ثقافة وفن

فيلم “الله معنا”.. توثيق لخبايا الأزمة بكاميرا “يزن نجدة انزور”

في فيلم قصير في ثلاثين دقيقة قدم مشاهدا ذات أفكار متعددة, جعلته يتراوح بين الدرامية والتوثيقة… لقد استطاع أن يلتقط صورا ثرية بالمعاني من سنوات الحرب العجاف التي استهدفت سورية. وقد قدم الفنان المخرج هذه اللوحات الدرامية بعذوبة مشهدية جميلة.. عبر سيناريو اعتمد الصورة “البطل الحقيقي” الذي يستنطق رموزها بدءا من الوقائع الشعبية إلى الأحداث المأساوية الحاصلة في خضم القصة إلى المعانة الإنسانية الحاصلة إلى المشاعر الجمة التي تختلج النفوس!

لقد قدم مشهدية توثيقية واسعة الطيف للحالة الراهنة من تاريخ الشام.. مما جعل الفيلم لوحة هامة وناطقة للأزمة .. السيناريو كتب بلغة حذقة وقد زرع الأمل في نهاية التقاطه للمآسي التي صورها ليكون تعبيرا عن عنوان الفيلم  اللافت ” الله معنا “…

فالحياة هي الأيقونة التي لا تموت أبدا.. رجل ينجو.. وطفل يعيش من تحت الأنقاض.. هي حقيقة الأمل وجدولة الوجود مهما حصل …

“الكاميرا” كانت المتحدث الصامت الذي استقرأ فاصيل المشهد بفطنة وجمال, فأدق التفاصيل فيها الحكايا التي تسمع بالعين الثالثة “الكاميرا السينمائية” الصادقة والمعبرة.

أما “الموسيقا التصويرية”, فقد بدت اللغة الحوارية الأولى في سير الأحداث والمعبرة عن المشاعر التي في خبايا النفوس للأشخاص الذين قدموا أدوارهم بلغة تعبيرية إيمائية, وذلك ما يخدم الصورة ويعطيها أبعادها في عين المشاهد معنى وتأثير..

الفيلم من تأليف و أخراج الفنان يزن نجدة آنزور. وقام بالبطولة الفنانة: تولاي هارون, والفنان: يوسف سلامة.

عرض الفيلم ضمن فعاليات شموع العطاء في دار الأوبرا بدمشق.

البعث ميديا || رجائي صرصر