محليات

زراعة الفطر المحاري في سلمية

تعد تجربة زراعة الفطر المحاري في حماة ولا سيما في منطقة سلمية من المشاريع التنموية الصغيرة التي وفرت الكثير من فرص العمل للشباب لكونها لا تحتاج إلى مساحات زراعية كبيرة وتتسم ببساطتها وعدم استهلاكها الجهد أو الوقت الكبير لذا أضحت مشروعا اقتصاديا مهما ومدرا للدخل بالنسبة للكثير من الأسر.

وقال المزارع يونس شدود: إن الظروف الصعبة جعلته يفكر بمشروع زراعي لا يحتاج الكثير لتمويله فاختار الفطر المحاري ذا التكلفة المنخفضة حيث يمكن زراعته في صفوف وصناديق على طبقات واصفا المردود المادي الذي حصل عليه من هذه الزراعة بالممتاز. بينما يشير المزارع محمد عفيفة أن هذه الزراعة تناسب منطقة سلمية التي تعاني من شح في المياه، لافتا إلى أن المشروع ينجز في وسط خاص ويتم تصنيعه ضمن شروط بيئية ودرجة حرارة بين 15 و 30 درجة مئوية مع توافر المواد من المخلفات الزراعية مثل التبن قش القمح او الشعير ومواد عضوية.

المزارع محمود ديب تحدث عن فرحته الكبيرة عندما شاهد محصوله الأول من مادة الفطر الذي زرعه بيديه في المنزل داعيا الجهات المعنية إلى الاهتمام أكثر بهذه الزراعة من خلال تأمين البذار بأسعار مدعومة وتسويق المنتج وتعريف الناس بها لكونها من المشاريع ذات الدورات الإنتاجية القصيرة التي توفر الدخل بأقل كلفة وخلال فترة قصيرة.

وعن دور مديرية زراعة حماة أوضح المهندس حسام العبيسي رئيس دائرة الإرشاد الزراعي أن الدائرة أقامت العديد من ورشات العمل والبيانات الحقلية في مختلف الوحدات الإرشادية حول طرق زراعة واستنبات الفطر المحاري وما تحتاج من مستلزمات إنتاج وحرارة ورطوبة وضوء ونظافة لإنتاج زراعي يتمتع بخواص جيدة وكميات وفيرة .

من جانبه يبين المهندس نبال دبيات أحد المشرفين على تجارب زراعة الفطر المحاري مراحل زراعته بعد أن يتم الحصول على بذور الفطر من فرع مؤسسة إكثار البذار حيث يتم استحضار كمية من التبن وإضافة كمية من الماء اليها في وعاء وتسخينه قليلا وبعد ذلك يصفى التبن من الماء بشكل جيد ومن ثم توضع طبقة من التبن في أكياس وتوضع كمية من بذار الفطر فوق طبقة التبن حتى امتلاء الكيس حيث إنه يجب ملء الكيس للأعلى على أن تترك مسافة قليلة جدا بحيث يتمكن المرء من اغلاقه وبعد ذلك يعلق الكيس في السقف بعد ثقبه ثقوبا من الأعلى والأسفل ومن ثم يترك خمسة عشر يوما في مكان مظلم بحيث أن الضوء لا يصله أبدا ويجب التركيز على نقطة مهمة وهي رش المياه بعد الأيام الأربعة الأولى على الأرض كي تكسب المكان رطوبة وعندما يبدأ الفطر بالتشكل داخل الكيس يجب ثقب الكيس كي يتمكن الفطر من النمو وبعد انقضاء فترة ما يقارب ثلاثة أسابيع يجب تعريضه للضوء الخفيف.

ويؤكد دبيات أهمية التعقيم والنظافة في هذه الزراعة للحفاظ على سلامة الفطر، مشيرا إلى أن كل 1 كغ بذار أو أبواغ ينتج ما بين 6 و8 كغ من الفطر الناضج بمدة لا تزيد على 45 يوماً .