عربي

الدغمي: هدف واشنطن تجديد الدولة العبرية وخلق إيقاعات مذهبية بمقاسها

حمل رئيس مجلس النواب الأردني؛ وزير العدل الأسبق، عبد الكريم الدغمي، بشدة على منظمات المجتمع المدني الممولة اجنبياً وعلى الخصخصة، وقال أن أهداف الفوضى الأمريكية الهدامة التي طرحتها أمريكا، تتراوح بين الصراع على خطوط وموانئ ومصادر النفط والغاز والأسواق وإعادة إنتاج التبعية للمراكز الرأسمالية في دول العالم الثالث بعامة، وبين أهداف صهيونية تتعلق بكيفية تجديد الدولة العبرية لنفسها، وخلق إيقاعات إقليمية مذهبية على مقاس يهودية الدولة، ومــا يتطلبــه ذلك من تحطيم الدول المركزية مثل العراق وسورية ومصر وقوى الممانعة والمقاومة، وضرب الرموز العامة للدولة المستهدفة مثل :الهوية القومية ووحدة الجيش والعلم والراية الوطنية واستبدالها بهويات فرعية طائفية وجهوية وبمليشيات مسلحة وبإعلام ورايات الانتداب الاستعماري السابق.

وأوضح الدغمي الذي كان يتحدث في ندوة عقدتها جمعية الشفافية الأردنية التي يرأسها النائب السابق وزير الصحة ونقيب الأطباء الأردنيين الأسبق د. ممدوح العبادي بعد ظهر أمس السبت .. أنه بالإضافة للقوى الرسمية المحركة للفوضى الدولية والإقليمية هناك جماعات التمويل الأجنبي التي تعمل تحت غطاء حقوق الإنسان وتعمل بنعومة فائقة على شكل مراكز دراسات وجمعيات رعائية لحقوق الإنسان، وما تسميه بالفكر التنويري، وتسعى إلى تغيير التشريعات القائمة وإستبدالها بقوانين ليست لها علاقة بقيم وعادات وأعراف المجتمع.

وبين الدغمي ان هذه المنظمات توغلت في الأردن تحت ستار حرية التعبير وعقد ورشات عمل في فنادق الـ 5 نجوم والقاعات الفاخرة، واستطاعت استقطاب عدد لا بأس به.

وأوضح الدغمي أن منظمات التمويل الأجنبي، لا تريد أن تعتبر الأحزاب السياسية جزءاً من مجتمعها المدني، وأنها تسعى إلى تفكيك القضية الوطنية إلى شذرات يسهل بعدها أن تتحول إلى تفاصيل تقنية يمكن توظيفها في ترقيع مشروع كبير ، كاشفاً مهمتها في إدارة عوائق الاحتلال والتجزئة والتبعية، وليس طرح مشكلة التناقض الرئيس على اعتبارها مشكلة تبعية واحتلال وتخلف وتجزئة.

فتلك المنظمات تؤسس وتزرع نماذج محلية لنخب ممتدة مرتبطة بالخارج، ليس فقط من الناحية المالية والتنظيمية، وإنما أيضاً من الناحية الثقافية، وإنتاج جيل جديد ممن تسميهم قادة أو مثقفين تقولبوا فكرياً وإيديولوجياً في الفكر الليبرالي.

وتساءل الدغمي كم من المصائب أدخلتها على البلد هذه هيئات التمويل الأجنبي وبخاصة منها المتماهية مع التخاصية التي رافقت تلك الهيئات، فبيعت مقدرات البلد بأبخس الأثمان وبفساد عزّ نظيره! وأصبحت بلادنا مرتهنة للشركات الأجنبية، رغم المقاومة الشديدة للخصخصة.

ولفت إلى أن هذه منظمات المجتمع المدني ليست مراقبة ماليا، داعياً لمراقبة مصادرها المالية كالاحزاب السياسية التي يحظر عليها تلقي تمويلاً اجنبياً .

 

البعث ميديا || الأردن – محمد شريف الجيوسي