ثقافة وفن

«الغرفة الرمادية» Gray room لمشروع «عنادل أخي»

تبتعد خياراتنا اليومية عن اللّون الرمادي وتتجه رغباتنا لألوان أكثر وضوحاً كألوان قوس قزح، التي تخلو من اللون الرمادي وتزيد النظر والطبيعة تفاؤلاً وفرحاً يعكس على النفسيّة، إلا أنّ فرقة (عنادل أخي) اجتمعت هذه المرّة لكسر القاعدة اللّونية، فانطلقت تزيّن شهر أيّار بإيقاع موسيقى وصورة تحمل حالة من الإتحاف الثريّ أبداً.

وكلّ من يرى ويسمع ما اتفق على تسميته بـلوحة (( الغرفة الرمادية )) ينتشي طرباً وجذلاً، إذّ تنقضي حيوية تتالي الصور في لون رمادي مقصود لكنّه ممتزج برغبة الحياة في نضح التفاؤل من الأعماق.

فرقة عنادل سورية الشابة المؤلفة من الفنانين (آري جان سرحان) و(خالد رزق) والمخرج السينمائي (يزيد السيّد) تتفق على إطلاق مشروعها الدروي في إنجاز لوحات فنية بين آلتي البزق والعود مع ألوان إخراجية خاصّة ببصمة المخرج، ولدى سؤالنا عن اختيار البزق والعود في لوحة غرفة رمادية أجاب آري جان سرحان: “من المعروف أنّ آلة العود هي الأكثر انتشاراً على صعيد شعبي في موسيقانا العربية، أمّا البزق فهو آلة معروفة شعبياً لكن في مناطق محدودة مثل الجزيرة والبادية السورية”. والفنان خالد رزق أضاف عن ذلك: “هذفنا من تقديم الآلتين بطريقة جديدة تعتمد على إبراز إمكانيات كلّ آلة، إضافةً لإظهار الانسجام بينهما، وبطريقة تجريبية تصل إلى أكبر شريحة ممكنة، وخاصّة أنّ ثقافتنا في الموسيقا هي ثقافة شعر وكلمة على حساب الموسيقا، لذا نسعى من خلال هذا المشروع تكريس مفهوم القطعة الموسيقية بدون كلام”. وعن اللغة الإخراجية يقول المخرج يزيد السيّد: “يضاف الإخراج هنا كبعدٍ جديد يتجاوز الدور الوثائقي في محاولة منه ليصبح جزء من الموسيقا، ويظهر هذا بالمونتاج الإيقاعي، وحركة الكاميرا، والحالة اللّونية، وتكوين الصورة”.

المشروع الذي تترصد إطلاقه فرقة (عنادل أخي) يقسم إلى فيديوهات يتمّ تحميلها على شبكة الإنترنت عبر موقع (اليوتيوب) تباعاً، وسيحمل كلّ فيديو عنوانه الخاصّ المتعلق بطبيعة المقطوعة، ومكان تصويرها، وقد تمّ اختيار هذه الطريقة في نشر أعمالها تبعاً للظروف الاستثنائية التي تمر بها سورية، مع وجود الكثير من العوائق التي تمنع الفرقة من المشاركة في مهرجانات وحفلات خارج حدود البلد.

البعث ميديا || عامر فؤاد عامر