استمرارا لظاهرة ارتداد الإرهاب.. اعتداءان إرهابيان يهزان إسبانيا

استمرارا لظاهرة ارتداد الإرهاب على أراضي الدول الغربية والذي دعمته بعض تلك الدول في سورية والمنطقة وقامت بالتغاضي عن جرائمه هز اعتداءان إرهابيان اسبانيا وأسفرا عن مقتل وإصابة العشرات.

وكان 14 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من مئة آخرين أمس فى حادث دهس فى مدينة برشلونة باقليم كاتالونيا الاسبانى أعلن تنظيم “داعش” الإرهابى مسؤوليته عنه أعقبه بساعات حادث دهس آخر على شاطئ كامبريلس جنوب برشلونة أسفر عن إصابة سبعة أشخاص بينهم شرطي.

وعقب وقوع الاعتداءين كشفت الشرطة الاسبانية أن المشتبه بهم فى تنفيذهما كانوا يعدون لاعتداء أكبر حيث أعلن المسؤول فى شرطة كاتالونيا جوزيب لويس ترابيرو أن المشتبه بهم “كانوا يخططون لارتكاب اعتداء أو أكثر وتفجير فى مدينة الكنار لكنهم عدلوا عن ذلك عندما لم يعثروا على المواد التى يحتاجونها لتنفيذ اعتداءات على نطاق أوسع” مشيرا إلى أنهم اضطروا لتنفيذ الاعتداءين فى برشلونة على عجل.

في السياق ذاته كشفت تقارير اعلامية اسبانية وقوف خلية مكونة من 12 شخصا وراء الاعتداءين في الوقت الذي أشارت فيه شرطة كاتالونيا إلى أن سائق الشاحنة الصغيرة التى صدمت المشاة فى برشلونة قد يكون بين المشتبه بهم الذين قتلتهم قوات الأمن الاسباني خلال عملية أمنية الليلة الماضية فى كامبريلس التي تبعد 120 كيلومترا جنوب غرب مدينة برشلونة.

وحول جنسيات ضحايا الاعتداءين أعلن الدفاع المدنى فى كاتالونيا أن الضحايا من 34 جنسية على الاقل.

وجاء فى بيان للدفاع المدنى أن “الضحايا الذين بلغ عددهم 14 قتيلا على الاقل ومئات الجرحى وفق حصيلة مؤقتة يتحدرون من جميع أنحاء العالم ولا سيما أوروبا فضلا عن اسيا وأميركا اللاتينية”.

في هذا السياق أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن 26 فرنسيا من بين المصابين 11 منهم حالتهم خطرة.

وقالت الوزارة فى بيان.. إن “وزير الخارجية جان ايف لو دريان سيزور برشلونة لتفقد الضحايا وأن القنصلية الفرنسية فى برشلونة على اتصال مع السلطات الاسبانية”.

بدوره أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أن مواطنا أمريكيا كان من بين القتلى في برشلونة.

وفي ردود الافعال الدولية تجاه الاحداث الاخيرة في اسبانيا أدان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حادثة الدهس وسط برشلونة مؤكدا ضرورة توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب كما اعربت الخارجية الروسية عن ادانتها الحازمة لعملية الدهس الارهابية.

من جانبه أدان المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمى الاعتداءين الارهابيين اللذين وقعا امس فى اسبانيا مجددا التزام بلاده بمحاربة الإرهاب والتطرف.

وفى الولايات المتحدة أعلن الرئيس الامريكى دونالد ترامب على حسابه فى تويتر عن ادانة بلاده للاحداث في برشلونة واستعدادها لتقديم المساعدة لاسبانيا.

من جهته أعرب الامين العام لحلف شمال الاطلسى ينس ستولتنبرغ عن ادانة الحلف لحادثة الدهس فى برشلونة لافتا الى أن الحلف سيقدم الدعم الكامل لاسبانيا وسيقف جنبا الى جنب معها فى الحرب ضد الارهاب.

كما ندد شتيفن سيبرت المتحدث باسم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بالحادثة وقال “نفكر بحزن كبير فى ضحايا الهجوم المشين فى برشلونة مع التضامن والصداقة الى جانب الاسبان”.

وندد القصر الملكى الاسبانى ورئيس الوزراء ماريانو راخوى بحادثة الدهس وكتب راخوى على تويتر أن “الإرهابيين لن ينتصروا ابدا على شعب موحد يحب الحرية فى مواجهة الهمجية” بينما كتب قصر الملك فيليبى السادس.. “لن يرهبونا.. اسبانيا كلها هى برشلونة”.

إلى ذلك وصف المستشار النمساوى كريستيان كيرن حادثة الدهس بالعملية المرعبة كما أدانها وزير الخارجية النمساوى سيباستيان كورتس مؤكدا أن الإرهاب لن ينتصر.

وتشهد الدول الغربية حالة استنفار أمنى خوفا من ارتداد الإرهاب الذى دعمته بعض تلك الدول وتغاضت عن جرائمه فى سورية إلى أراضيها ولا سيما بعد وقوع هجمات إرهابية في مدن أوروبية عدة منها ميونيخ وباريس وبروكسل التى شهدت تفجيرات ارهابية فى مطارها واحدى محطات مترو الانفاق أدت إلى مقتل 34 شخصا واصابة أكثر من 200 آخرين.