ثقافة وفن

أوقات ثملة… بكِ

ذهبت إلى غير رجعة تلك الأوقات النادرة التي مرت عليّ وأنت تتنفسين قربي الهواء ذاته.

يعلو صدرك قليلا عندما يتزاحم الهواء في رئتيك، تضعين يدك على خصرك بحركة عفوية، إذا ارتبكت أو خجلتِ من كلمة غزل فاحشة، ألقيها على مسامعك وأنت تحاولين أن تخبريني أمرا مهما.

“معك لا شيء مهم إلاك” قلت لك هذا مرارا وها أنذا أعيده وكأن البارحة فقط كان شالك يغفو على أكتافي ورقبتي.

أشمك من الخلخال المتراقص على ساقك، أشم نداك وضوعك وشبقك اللذيذ الخجول  أشم دبقك وخصرك يرتجف كسمكة صغيرة خرجت من الماء للحظة، بينما عضلات بطنك الغضة تتقلص تقلصات سريعة والكرز فيها ينتتفض كعصفور طلع عليه الصبح وهو ما يزال نائما.

اتذوق ضحكاتك السابحة في الهواء، كياسمينة تركت غصنها مع أول نسمة دافئة، وعلى الجسر الواصل بين ساحة “باب توما” وطلعة السوق القديم، كنت تسندين ظهرك على حجارة الجسر القديمة، ترتدين فستانا مرحا بلونه الأخضر الغامق والفراشة الصفراء الفاردة جناحيها عليه، تكاد تطير لو لم تمسسها نارك.

اليوم لم تكوني هناك، كما هو الحال منذ عشر سنوات، لكن رائحتك وطعمتك وحتى تحول وجنتاك إلى لون الجوري البلدي الذي سفح دمه فوقهما، كانوا جميعا معي ينتظرونك على ذلك الجسر، الذي أهديتك إياه ذات قبلة، بعد أن ضيفتني كروم عنب ونبيذ، لا تزال طعمته تسوط القلب وكأن أثره نوبات سُكر متتالية لا صحو منها إلا فيها.

تمّام علي بركات