دويلة قطر «سوق للعبيد» على شاشة التلفزيون الألماني
في فضيحة أخرى تضاف لفضائح “مشيخة براميل” الغاز أذاع التلفزيون الألماني تقريرا بعنوان “قطر سوق العبيد”، كشف فيه الغطاء، بالفيديو والصور، عن الانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان ومعاناة العاملين الوافدين للعمل في قطاع التشييد والبناء، الذي يشهد نموا ملحوظا في الإمارة الصغيرة استعدادا لتنظيم فعاليات كأس العالم 2022.
وقال التقرير إن العمال، الذين يأتي معظمهم من نيبال والهند، يعيشون في ظروف لا يمكن إلا أن يطلق عليها “استعباد جديد، وأضاف إن العمال لا يمتلكون عادة جوازات سفر، إذ أن أرباب العمل يصادرونها بمجرد وصول هؤلاء العمال إلى قطر.
وعرض التقرير مشاهد من أحياء راقية ومبان شاهقة الارتفاع، وقال أن هذه الصورة هي التي يسوق لها القطريون كبيئة نموذجية لتنظيم أكبر حدث رياضي في العالم، لكن الحقيقة تختفي خلف هذه المباني المرتفعة، وتتجلى في معسكرات الإيواء التي أعدها أرباب العمل، على حواف المشروعات الكبرى، ليعيش فيها العمال.
ووصف التقرير أعضاء اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، الذين شاركوا في التصويت لقطر لكي تصبح الدولة المضيفة للبطولة التي ستقام في 2022، بأنهم “مُرتشون وطماعون ومغفلون أمام اللاعبين والجمهور”.
وأضاف تقرير التلفزيون الألماني إن العشرات من العمال المغتربين قد قُتلوا بالفعل أثناء عملهم في بناء الملاعب والفنادق ومشروعات البنية التحتية التي تشيد لاستقبال اللاعبين والمشجعين، وقال “إمارة قطر تعامل العمال الأجانب كالعبيد، واصفاً الظروف التي يعيش فيها أكثر من مليون ونصف المليون من العمال الأجانب في قطر بـ “الكارثية”.
وعرض التلفزيون الألماني صورا قال إنها لغرف يسكنها العمال الأجانب، وتظهر في الصور غرف تنتشر الحشرات في أركانها، وتتكدس فيها الأسرة واحدا فوق الآخر، كما تظهر الملحقات الأخرى، كالمطبخ ودورات المياه، في حالة يرثى لها، ما دفع معد التقرير إلى وصف المكان بأنه “لا يصلح للاستعمال الآدمي، ولا يرتقي إلى مرتبة الحاوية”.
وسلط التلفزيون الألماني الضوء على تقرير منظمة العفو الدولية التي هاجمت نظام “الكفيل” في قطر واعتبرته أشبه بـ “معسكرات العمل النازية”.
وقالت المنظمة الحقوقية الدولية إن أرباب العمل يجبرون العمال الأجانب على العمل إلى أكثر من 14 ساعة متواصلة تحت حرارة الشمس الحارقة، وأكدت المنظمة أن قطر تحتجز العمال الذين يريدون مغادرة البلاد والهروب من هذه الظروف السيئة من خلال التحفظ على جوازات سفرهم ومنعهم من المغادرة، وأضافت إن كثيرا من العمال لا يغادرون البلاد لعدم حصولهم على مبالغ تكفي لعودتهم إلى بلدانهم، ومن ثم يكونون مضطرين للبقاء، إنه “رق حديث”.
وألقى تقرير التلفزيون الألماني باللوم على “الفيفا”، وقال إن مسؤولي الفيفا لا يريدون تحمل مسؤولياتهم تجاه ما يحدث في قطر، ووصف التقرير أمير قطر بالديكتاتور الذي يسكت على هذه التصرفات من أجل أن يغدق على الفيفا، بعد تسعة أعوام، “بأكبر مهرجان لكرة القدم في العالم”.
وقال عبد السلام وادو، الذي أدلى بتصريحات للتلفزيون الألماني، “إذا لم تتوقف قطر عن ممارساتها فستكون البطولة التي ستنظمها كأس العالم للعار، كأس عالم للعبودية، كأس عالم لانتهاك حقوق الإنسان”.
وكان وادو، اللاعب الفرنسي من أصل مغربي، أحد ضحايا نظام العمل المجحف في قطر، إذ تم احتجاز جواز سفره من قبل إدارة نادي لخويا القطري، وحرم من تقاضي راتبه لأكثر من ستة أشهر.
وقال التقرير أن أمير قطر، التي لا تتعدى مساحتها ولاية “ميكلونبورغ فوربومون” الالمانية الصغيرة، يستطيع شراء كل شيء، حتى ولو كان استضافة مباريات بطولة كأس العالم.
واستشهد التقرير بالكاتب والناقد الإنكليزي أندرو جيننغز الذي تسائل “لماذا يمنح الفيفا تنظيم البطولة لدولة ليس لها تاريخ في كرة القدم، يمكننا أن نفهم ذلك عندما نعلم أن أربعة عشر عجوزا لم يسمع عنهم أحد يدلون بأصواتهم لصالح قطر، وبعدها يتم استبعاد 4 منهم بتهمة تلقي رشوة.