علوم وتكنولوجيا

التزاوج بين البشر والنياندرتال حدث لأول مرة قبل 50 ألف عام

يقول الباحثون إن الحمض النووي لعظام رجل من سيبيريا عمرها 45 ألف عام تساعد على تحديد زمن تزاوج الإنسان العاقل لأول مرة مع إنسان النياندرتال.

ونياندرتال Neanderthal هو أحد أنواع الجنس البشري، استوطن أوروبا وأجزاء من غرب آسيا وآسيا الوسطى. وأول آثار نياندرتال ظهرت في أوروبا تعود لحوالي 350 ألف سنة مضت، وانقرض إنسان نياندرتال منذ حوالي 40 ألف سنة.

وعلى الرغم من أن الإنسان الحديث هو النسل البشري الوحيد الذي امتد وجوده حتى الآن، بينما انقرضت السلالات الباقية، إلا أن أقرب أقارب البشر المعاصرين هو نياندرتال.

وكشفت النتائج الأخيرة أن النياندرتال تعايش مع سلف البشر المعاصرين عندما بدأ الإنسان الحديث بالخروج من إفريقيا، حيث وجدت البحوث أن نسبة من 1.5 إلى 2.1% من الأحماض النووية لأي شخص يعيش خارج إفريقيا اليوم تعود في الأصل إلى النياندرتال.

وكان غير مؤكدا زمن التزاوج بين الإنسان الحديث والنياندرتال على وجه الدقة، إلا أن التقديرات السابقة لهذا التزاوج تراوحت بين 37 إلى 86 ألف عام.

وللمساعدة في حل هذا اللغز، حلل العلماء عينة من عظام فخذ رجل، وجده الفنان “نيكولاي بيريستوف”، على الضفة اليسرى لنهر إرتيش في غرب سيبيريا عام 2008، وحدد العلماء الفترة التي يعود إليها العظم بحوالي 45 ألف سنة، وكشفت الأحماض النووية للعظام أنها تعود للإنسان المعاصر.

وقال الباحث المشارك في الدراسة “جانيت كيلسو”، عالم الأحياء في معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان التطوري في لايبزيغ بألمانيا لمجلة Live Science العلمية: “هذا هو أقرب إنسان معاصر وجد خارج إفريقيا والشرق الأوسط”.

كان العلماء في السابق يعتقدون أن الإنسان الحديث استعمر آسيا، إلا أن العثور على دليل مباشر لوجود الإنسان الحديث في سيبيريا قبل 45 ألف عام، يشير إلى حدوث أوائل الهجرات البشرية الحديثة إلى أوراسيا في هذا الوقت، وحدوث تزاوج بين الإنسان المعاصر والنيندرتال قبل ما يقرب من 50 ألف عام.