محليات

النباتات الطبية تفرض وجودها… تدريب نساء من ذوي الشهداء والجرحى حول الاستثمار الأمثل للنباتات الطبية

بمشاركة 115 متدربة من أسر شهداء وجرحى الجيش العربي السوري من محافظتي طرطوس وحماة انطلقت في المخيم البيئي الوطني بمدينة القدموس في طرطوس اليوم ورشة عمل بهدف تدريبهن على طرق جمع النباتات الطبية واستثمارها والاستفادة منها.

وتضمنت فعاليات اليوم الأول من الورشة التدريبية التي تقيمها وزارة الإدارة المحلية والبيئة بالتعاون مع نقابة الصيادلة وجامعة الاندلس الخاصة للعلوم الطبية عرض فيلم وثائقي عن البيئة السورية والتعريف بمشروع المخيم البيئي وأهميته في تحقيق التنمية المستدامة ومحاضرات عن المراقبة الدوائية للمنتجات الطبية النباتية والتعريف بأهم الأنواع النباتية في البيئة المحلية التي يمكن الاستفادة منها كنباتات طبية وأهميتها في ايجاد مشروع صغير مدر للدخل والاستخدامات الطبية للنباتات والدور الرائد للمرأة الريفية في الاستفادة من النباتات المحلية.

ولفت معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس محمد وضاح قطماوي إلى أن الورشة تتمحور حول الاستفادة المثلى من النباتات الطبية واستثمارها وزراعتها وتستهدف المجتمع المحلي في مناطق القدموس والشيخ بدر بطرطوس ومصياف وقراها بحماة لتقديم كل المعطيات التي تسهم بتمكين المرأة من الاستفادة من البيئة الطبيعية والنباتات فيها لإيجاد فرص عمل مدرة للدخل.

وأشار عضو المكتب التنفيذي المختص لقطاع البيئة بطرطوس الدكتور محمد جري إلى انه تم اختيار مكان اقامة الورشة بعيدا عن مركز المدينة لأنه تتوافر فيه البيئة الطبيعية المناسبة للتعرف إلى المشاريع الممكن العمل عليها ومنها النباتات الطبية والعطرية الطبيعية بما يؤمن فرص عمل منزلية للمتدربات تحقق لهن تنمية اقتصادية تسهم في تحسين مستوى الدخل والمعيشة.

وبين ممثل جامعة الاندلس الدكتور نزار معلا أن الجامعة تشارك في الورشة إيمانا منها بأهمية ربط الجامعة بالمجتمع وضرورة الحفاظ على البيئة الطبيعية واستثمار الثروة النباتية بما يحقق الاستدامة البيئية والاقتصادية، موضحا أن الجامعة أحدثت مشروعا خاصا بالنباتات الطبية في قرية المجدل بالشيخ بدر بهدف نشر ثقافة زراعة هذه النباتات وتحقيق الفائدة لكل من يعمل بها كما أنها بصدد إنشاء معهد للنباتات الطبية ليكون نواة لإنشاء مدينة الاندلس للصناعات الدوائية.

ولفت إلى أن الجامعة وقعت اتفاقية مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة لتفعيل الجوانب البيئية والتعاون مع نقابة الصيادلة لأنها الجهة المشرفة على إنتاج أي منتج دوائي متفق مع دساتير الأدوية المعتمدة في سورية.

وأوضح مدير التوعية البيئية بوزارة الإدارة المحلية والبيئة المهندس محمد يوسف الكردي أن الوزارة تستهدف بعمليات التوعية والتدريب فئات ربات الأسر واليافعين وتعول عليهم في نشر الوعي البيئي وحماية الغابات من خلال استزراع النباتات الطبية وترويجها بشكل اكبر وجمعها بشكل صحيح والاستفادة منها في الجوانب الاقتصادية والدوائية والصحية في سورية.

وأشار عضو مجلس نقابة صيادلة سورية الدكتور شادي خطيب إلى أن النقابة تهتم بالتنمية المستدامة للمجتمع المحلي ومن هنا كانت فكرة التشاركية مع وزارتي الإدارة المحلية والبيئة والزراعة وجامعة الاندلس لدعم أسر الشهداء عبر تدريبهم على طرق جمع النباتات الطبية وتمييز الأنواع السامة من الطبية واستثمار النوعين في الصناعات الدوائية، مبينا أنه سيتم التركيز خلال الورشة على الزعتر البري والزوبع والحبق واكليل الجبل والريحان والزوفا حيث سيتم تقديم المعلومات للمتدربات حول تحضير المركبات الطبيعية يدويا كالصابون والزيوت المعطرة.

وعبرت زوجة الشهيد باسم عباس من قرية الدي التابعة للقدموس عن سعادتها في المشاركة بالورشة للحصول على معارف وخبرات ومهارات علمية متمنية من الجهات المعنية دعم المتدربات ماديا لتمكينهن من إنشاء مشاريع منزلية خاصة بهن.

هذا وتستمر فعاليات الورشة حتى الثلاثين من الشهر الجاري.