محليات

أطروحة علمية حول جودة المبنى المدرسي في ضوء المناهج المطورة

تحديد المعايير الواجب توافرها في المبنى المدرسي استنادا إلى الوثيقة الوطنية لمعايير مناهج التعليم ما قبل الجامعي هو موضوع الأطروحة العلمية الأولى من نوعها على مستوى القطر والعالم العربي التي قدمها الطالب ناجي محمد السلوم من كلية التربية في جامعة البعث كرسالة ماجستير بعنوان “تقويم المبنى المدرسي في ضوء معايير الجودة في المناهج المتطورة”، ويركز الباحث فيها على ضرورة ضمان جودة المبنى المدرسي بما يحقق أهداف مناهج التعليم المتطور ومراعاة احتياجات المتعلمين.

وأكد السلوم وهو الخريج الأول على قسم المناهج في كلية التربية للعام 2014 انه حصل على مرتبة الشرف عن أطروحته بعلامة قدرها 97 بالمئة حيث ركز فيها على المبنى المدرسي كموضوع لم تتناوله الأبحاث بشكل واف ولذلك وجد صعوبات في جمع المراجع اللازمة.

ونوه بتعاون كلية الهندسة المعمارية معه في هذا البحث والذي توجه فيه إلى تحليل محتوى معايير المناهج المطورة التي أقرتها وزارة التربية لعام 2010 وتحديد المؤشرات التي تتعلق بالمبنى المدرسي وقام بصياغتها بشكل معايير تحقق جودة المبنى المدرسي بما يحقق احتياجات المناهج ومراعاة المتعلمين كما اخذ عينات من الأبنية المدرسية في المحافظة بهدف الوقوف على واقعها ودرجة تطابقها مع معايير بحثه، لافتا إلى أنه اعد قائمة معايير تحقق جودة المبنى المدرسي بشهادة اختصاصيين تربويين ومعماريين.

وأكد السلوم أن بحثه يتضمن ضرورة احتواء المبنى على قاعة صفية مرنة يمكن التحكم بشاشاتها بما يتوافق مع طرائق التدريس الحديث وتوفر مخبر للحاسوب وقاعة نشاط موسيقي وقاعة أنشطة فنية في كل المراحل الدراسية، إضافة للباحات المناسبة لحاجات الطفل وتحقيق جودة المرافق من حيث العدد والنظافة، لافتا إلى أن البحث سيزود القائمين على المباني المدرسية في وزارة التربية بقائمة معايير يمكن اللجوء إليها والاستناد عليها وخاصة انه تم طلب الأطروحة من قبل المركز الوطني لتطوير المناهج.

من ناحيته نوه الدكتور بسام ابراهيم رئيس جامعة البعث بأن الجامعات السورية تعمل على تخريج كوادر علمية تخصصية مؤهلة في جميع المجالات مؤكدا أن حالة التعاون البحثي بين الكليات هي أمر حيوي يخلق حالة تشاركية بين الطلبة والأساتذة مع الاستعانة بالخبرات من خارج الجامعة بهدف ربطها بالمجتمع، وهو ما تقوم به جامعة البعث التي تعمل على احتضان كل الأفكار والرؤى والمشاريع العلمية البحثية التي يقدمها الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية، حيث أسهمت حاضنة المعلومات في الجامعة في تقديم أبحاث علمية متطورة على المستوى المحلي والعربي.

بدوره أشار الدكتور محمد اسماعيل مدير مديرية البحث العلمي بالجامعة والمشرف على الأطروحة إلى أن أهمية هذه الرسالة تكمن في موضوعها الذي يطرح لأول مرة على مستوى سورية كما أنها من العناوين الأصيلة على المستوى العربي حيث تتناول جودة المبنى المدرسي من وجهة نظر تربوية وليست هندسية فقط.

ونوه اسماعيل بالتعاون القائم بين كليتي التربية والهندسة المعمارية وأثره في نجاح الأطروحة فتعدد الأفكار العلمية أفضى إلى نتائج سليمة تؤكد حاجتنا إلى مثل هذه الأبحاث المشتركة بين كليات الجامعة على حد قوله.

من جهته قال الدكتور طارق حسام الدين النائب الإداري بكلية الهندسة المعمارية والمحكم في الأطروحة إن أعداد المخططات المعمارية للمدارس لا بد أن يشارك فيها فريق عمل متكامل من المختصين بمن فيهم التربويون للوصول إلى مبنى ملائم للعملية التعليمية والتدريسية يتناسب والمناهج الموضوعة.