نافذة على الصين

بـ٤٠٠ تقنية جديدة.. انطلاق معرض التجارة الرقمية العالمي في هانغشتو

بكين ـ ريم ربيع
انطلقت اليوم فعاليات المعرض العالمي الثالث للتجارة الرقمية في مدينة هانغتشو شرقي الصين، تحت عنوان “التطور الجديد والاتجاه الجديد للتجارة الرقمية العالمية”، وبمشاركة ١٠٠٠ شركة للتجارة الرقمية، وأكثر من ١٢٣ دولة ومنطقة، حيث تشكل الشركات الدولية أكثر من ٢٠٪ من إجمالي عدد العارضين ومناطق العرض الممتدة على مساحة ١٥٠ ألف متر مربع.
ويعتبر هذا المعرض الوطني والدولي والمهني الوحيد الذي يناقش التجارة الرقمية في الصين، ويجمع بين المعارض والأحداث الداعمة والعروض التوضيحية ومنصة GDTE عبر الإنترنت، لتوفير تجربة جذابة ومجزية، بهدف وضع معيار عالمي في المعارض التجارية الرقمية.


كما يهدف إلى الاستفادة من موارد التجارة الرقمية العالمية لدفع التعاون وتعزيز التنمية، من خلال إرساء مبادئ: (التوجيه الحكومي، دراسة سياسة التشغيل، المنافسة العادلة، الإنضباط الذاتي للصناعة)، ويتضمن أنشطة صناعية متعلقة بالذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية الرقمية، ولأول مرة يضم منطقة مخصصة للصناعات المستقبلية، حيث يتم عرض أحدث التقنيات في مجالات عدة مثل الروبوتات الذكية، ليشهد ظهور أكثر من 60 روبوتًا ذكيًا في مسابقة واحدة، إضافة إلى عرض سيناريوهات تطبيقية جديدة، مثل قاعدة العرض التوضيحي لربط الهيدروجين بالكهرباء، والتي تدمج إنتاج الهيدروجين وتخزينه وإعادة تزويده بالوقود وخلايا الوقود.
وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو أكد خلال الافتتاح اهتمام الصين بتطوير التجارة الرقمية في ظل نموها بشكل كبير ومتسارع، مبيناً أنه سيتم تعزيز التعاون مع الدول الأخرى والمشاركة بوضع قواعد دولية مشتركة، فاليوم أصبحت نسبة الاقتصاد الرقمي أكثر من ١٠٪ ولا بد من ضبطه وتطويره.
وأشار الوزير وانغ إلى استثمار المعرض لإبراز الانفتاح والريادة الصينية في هذا المجال، وتعزيز الإصلاح والتعاون والانفتاح لردم الفجوة التكنولوجية، إضافة إلى بناء منصة لتعزيز التنمية المشتركة، كاشفاً عن إطلاق ٤٠٠ منتج وخدمة وتقنية لأول مرة، حيث ستواصل وزارة التجارة تعزيز الانفتاح عالي المستوى.

المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نجوزي إن أوكونجو إيويالا أوضحت أن قيمة المعاملات والخدمات الرقمية بلغت العام الماضي ٤.٢٥ ترليون دولار، مؤكدة أن التوجه للتجارة الرقمية يخفض التكاليف ويزيد الإنتاجية، ويعزز الابتكار، ويجعل التجارة أكثر سهولة، كما يفسح المجال للمشاريع الصغيرة، لكن اليوم لا يستفيد الجميع من هذه الفرص بالتساوي، فهناك فجوة رقمية في الدول النامية تعمل المنطمة على ردمها بتقديم الدعم الفني والمالي الذي تحتاجه تلك الدول.


وأشارت مديرة المنظمة إلى تخاذ عدة إجراءات بسّطت النقل الإلكتروني عبر الحدود، كتعليق الضرائب وإلغاء الرسوم الجمركية، مؤكدة أن القواعد الموحدة ستبسط الإجراءات وتقلل التكاليف.
ويعكس المعرض رغبة الصين بتطوير التجارة الرقمية والتزامها بتعزيز التجارة الرقمية العالمية، فهي أصبحت إحدى الركائز الأساسية لبناء قوة تجارية فاعلة، إذ بلغ حجم التجارة الإلكترونية في ٢٠٢٤ في الصين ١٤ ترليون ايوان، بزيادة ٣,٧٪ عن العام الماضي، بينما تجاوز حجم التجارة الإلكترونية العابرة للحدود ١٢ ترليون ايوان.
وفي ظل هذا النمو المتسارع بالتجارة الرقمية ترغب الصين بالتشارك مع دول أخرى لتعزيز التعاون، ومواجهة التحديات، داعية لخلق بيئة مناسبة للاقتصاد الرقمي، وتحسين أنظمة الحوكمة، فقواعد الحوكمة الرقمية عبر العالم لا تزال غير موحدة، كما أبدى المسؤولون الصينيون الرغبة بمشاركة خبرات وإنجازات الصين لتطوير التجارة الرقمية وتحسين كفاءة الموارد، والتعاون مع الدول الأخرى لرسم صورة جديدة للتجارة الرقمية.