منوع

(أيلول بلا تصفح).. في بريطانيا ..ماذا يقول طبيب نفسي؟.

“أيلول بلا تصفح” حملة أطلقتها هيئة صحية بريطانية للتوقف أو تخفيف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمدة ثلاثين يوما وأدت الى تفاعل شعبي كبير لقبول أو رفض التحدي وأعادت للواجهة أيضا كل التحذيرات من مخاطر ما وصفه الخبراء “بالإدمان الجديد”.

وتهدف الحملة كما أوضح القائمون عليها لأخذ استراحة من مواقع التواصل مثل “الفيسبوك” و”الانستغرام” و”التويتر” و”سناب شات” بهدف تخفيف تأثيراتها الصحية والاجتماعية السلبية على حياة الأشخاص بما في ذلك القلق والاكتئاب واضطرابات النوم ومشكلات الصحة العقلية لدى الأطفال والمراهقين.

وتبرز أهمية الحملة من كون وسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى “مواد جديدة للإدمان” كما يصفها اختصاصي الأمراض النفسية والعصبية الدكتور جلال شربا.

ويوضح شربا لـ سانا الصحية أن خطورة الإدمان الجديد ناجمة عن كون الأجهزة الالكترونية في متناول أيدينا بشكل يسمح لنا البقاء على مدار اليوم على تواصل مع هذه المواقع، كما أن كثيرين يعتمدون وسائل التواصل لإقامة علاقات شخصية وعاطفية رغم التضليل الذي قد يغلف الأخيرة فالبعض لا يعرفون عن هويتهم الحقيقية ما يصيب الطرف الآخر بالصدمة والاضطراب النفسي عند اكتشاف الحقيقة بعد فترة من التعلق العاطفي والوجداني.

ويرى اختصاصي الأمراض النفسية أن التأثير الأخطر لوسائل التواصل ادمان المراهقين عليها وتأثيرها الكبير على سلوكهم ودراستهم وعلاقتهم مع باقي أفراد العائلة.

ويشير شرباإلى انتشار سلوكيات “متمردة” بين المراهقين نتيجة العلاقات التي يقيمونها عبر الانترنت دون امتلاك خبرة ودراية في حماية أنفسهم وتمييز الصحيح من الخطأ.

وتظهر تأثيرات مواقع التواصل أيضا حسب شربا على شكل ارهاق نفسي وجسدي وعدم تركيز على الكثير من طلاب المراحل الثانوية والجامعية نتيجة السهر والساعات الطويلة التي يقضونها مع أجهزتهم الالكترونية.

وعن الحلول يقول الاختصاصي: “أصبحنا أمام واقع جديد كليا علينا التعامل معه فلا يمكن لأحد ان يستغني عن وسائل التواصل والانترنت عموما فقد أصبح جزءا مهما من حياتنا، لكن يمكن التخفيف من تأثيراته السلبية بشكل خاص على الأطفال والمراهقين”.

ويبين شربا أن البداية تكون مع إقناع الاهل بخطورة هذا الإدمان والتوقف عن التساهل مع أطفالهم واعطائهم الاجهزة الالكترونية في كل مرة يطلبونها لأن ذلك يقودهم إلى اضطرابات نفسية مؤكدة وفشل دراسي.

ويوصي اختصاصي الأمراض النفسية والعصبية الأبوين بعدم ترك النت مفتوحا كل الوقت أو السماح للمراهقين بالبقاء ساعات طويلة مع أجهزتهم الالكترونية واشغالهم بالنوادي الرياضية أو الموسيقية وغيرها من الأنشطة التي تنمي هواياتهم مع التذكر دائما أن وسائل التواصل “عالم افتراضي فيه الكثير من الوهم”.