رياضة

أعجوبة الزمان “ميسي” يحطم الماكينة الألمانية

حقق برشلونة فوزاً كبيراً وغالياً على ضيفه بايرن ميونخ ووضع قدم ونصف في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا.

في مباراة انتظرها جميع عشاق الساحرة المستديرة لما فيها من معطيات، برشلونة هو من قدم أجمل كرة قدم في العصر الحديث بقيادة مدرب غوارديولا يواجه مدربه السابق الذي يحاول نقل كل ما تعلمه إلى القلعة البافارية التي كانت بلا حصون في هذا اللقاء.

المباراة كانت متكافئة لأبعد الحدود، حتى أنها كانت حابسة للأنفاس لما فيها من تعادل وتكافئ بكل شي.

كان كل فريق يريد إثبات نفسه على أنه الأفضل، فبرشلونة صاحب أكبر نسبة استحواذ على الكرة في دوري الأبطال، من المؤكد أنه لن يرضى بدور المتفرج، والحال نفسه مع الفريق الخصم بايرن ميونخ، فهنا ظهر التعادل والقوة حتى جاء الإنهيار للفريق الضيفوخرج خاسراً بنتيجة كبيرة 3-0.

كيف أدار المدربين اللقاء؟:

لا يخفى على أحد أن كل مدرب يعرف أدق التفاصيل بالآخر، مع وجود أفضلية لمدرب البايرن لأسباب معروفة، فلاحظنا أثناء المباراة أن كل فريق يعرف كيف يتمركز بلاعبيه أمام خصمه بشكل جيد للغاية.. إنريكي: كالعادة بالمباريات الكبيرة لايعطي لأظهرة فريقه الحرية التامة في الهجوم، فلاحظنا أن داني ألفيش عندما يقوم بأي عملية هجومية يكون خوردي ألبا متواجد في الخلف والعكس صحيح، كما اعتمد إنريكي على اللعب الطولي المباشر وتضييق الملعب على الخصم بالاعتماد على المساحات الشاسعة قي دفاع البايرن، كما أنه نوع من طرق دفاعه وهجومه.. فاعتمد بالشوط الأول على الضغط الحالي الخانق على الخصم حتى أننا لاحظنا في أخر ربع ساعة من الشوط الأول أن بايرن لم يكن بمقدوره الوصول حتى إلى نصف ملعبه، وكان إنريكي يعتمد إيضاً على دفاع المنطقة في بعض الأوقات.

أما غوارديولا (صراحة لم أتوقع منه هكذا مباراة) صحيح أنه قدم مباراة غاية في الروعة حتى دقيقة 70 أي قبل إنفجار “الليو”، لكنه منذ بداية المباراة فاجئ الجميع باللعب بدفاع عالي أمام فريق تكمن قوته في هجومه، ولولا تألق الحارس “نوير” لكان برشلونة فصل المباراة من بداياتها، كما أننا لاحظنا وجود بطئ كبير من لاعبي البايرن وخاصةً في عملية البناء.. إصرار رهيب وغير مبرر على تدوير الكرة في المناطق الخلفية بظل الضغط الكبير من لاعبي الخصم، ناهيك عن عدم توفقه بتبديلاته، فخط الوسط بدأ بالانهيار البدني قبل الصحوة الكبيرة من برشلونة، لكنه تأخر كثيراً بالتبديل، كما أنه تأخر كثيراً بإدخال “غوتزه” بظل عدم وجود “روبين وربيري”، وافتقار لاعبيه للتسديد من بعيد على المرمى والاكتفاء باللعب العرضي.

لا يختلف اثنان على قيمة غوارديولا وفكره الثوري في عالم الجلد المدور، لكن من غير الواضح ما الذي يحصل معه في مثل هذه المباريات، أو عندما يتلقى هدف “يجن جنونه” وتفلت الأمور من يده بشكل كامل، فبعد هدف ميسي الأول، كان بالإمكان إغلاق المناطق بشكل أكبر والخروج بنتيجة 1-0 ليس بالأمر السيئ أبدا.. لكن غوارديولا لعب مباراة من 90 دقيقة فقط وليس 180.

لن أدخل بتفاصيل اللاعبين لأن كل اللاعبين قدموا ما يمكن تقديمه .. لكن لا يمكن أن ننسى أخطاء الشاب “بيرنات” الذي حول فريقه من متقدم “معنوياً” إلى فريق خارج البطولة بعد خطئه الساذج في لقطة الهدف الأول.

أما “ميسي”.. لن أتكلم كثيراً لأن الصمت في حرم الجمال جمال.

 

البعث ميديا  || ماهر سليمان

384