ثقافة وفن

يوميّات مضيئة في العمْق -2-

سلسلة تفاعليّات / تجاوبيّات/ تَصادِيات تركُّبيَّة ميزوْ اختصاصيّة

الإثنين 19/5/2014

البارحة تصفَّحْتُ الكتاب/ الكّراس الوحيد تقريباً المتخصص بالطابع المركَّب/ التكاملي أو بالتركُّبيَّة ــ KomnΛekcHoctb أو الحالة (الوضعية) المركَّبة/ التكاملية، وهو من سلسلة الفلسفة ــ العدد 9/ لعام 1987، ضمن حلقات المعرفة/زْنانِيي، وعنوانُه: المشكلات الفلسفية للطابع (الوضْع) التركُّبي([1]) أو للتركّبية ــ كومبليكْسْنَسْتْ ــ من تأليف دكتور الفلسفة ف. آ. كوطيريف ــ KytbIpeβ عن دار نشر «زْنانِيي» (المعرفة) في موسكو. ولفَت انتباهي في سياق ما ذكرتُه البارحة وأول أمس من جهودٍ محمومة على أعتاب وخلال منتصف الثمانينيات ما فيه من توثيقات إنشاء كيانات ومؤسَّسات ولجان ومجالس تكامليَّة مركَّبة في شتّى الميادين المتباعدة ــ أحياناً ــ كإجراء تنظيمي/ منْهجي ــ علْمي ــ تطبيقي… إليكَ ما ورد ص60 من هذا الكُّراس/ الكتيِّب: عام 1985 أُظْهِرتْ: غوس أَغروبروم للاتحاد السوفييتي ΓocarPonPoM (الصناعات الزراعية الحكومية/ للدولة) [وذلك اعتماداً على أساس/ قاعدة خَمْس وزارات منْفصلة]، وكذلك: مكتب مجلس الوزراء السوفييتي Б.C.M. cccp لِبناء الآلات، وعام 1986 ــ مكتب مجلس الوزراء السوفييتي. Б.C.M.cccp لشؤون المركَّب/ المجَمَّع KomnΛekc الوقودي ــ الطاقي، إضافةً إلى لجنة البناء الحكوميّة ــ الاتحادية ــ الجمهورية في الاتحاد السوفييتي.

***

الأربعاء 16/7/2014 ليلاً

ــ سينيرْغيْتيكا ــ العلم المأخوذ مِن سينيرْغيا كتبتُ عنه ودوَّنتُ في يومياتي هذه غيرَ مرة، ولكنَّ ما سأهتم به إضافياً هنا الآن هو تاريخ نشوء هذا العلْم، إذ أنَّ كافة المرجعيات المتخصصة كانت تتجاهله ولا تورد عنه شيئاً منذ بدايات الثمانينيّات وصولاً إلى ما بعد منتصفِها وأواخِرها، وربما كان أول معجم يُعرِّف بها هو قاموس التقدم العلْمي ــ التقني (الأول في مجالِه) عام 1987. ولكن متى نشأ هذا العلم فعلاً وبالتحديد؟ ــ هنا أحد الاتجاهات التي أصادفُها في بيان ذلك من مجلة «قضايا الفلسفة» الأكاديمية الشهرية لعام 1984 في العدد الثامن (8/1984) في دراسةٍ متمحْورة حول «السينيرْغيْتيكا» بعنوان: «السينيرْغيتيكا ومبدأ الحركة الذاتية للمادة» كتبها «غ. ي. روزافين» [ص39 ــ 51 من المجلة]، وقد ورد في ص40 مِنها ما يلي: «سينيرْغيتيكا اتجاه علْمي جديد لا يزال قيد التشكيل (يتشكَّل الآن)» وكي نعرف متى حصل (يحصل) هذا تذكَّرْ أن الدراسة في المجلة هي في شهر 8 من عام 1984، أي أنَّ عمر هذا العلم الذي كان قيد التشكُّل حينَها يُفترَض أن يكون قد صار «الآن» ثلاثةَ عقود (30 عاماً)، وأُذكّر أيضاً أنَّ آخر أخبار هذا العلم، حتى من تدوينات يومياتي هذه، هو أنَّ وفداً سياحياً روسياً ــ «سينيرْغيا» ــ قَدم إلى سورية منذ شهور ــ أيامَ أزمة القِرْم وأوكرانيا بدايةً ــ وأنني كتبتُ ببعضِ الغزارةِ ليس فقط عن سيْنيرغيا، وسينيرغيتْشْنوْ (معاً/ سويةً…إلخ)، بل وعن العلم المُوازي المُقارب ــ سيْنيرغيتيكا ــ مذْ ذاك، وأن الخبَر الأحدث هو أنَّ الوفد الذي كان مِن معهد سينيرغيا أو سينيرغيتيكا في موسكو، وهو معهد خاص، قد انتهى به المطاف منذ زمنٍ قريب إلى ذهاب وفد سوري إلى موسكو ومنه وزير التعليم العالي الذي وقَّع اتفاقيةً هناك لإنشاء وتأسيس فرع لهذا المعهد الخاص في دمشق (ولأول مرة لِجامعة أو معهد روسي).

***

الأحد 17/8/2014 ظهراً

وأمَّا بُعْدُ مقولةِ المعلومات كأكبر وأشمل مِنَ المقولات العلمية العامة المعروفة، فقد تَأتَّى مِن وَصْفي لها في مصافّ مكوِّنات الانحفاظِ المدروسة والمفروزة علْمياً والمستقرة ــ أي الطاقة والكتلة وقوانين انحفاظِها (لافوازييه ــ لومونوسوف) فأضفْتُ إلى ذلك، ــ تظهيراً لبعْض الإرهاصات النادرة في هذا الخصوص، ــ المعلومات أيضاً وحاجتها إلى قوانين انحفاظ في صياغات رياضية مُشكْلَنة، ومع الطاقة والكتلة والمعلومات أنْت في مكان أبعد وأعمق وأشمل من مقولات علمية عامة وأقرب إلى مقولات انطولوجية كبرى شاملة تستطيع أن تعتبرها فلسفية، من منظورات وموشورات كثيرة، أوْ شبْه فلسفية، مِن كافة المنظورات.

***

السبت 23/8/2014 ظهراً

ــ كلمة الميزة في اللغة العربية التي تفيد معنى التبايُن والاختلاف تفترض المقارَنة والمُوازَنة، فهي على صلة وثيقة بمفردات أخْضعْناها سابقاً للتحليل هنا وهي: الميزان ــ الميزو ــ ميزوْ/بوتامِيا ــ / كلمة، ميجْدوْ/بَين، بالروسية ــ هذه هي كلمة ميزة/الميزة، التي تنضوي تحت سقف هذه العائلة ككل، ما بقي غافياً لدَيَّ تحت الوعي لسنواتٍ طويلةٍ ولم أُسجِّلْه، وهو كامِنٌ غافٍِ حوالي عقْد هو صلةُ كلمةٍ شهيرةٍ وعلميةٍ تطبيقيةٍ عالمية بهذه العائلة أيضاً: «الإيزو»: قارِنْها مع الميزو: إيْزو/مـ/يْزو.

***

الأحد 24/8/2014 ظهْراً

مجدَّداً حول ميزو، والذي أدام ذكْرها وحضورَها بخاصة هو الأحداث العنصرية الأخيرة والحالية في ولاية ميْزوْ/ري = ميْسو/ري الأميريكية لِتَثْبيت وتأكيد صلةِ اسم هذه الولاية بجَذْرٍ كهذا [تذكَّرتُ اسم نفرتيْتي في شرْحٍ مصري للألفاظ الفرعونية أنه يعني جميلة المستقبل، ونفرْتا/ري ــ أيْ جميلة الأرْضين ــ أي الشمال والجنوب…إلخ]، وسأضيف الآن اسم بَعضِ الأدوات الشائعة عندنا: ميزر: منه ما لِسلاحٍ، على ما يبدو، قد يكون ثنائيَّ السَبَطانة، ومِنه لشيءٍ منْ أعمال القياسات، وبالتالي لن يصعب عليك «قياس» ذلك مع كلمة ميْجر الإنكليزية ــ يَقيس/ قياس = Measure التي تذكِّرك صوتياً بمفردتين شقيقتَين متعادلتَيّ المعنى، والدلالة التي هي «بَين»، وهما: ميزو، و«ميجْدو»، ولا يهم كتابة السين S في الكلمة الإنكليزية فقط بقدر أهمية لفْظِها في جوارات الكلمة على شكْل «ج» = Ж. في الروسية ــ مِيجْ (اختصاراً لِــ مِيْجـ/ـدْو في كثير من الحالات الوصْلية الاتصالية) / ومنها حالة ميْجْـ/ديسّصيبْلينا رن./ فهناك إذنْ معاني القياس لغوياً مباشرةً، وفي الإنكليزية أيضاً: ميجر ß ميجريْنْغ انطلاقاً مِن هذا: ميْزو/ميْجْـ../ والميز/ر في دارجتِنا العربية أيضاً.

 

***

الأحد 31/8/2014 ظهراً

في الأسبوع الأدبي، ع 1401 في 20/7/2014 ص16 تعريف بطروحات ندوة: (الثقافة الوطنية.. مستقبل سورية: انتماء.. تَسامح.. تشاركية) وفيها تشويه فظيع لتأريخ وتأصيل التشاركية ويلزمها تقويم.

ــ وفي زاوية آفاق في جريدة تشرين (ع 12094 ــ الأربعاء 6/8/2014. ص12 ــ الأخيرة) وضمن عنوان «الفلسطيني التائه»/ د. صلاح صالح تجاوبيات/ تفاعليات كثيرة مع اشتغالاتي الأخيرة والأحدث، هنا تجد: الأمثولة، والنماذج ، والتراكبية، والمعقَّدة، وَ«الأبعاد المتداخلة تداخلاً فظيعاً»/ وكنتُ أوضحت في تسجيلي اليوم كثرة استخدامي للمصطلحات ذات الصِلة بـالكومبليكْسْ ــ المركَّب/ المعقَّد ومشتَقاتِه: التراكبية والتركُبية، والمتراكبة والمعقَّدة إلخ، بل ووثَّقْت استخدام المتراكبة عندي عام 1996 في دراسة شهر تشرين الأول (العدد 7 أوْ 8 من مجلة الروَّاد الشبيبيَّة في دمشق، وهي شهرية)، وهي دراسة في صلب وفي نواة هذا الاتجاه الكومبْليكْسي (التركُّبي/ التراكُبي): «نحو تطوير الدراسات المشتركة المركَّبة في سورية…».

كما كثرت معالجاتي المنهجية لمصطلحات النماذج/ الموديلات، وللنمذجة/ المَودلة، وما يتصل بذلك كله، ومنها: المثال والأمثولة والأَمثلي والأَمثليّة… إلخ، وهي كثيرة جداً في كتابي الآخر الراهن/ الموازي لهذا.

***

الثلاثاء 2/9/2014 صباحاً ــ تابعْ

ــ المركَّب والمعقَّد مِن آخر اشتغالاتي المستمرّة في الكتاب الآخر المُوازي، وفي محاضراتي حضَرتْ كما حضَر إرجاعي «ألْغوريْتْم» واللوغاريتْمات إلى خوارزْم والخوارزْمي، وستجد هذا حاضراً في جريدة تشرين ص9 ــ ثقافة، يوم الثلاثاء 5/8/2014 ضمن زاوية «أفكار»/ وليد معماري: «أمواج تُداعب الرمل البسيط»: «يَتَّسم بالحدث المركَّب ذهنياً… الحياة كفاح، بدايةً ونهايةً [«مِن قبْل ومِنْ بعْدُ» ــ م. ن]… رؤية الحياة بتلاوينها الصاخبة، تحتاج لوغاريْتْمات معقَّدة في تركيبة الكاتب…».

([1]) التركُّبيّة مقابل كومبْليكْسْنَسْتْ ــ KomnΛekcHoctb أو كومبْليكْسِتي بالإنكليْزيّة ــ Complexity، كما يمكن استخدام مصطلح التراكُبيّة ــ كمقْترح بدورِه ــ لكنه أضعف ربَّما. وسنجد المقاربة المركَّبة/ التكاملية حتى في دراسة «الإنسان»: «البيريسْتْرويكا ومشكلات الدراسة المركَّبة/التكاملية (كومبْليكْسْ…) للإنسان» ــ انظر ص62 مِن بروشور/كرّاس آخر من سلسلة المعرفة، العدد 6/1988: ل. ب. بوييفا: «المؤثِّر البشَري (.ф ч.): تفكير جديد وفِعل جديد».

د. معن النقري