازة لجهة ضد أخرى”.
وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو قال نيكولاي بوبكين كبير الباحثين في مركز الدراسات العسكرية السياسية في معهد أمريكا وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية “إن مسألة النووي الإيراني تحتل مركز الصدارة في الوقت الحاضر في المنطقة وإن الاتفاقية الموقعة بين إيران ومجموعة الدول الست قد استقبلها العالم بترحيب كبير وقيل ان حرب الولايات المتحدة ضد إيران والتهديدات الإسرائيلية قد فقدت مغزاها إثر هذه الاتفاقية وتم تفاديها”.
وأشار بوبكين إلى أن المرتزقة الأجانب المأجورين بواسطة الأموال السعودية والقطرية يقاتلون في سورية من أجل النقود والحصول على الأموال وهذه هي مهنتهم ولا يهمهم مصير البلاد والشعب السوري.
وربط بوبكين عودة روسيا الى لعب دورها الفاعل في مسرح الاحداث في العالم بما تقوم به سورية وقال “إننا سنكون شاهدين على عودة روسيا من جديد إلى الشرق الأوسط بالرغم من أنها لم تخرج من تلك المنطقة ولكن ما حدث أن الولايات المتحدة بسياستها العدوانية أصبحت تلعب دورا مهيمنا ووحيدا فيه مستخدمة في ذلك القوة العسكرية في العراق وغزو أفغانستان وأصبح الأمريكان رعاة الثورات العربية في مصر وتونس وليبيا وفي كل مكان نلاحظ الآثار الأمريكية ولكنهم الان اقتنعوا بأن مثل هذه السياسة العرجاء المستندة إلى منطق القوة لم تعد سارية المفعول ولابد من التعاون مع روسيا” مؤكداً أن عودة روسيا إلى المنطقة ستلعب دورا بناء وتعمل فقط لصالح السلام في العالم.
البعث ميديا – سانا