ثقافة وفن

غاليري مشروع متفائل طموح يتحدى مفردات الحرب (صور)

الحرب لم تترك “الحرب” شيئاً في حياتنا كسوريين دون أن تؤثر فيه، فكان لتلك الحرب أوجه سوداء كثيرة، لكن بعضنا أطل بوجه متفائل طموح بتحديه لمفردات تلك الحرب، فسخر الأدوات على بساطتها، وطوع الإبداع للإستثمار فه وإن كان بسيطا وبمردود متواضع.

وأثبت بعض الشباب السوري قدرته على تحقيق الكثير من الأفكار، بل والإبداع في تطبيقها فكان تسخير المتوفر من التقنية والتكنولوجيا، رداً على الفهم السائد عن الجيل المتهم باهتمامات سطحية بأنه يستخدم التكنولوجيا للتسلية فقط.

وتجلت هذه الحقيقة في تجربة الشاب محمد إسماعيل، صاحب مشروع التصميم الإعلاني والدعائي “غاليري”-“”Gallery الذي وظّف صفحة “فيس بوك” كي يرسم “بداية مستقبل”، بحسب تعبيره، فيقول: غاليري ليست فكرة، بل هي حلم، أو بالأحرى بداية مستقبل، بدأت منذ عام تقريباً، وأُطلقت الصفحة بتاريخ شباط من العام الماضي، ويؤكد محمد أن العمل عبر الانترنت أصبح مشهوراً ومتداولاً بكثرة في أيامنا، وأنه لا يحتاج لرأس مال كبير أو مكان، ويضيف: فكرة مهمة تقوم على الاستثمار الإيجابي للتكنولوجيا العصرية، مبرراً عدم افتتاحه صالة الآن لأن أعمال التصميم وما يقدمه “غاليري” حالياً لا يحتاج إلى مكان.

يعمل محمد بلا شركاء عدا مخيلته التي تبدع التصاميم، وجهازه المحمول، أداته الرئيسية في العمل، ويتحدث عن بعض رفاقه الذين يساندونه بصنع الأفكار، وتقديم الدعم الدائم، مع تفضيله الحفاظ على خصوصية المشروع رغم تلقيه عروضاً عديدة لتبني غاليري.

إصرار محمد على النجاح جعله بعيداً عن أية مشاكل، فهو يصنع أسلوب التجارة عبر “غاليري” بما يناسبه ويناسب زبائنه، ويقول: إن الجميع متجاوب ومتعاون، وإن عمله يلقى إقبالاً لأنه يحاكي متطلبات الشباب وأسلوب حياتهم، محاولاً تخطي بعض العقبات كانقطاع الكهرباء، والضغط الكبير لعدم وجود شريك في العمل. وتلمس في حديثه عن شبكة الانترنت حميمية خاصة، فعدا عن اعتباره له وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي الأساسية في حياة كل فرد، يجده وسيلة للوصول إلى فئة الزبائن التي يريدها بسهولة، ليس بدمشق فقط، بل وفي كافة المحافظات السورية.

وقد بلغ عدد متابعيه حوالي 7000 شخص عبر موقع فيس بوك منذ انطلاق الصفحة، ما شجعه على التفكير في افتتاح صالة في الأيام القريبة، ليدخل “غاليري” السوق بقوة، كما يقول وهو يشد بقبضته. عكس هذا اللقاء مع محمد روح الإصرار والمبادرة والإبداع لدى السوريين المصممين على النجاح في كل الميادين رغم قسوة الظروف، وضعف الإمكانيات، وقلة الموارد، لأنهم مؤمنون بذاتهم، ومصرون على أن يكونوا جديرين بهذه الحياة.

البعث ميديا|| بلال ديب