line1اخترنا لك

ابن حلب الشهباء .. قصة بطولة ووفاء

إنها تجليات الحرب الدائرة على الأراضي السورية، غنية بالتضحيات وقصص الأبطال وتبقى مدينة حلب صاحبة الجرح الأكبر لما أصابها من الجار التركي الذي يقف إلى جانب العصابات المسلحة، يقول السوريون أبناء مدينة الشهباء رافعي الرأس “نحن قلعة الصمود ولن نتخلى عن أرضنا وأرض أجدادنا”.
عبد الله عبد الكريم مشنوق، شاب من أبناء محافظة حلب 36 عاماً متزوج ولديه ثلاثة أطفال ،كان يعمل سائقًا في النقل الداخلي ويسكن مع عائلته في بلدة الباب التي باتت تحت سيطرة المجموعات التكفيرية وهجرها أهلها منذ عدة أعوام جراء الحرب التي تتعرض لها البلاد.
يتحدث مشنوق لموقع “العهد الإخباري” عما أصابه ممن طالبوا بالحرية قائلاً “عندما اقترب الخطر من قريتي تخليت عن منزلي وأرضي وممتلكاتي لأصون عرضي وشرفي من تلك الجماعات التكفيرية التي استباحت البيوت بأبشع الصور والأساليب”.

الأهل بخير .. الدفاع عن الوطن

ويُضيف “مركز الإيواء في اللاذقية كان وجهتي هرباً من الواقع المفروض عليّ، بغرض الحفاظ على سلامة عائلتي، عندما أصبح أطفالي بمكان آمن عدت الى حلب لأدافع عن أرضي، تطوعت بصفوف الجيش السوري، أقربائي وأصدقائي منهم من قاتل مع المجموعات المسلحة ومنهم من اختار مخيم النازحين في الأراضي التركية وبعضهم انضم أيضاً لقوات الدفاع الشعبي التي تساند الجيش السوري في معارك كثيرة داخل مدينة حلب.

عبد الله مشنوق

ويلفت إلى أنه عندما كان في حي الليرمون خاض أشرس المعارك وحوصر عدة مرات، وتابع بالقول: “لم يكن يفصلني عن المسلحين التكفيريين إلا بضع أمتار، في ذلك الحين سمعت أحد المسلحين يناديني باسمي ويقول لي يا عبد الله سلم نفسك وسوف أساعدك لتنضم إلى صفوفنا، أتضح لي أنه ابن عمي الذي تربيت معه مذ كنا أطفالا، كان يحاول أن يضعف من عزيمتي بكلام معنوي ويخبرني أنه سيلتقي الحور العين بعد وفاته، كثرة جهله ودفاعه عن الباطل زاد من قوة عزيمتي والشيء الذي كان يريح قلبي أن عائلتي في مأمن”.

في معارك إدلب .. للبطولة وجه آخر

يقول عبد الله: “عندما كانت المعارك تدور في إدلب وريفها ذهبنا أنا ومجموعتي المؤازرة لصد الهجوم الشرس من جهة المنطقة الصناعية والغزل، الذي كان من اعنف ما شاركت به، لا سيما وأن الجيش التركي ساند “النصرة” و”جيش الفتح” بالإضافة إلى “أحرار الشام”. حينها كنت في سيارة دفع رباعي أُطلقت نحوي قذيفة RPG وكانت المشيئة الإلهية ألا تنفجر ولكنها هشمت عظام قدمي نتيجة اصطدامها بالباب الذي أجلس خلفه. كان همي أن أتأكد من سلامة رفاقي الذين تكفلوا بنقلي إلى المشفى في جسر الشغور. في تلك اللحظات لم أعرف معنى الخوف كنت أفكر كيف سأعود لأتابع مهامي القتالية بعد هذه الإصابة الشديدة”.

حلب
يوضح مشنوق “أتممت علاجي في المشفى العسكري بمحافظة اللاذقية قريباً من عائلتي وأطفالي وما زلت أتابع العلاج الفيزيائي، أملي الكبير أن أستعيد عافيتي وأعود لأدافع عن بلدي وهي وصيتي لأولادي ألَّا يتخلوا عن أرضهم تحت أي ظرف، وحتى اللحظة مازال أقربائي ممن غرر بهم يتواصلون معي ويحاولوا أن يغروني بالمال الذي يتقاضونه مقابل القتال ضد الجيش السوري بجانب المجموعات الإرهابية”.

كلمة للرجال
يختم عبدالله مشنوق حديثه بالقول: بعد خروجي من المشفى عدت إلى مخيم النازحين في اللاذقية، فتفاجأت بعدد الرجال والشباب الكبير يجلسون بين النساء وينتظرون الطعام والمعونات كالأطفال، وجهت لهم كلاماً قاسياً أمام نسائهم وأطفالهم وقلت لهم ألا تشعرون بالعار وأنتم تكتفون بانتظار الشفقة وتتناسون واجباتكم تجاه أرضكم وبيوتكم التي استبيحت من المجموعات التكفيرية المسلحة”.

موقع “العهد” الإخباري