السويداء.. قرار مخيب للآمال وتبريرات “محروقات” أكثر خيبة
مع تردي الوضع المعيشي للمواطن في سورية، وما عصف فيه من أزمات وتجار حروب، تزامناً مع إيمانه بضعف أجهزة الرقابة، والحاجة الملحة لقانون يكافح ويردع انتهازيي الأزمة، تأتي بعض القرارات الحكومية التي تغرد خارج السرب، وتصيب ذاك اليائس بخيبة أمل جديدة تضيف إلى رصيده جرعة من التشاؤم والإحباط واليأس.
أهالي السويداء طالبوا بتشديد العقوبة على 17 محطة وقود قامت بالتلاعب والمتاجرة بدفاتر قسائم البنزين وأقدمت على التصرف غير المشروع بالمحروقات، الأمر الذي اعتبروه حق لهم، وواجب على الحكومة كإجراء عقابي لفاسدين تلاعبوا بلقمة عيشهم.
وجاءت الخيبة بقرار اللجنة الفرعية للمحروقات بالسويداء الذي تضمن تخفيض مدة عقوبة الإغلاق والحرمان من التزويد بالوقود لتلك المحطات المخالفة من ثلاث سنوات إلى ستة أشهر.
“البعث ميديا” وجه السؤال “لماذا” لمدير فرع شركة محروقات “سادكوب” في السويداء المهندس خالد طيفور الذي صرح بأن القرار بالعقوبة ونوعها ومدتها يبت فيه أولاً وآخراً القضاء، وليس لجنة المحروقات.
وأوضح طيفور أن القرار بالحرمان جاء بعد الكشف بأن بعض قسائم البنزين المعمول بها في محافظة السويداء تحتوي بعض التلاعب والتزوير، ومصدر هذه القسائم كان بعض هذه المحطات الذي تم حرمانها، فأحيل الملف إلى القضاء ليبت فيه.
وتابع طيفور: “اقتراح اللجنة الفرعية بتخفيف العقوبة جاء بهدف ضمان عدم ظلم أي محطة، لأن هذه القسائم المزورة أتت عبر المحطة، لكننا لا نعلم إذا كان أصحاب المحطات هم المتورطون في عمليات التزوير، من الممكن أن تكون عملية التزوير اقترفت من أي مواطن وليس من أصحاب المحطات، مشدداً على أن القضاء هو الفيصل الأخير في القضية.
كما برر طيفور قرار اللجنة، بأن شركة محروقات ستبدأ الشهر المقبل باعتماد آلية البطاقة الذكية، وبالتالي هي بحاجة أن تكون تلك المحطات بالخدمة، لذلك ومن باب حسن النية اقترحت اللجنة هذا القرار بتخفيف العقوبة إلى 3 أشهر.
وختم طيفور حديثه بالقول: “نعيد ونكرر إذا ثبت لدى القضاء بأن تلك المحطات هي المتورطة بعمليات التزوير، فنحن مع الحكم بأشد العقوبات بحقها”.
ردود فعل المواطنين على هذه التبريرات كانت سلبية، متسائلين: “ألا يجب على تلك المحطات التأكد من سلامة أي قسيمة ترد إليها؟ ألا يشجع قرار اللجنة على المخالفة؟ ألا تساهم بوادر حسن النية هذه بتغييب عامل الردع الذي تعمل الحكومة على تقويته منذ بداية الأزمة؟”
البعث ميديا || خاص