الشريط الاخباريمحليات

عودة الحياة للقطاع الزراعي بحلب.. لكن للفلاحين مطالبهم

يشهد القطاع الزراعي بحلب تناميا ملحوظا إثر تواصل عودة المزارعين إلى أراضيهم بعد تطهيرها من المجموعات الإرهابية المسلحة وتوفير مستلزمات الإنتاج لهم من بذار وأسمدة ومحروقات وعزز ذلك كله الهطولات المطرية الغزيرة في الفترة الماضية التي أعطت مؤشرا إيجابيا ومبشرا بموسم خير.

وبلغ معدل الأمطار الهاطلة خلال هذه الفترة من العام بمحافظة حلب 186 مم يقابله بالعام الماضي 165 مم وذلك من أصل المعدل السنوي العام البالغ 445 مم.

ويقول المهندس نبيه مراد مدير الزراعة والإصلاح الزراعي بحلب إن نسبة تنفيذ خطة زراعة القمح المروي بحلب بلغت 68 بالمئة حيث تمت زراعة 108 آلاف هكتار من أصل الخطة الموضوعة لزراعة 159 ألف هكتار وبلغت نسبة تنفيذ خطة زراعة القمح البعل 84 بالمئة وتمت زراعة 154 ألف هكتار من أصل الخطة المقررة لزراعة 182 ألف هكتار.

وبحسب مراد بلغت نسبة زراعة الشعير البعل 80 بالمئة حيث تمت زراعة 315 ألف هكتار من أصل الخطة المقررة لزراعة 394 ألف هكتار، إضافة لاستكمال الزراعات الشتوية من بقوليات غذائية وخضار شتوية وتكثيفية.

ويضيف مراد: لحلب تميزها بإنتاج المحاصيل الزراعية الاستراتيجية والأنواع المختلفة والوفيرة من الخضار والفواكه بسبب تنوع مناطق الاستقرار فيها من الأولى وحتى الخامسة، إضافة لتعدد مصادر الري من آبار وأنهار وبحيرات ومشاريع ري حكومية وتضم 10 مناطق إدارية وتمت زراعة الأراضي التي تطهرت من الإرهاب في مناطق دير حافر والباب ومنبج. حيث بلغت المساحة المزروعة بمحاصيل الحبوب والزراعات الشتوية 84 ألف هكتار من أصل المساحة القابلة للزراعة والبالغة 179 ألف هكتار، مبينا أن أكثر من 41 ألف عائلة عادت إلى هذه المناطق ومن المتوقع عودة 700 عائلة إلى بلداتهم وقراهم كما يتم التنسيق مع اتحاد الفلاحين لإعادة الفلاحين إلى أراضيهم بعد إزالة الألغام منها وتطهيرها من مخلفات الحرب.

وبالنسبة للثروة الحيوانية يتم العمل على زيادة أعدادها وتأمين المستلزمات الضرورية لمربي الثروة الحيوانية البالغة كما يوضح مراد نحو 978ر1 مليون رأس غنم و245 ألف رأس ماعز و73 ألف رأس بقر و88 مدجنة، إضافة إلى تقديم التحصينات الوقائية للمربين ومنحهم الأدوية البيطرية اللازمة.

ويشير مراد إلى الاهتمام الذي تحظى به المرأة الريفية لدورها في بناء الأسرة واستقرارها وإحداث تنمية اجتماعية واقتصادية للريف من خلال تقديم الدعم اللازم للمرأة وإقامة دورات تنموية ومساعدتها على تصنيع بعض المنتجات الزراعية والحيوانية والمطرزات الشرقية وتسويقها وإيجاد منافذ بيع لها عبر الصالات التابعة لمديرية الزراعة.

بدوره يلفت رئيس فرع اتحاد الفلاحين بحلب عبدو العلي إلى الجهود المبذولة لتأمين احتياجات الفلاحين ومستلزمات الإنتاج من بذار وأسمدة ومازوت لأغراض الزراعة من خلال التعاون والتنسيق مع المحافظة واللجان المكانية التي تم تشكيلها والجمعيات الفلاحية والمصرف الزراعي بهدف مساعدة الفلاحين على العودة إلى قراهم وبلداتهم، مبينا أن الموسم الحالي جيد نظرا للهطولات المطرية ما يبشر بموسم خير في حال استمرارها.

وطالب العلي بإعادة النظر بآلية منح القروض للفلاحين وتسهيل شرط الكفلاء وإعادة تأهيل مراكز استلام الحبوب للموسم القادم في مناطق بردة ودير حافر وبلاط ومنبج وتسهيل تنقلات الفلاحين من بلداتهم وقراهم إلى المدينة بهدف تسويق محاصيلهم الزراعية.

وفي لقاء مع الفلاح فرج هلال الفرج من منطقة دير حافر أوضح أن هناك إقبالا كبيرا من الأخوة الفلاحين للعودة إلى أراضيهم وزراعتها بالمواسم الشتوية والحبوب حيث عادت نحو 13 ألف أسرة تشكل ما يقارب 75 ألف نسمة، وطالب بزيادة المخصصات المرصودة للمازوت الزراعي والإسراع بإصلاح قنوات جر مياه الري لسقاية أراضي الفلاحين وافتتاح مركز لتسليم الحبوب في المنطقة وتخفيض أسعار الأسمدة الزراعية.

ويقول الفلاح عبد الحي سليمان من منطقة سمعان: إن المنطقة شهدت زراعة 5 هكتارات بالحبوب والأمطار جيدة ما يبشر بموسم وفير، موضحا أن 70 بالمئة من الفلاحين عادوا لأراضيهم.

وتم مؤخرا تحرير 50 قرية من الإرهاب في ريف حلب ويحتاج الأهالي لمساعدتهم بالعودة إلى أراضيهم وتوفير مستلزمات الإنتاج وزيادة كميات المازوت المخصصة للزراعة وتخفيض سعره للفلاحين وإعادة تأهيل معمل الجرارات أو تأمين جرارات للفلاحين وفتح الاكتتاب على الجرارات الإيرانية بالتقسيط التي بدأت في محافظات أخرى وتأمين كادر طبي للعيادات البيطرية واللقاحات المناسبة للصحة الحيوانية.

ورغم كل الظروف التي مرت بها المحافظة يبقى التفاؤل على وجوه الفلاحين بحلب الذين يصرون على زراعة أراضيهم ويأملون بموسم زراعي يعيد الحياة والإنتاج إلى الريف الحلبي المعطاء.