مساحة حرة

الانقلاب الأحمر

هو انقلابُ بلون دماء شهداء الجيش العربي السوري وحلفائه كانت نقطة انفلاته من عقاله تحرير حلب.

وتجلى بكل ما تلاه.

* وكانت أولى صورهِ شعور تركيا بالهزيمة وتظاهرها بالتحول فخسرت مصداقيتها لدى الإرهابيين الذين خسروا الحرب ورحلوا إلى ادلب.

*الصورة الثانية كانت في مسار استنه الذي قرره ووضع جدول أعماله المنتصرون ودخله بإذعان للهزيمة قادة المسلحين حيث أُجبروا على الجلوس مع ممثلي القيادة السورية بعد ان كان ذلك مُحرماً

ووقعوا اتفاق وقف إطلاق النار بغض النظر عن نواياهم الحقيقية.

وفي ذات الصورة قبل أولئك برعاية روسيا وإيران للاتفاق بعد أن كانتا أهدافاً لحربهم مع الدولة السورية.

وتحولت تركيا من شريك في الحرب إلى ضامنٍ للاتفاق ولو شكلاً. وهو اعتراف صريح بشرعية الدولة السورية .

*الصورة الثالثة كانت وقوف قوات الاحتلال التركي بعيداً عن الباب والاكتفاء بدفع عصابتها المسماة درع الفرات لمشارف المدينة وتعهد تركيا لروسيا بتسليم المدينة للجيش السوري بعد طرد داعش منها وهو التعهد الذي انقلب عليه الأتراك لاحقاً من خلال تبادل أثواب المحتل بين داعش ودرع الفرات. وهنا كان الخطأ الذي جعل الأتراك امام خيارين إما الاصطدام مع الجيش السوري وبالتالي كل حلفاءه أو التقوقع ضمن المنطقة ذاتها بسبب عدم سماح الأمريكيين والروس لهم بالتوجه إلى منبج.

* الصورة الرابعة كانت في جنيف 4 حيث فرض الوفد السوري جدول الأعمال للجولات اللاحقة وفشل ديمستورا وعصابة الرياض في تحقيق أي انجاز سياسي.

*الصورة الخامسة هي مشهدية تحرير تدمر التي فرضت ألوانها على الأيام الأخيرة في جنيف والمهم هنا ان هذه الصورة أجبرت أعداء الدولة السورية على البكاء دون ذرف الدموع  كي لا يظهر جلياً أنهم الخاسرون أكثر من داعش.

* أما الصورة السادسة فكانت إعلان الرئس الروسي ان قادة المسلحين طلبوا العودة إلى استنه للتفاوض البناء كما وصفه مع الدولة السورية وهذا نابع من اليأس والإحباط الناتج عن الواقع الميداني والذي لا إمل بتغيير مساره وإحساسهم بالغدر والخديعة التي أوقعتهم بها عصابة الرياض وتركيا والسعودية من خلال  استبعادهم عن مسار جنيف.وشعورهم بأن مساعي حلفائهم تتجه للتخلص منهم.

فكان طلبهم للتفاوض  باعتبارهم أصحاب القوة المقاتلة على الأرض وهم احق بقبض ثمن حربهم وليس معارضة الفنادق.

*والصورة التي كانت أكثر إيلاماً ووضوحا هي ظهور عجز الذراع العسكري للولايات المتحدة المتجسدة بالقوات الكردية عن تحقيق أغراض مشغليها وإفلاس مشروعها التقسيمي ولجوء قادتها لطلب الحماية من الجيش السوري وتسليمه المناطق الخاضعة لسيطرتهم في منبج ومحيطها لتلافي الصدام مع قوات الاحتلال التركي .

وشعورهم بأنهم يمكن أن يكونوا ثمن أي صفقة تركية أمريكية. وهذا ايضاً يظهر حجمهم الحقيقي في المعادلات العسكرية.

هذا التفاهم الذي وضع القوات التركية داخل طوق شكلتة قوات الجيش العربي السوري وحلفاءه من ثلاث اتجاهات.

والمثير هو ردة الفعل التركية حول القرار الكردي بتصريح رئيس وزراء تركيا بأن ما حصل ليس سيئاً  وان هذه المنطقة سورية ويجب ان تكون تحت سلطة السوريين عكس  كل تصريحات القادة الأتراك بأنهم لن يسمحوا بدخول الجيش السوري قرب الحدود التركية.

وهذا اعتراف وإن كان (مكرهاً عدونا لا بطل) بفشل مشروعهم لإسقاط الدولة السورية.

* رافق كل تلك الصور صورة غياب الفعالية الأمريكية المباشرة إن كان في العمل الميداني لقيادة مجموعاتهم باستثناء المقاتلين الكرد، أو من خلا العمل السياسي الذي تصدرته صور السياسيين الروس والسوريين  والإيرانيين .

وحلفائهم.

إن كل تلك الصور ليست إلا البداية في تشكل المشهد الأخير الأكثر فعالية والحاسم في مساري الحرب في سوريا وعليها.   مسار السياسة الذي تحمية قوة الحق، ومسار الميدان المستند إلى حق القوة.

العميد المتقاعد هيثم حسون