الشريط الاخباريسلايدسورية

الجعفري: في جنيف2 افتقدنا الشريك الوطني الذي يساهم بنجاح المحادثات

استعرض كبير مفاوضي وفد الجمهورية العربية السورية إلى جنيف مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري في ندوة سياسية اقامها المنتدى السوري الأمريكي فجر اليوم ما تمخض عن جولتي المحادثات الأولى والثانية والاتصالات الجارية بشأنها مؤكدا أن الوفد السوري عمل بتعليمات وتوجيهات وطنية بينما تلقى الطرف الاخر تعليماته من الخارج ما افقد هذه المحادثات وجود شريك وطني حقيقي يساهم في انجاحها.

ونقلت سانا عن الجعفري قوله عبر السكايب في ندوة “جنيف2 إلى أين.. برؤية مفاوض” التي اقامها المنتدى السوري الأمريكي في مدينة نيويورك فجر اليوم.. “اعادنا الطرف الاخر في المحادثات بعد جولتي جنيف الأولى والثانية الى نقطة الصفر لانه لا يمكن الانتقال إلى بنود اخرى قبل البدء بالبند الأول الذي يتضمن نبذ العنف ومكافحة الإرهاب” لافتا إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية كان يعمل وفق تعليمات وتوجيهات قيادته المنفتحة والواضحة وليس لديه مشكلة في مناقشة كل البنود بما في ذلك “الحكومة الانتقالية”.

وأكد الجعفري أن سورية مستعدة لمواصلة جولات المفاوضات القادمة بهدف تطبيق مشروع جدول الاعمال المتفق عليه والالتزام باليات تنفيذه والدخول في مسار مقبول سوريا واقليميا ودوليا لحل الأزمة في سورية مضيفا “أن الموقف على الأرض يبقى لانجازات الجيش العربي السوري فنحن صامدون بقوته وصبر ووعي الشعب السوري”.

وتابع.. “أن على العالم أن يفهم ان موضوع الرئاسة في سورية هو شان داخلي لا يمكن التدخل فيه وانه يجب احترام السيادة السورية والرئيس بشار الأسد رمزها وفق دستور سياسي مقرر من قبل الشعب السوري”.

وفي رد على اسئلة المشاركين في الندوة حول تعليمات وتوجيهات القيادة السورية للوفد الرسمي المشارك في جنيف قال الجعفري.. “إن أي وفد مفاوض يذهب ولديه تعليمات وتوجيهات وهذا الفرق بين وفد حكومي يتنمي الى حكومة ويعرف ماذا يريد ويحدد أهدافه وماهية السقف الوطني الذي يعمل في ظله وبين وفد غير حكومي ينتظر تعليماته من الخارج فوفدنا الى جنيف كان مميزا بجانبيه السياسي والإعلامي حيث كان الاداء السياسي والخطابي منسجما ومتميزا رغم كل محاولات الطعن والتهميش التي باءت بالفشل امام معنويات وفد الجمهورية العربية السورية المرتفعة جدا بسبب دعم الشعب السوري وثقته بممثلي حكومته الناطقة بلسان حاله”.

وعن تفاصيل سير مهمة الوفد الرسمي في جنيف بين الجعفري أنها كانت مهمة صعبة للفرق والاختلاف الشاسع بين طرفي المحادثات وافتقدنا فيها لشريك حقيقي في بناء الوطن وتحقيق الحوار السوري السوري دون اي تدخل خارجي.

وحول قرار مجلس الامن الدولي تقديم المساعدات الانسانية إلى سورية قال الجعفري.. “إنه ليس لدينا مشكلة أن يتحمل ما يسمى “المجتمع الدولي” مسؤولية الجانب الانساني في سورية ولكن حتى الان الدولة السورية تقدم 75 بالمئة من المساعدات الانسانية وكل ما نسمعه عن مؤتمرات بهذا الشان لم تقدم شيئا فعليا في هذا الخصوص” متسائلا لماذا يمول الإرهاب في سورية 100 بالمئة بينما لا يتجاوز تمويل الجانب الانساني 7 بالمئة من قبل دول تعنى بالاصل بهذا الشان كالدنمارك والسويد والنرويج وغيرها.

وأضاف.. “أن هناك قرارا للجمعية العامة للامم المتحدة اعتمد سابقا والذي بموجبه انشىء مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الانسانية ويلزم اي جهة تريد تقديم المساعدات الانسانية بالتنسيق مع حكومة الدولة التي سترسل اليها المساعدة سواء عبر الحدود اوغيرها اما ارسال مساعدات للمجموعات الإرهابية فهذا غير مقبول فالحكومة السورية يجب ان تكون ناظمة لدخول المساعدات الانسانية وأي حكومة في العالم تحترم نفسها تقوم بهذا الإجراء لان هناك سيادة قائمة يجب ان يحترمها القاصي والداني”.

وفي سياق منفصل تطرق الجعفري إلى التغيير الحاصل في المنطقة التي تم اشعالها بالتفرقة والتقسيم المخطط له منذ وقت طويل وهم يستخدمون الآن الجهل والمال الخليجي ليصنعوا كوكتيلا نوويا بدلا من ارسال جيوشهم لمحاربة منطقة ما فاعداء سورية همهم الاوحد تسوية الحسابات القديمة مع سورية الدولة التي افشلت مشاريع وخططا عديدة عبر عصور وفترات مختلفة تهدف لتغيير مسارها القومي وخطها المقاوم.

وحول وتيرة عمل المصالحات الوطنية أوضح الجعفري أن الصراع في سورية ليس مسلحا وحسب وانما له اشكال اخرى من بينها المصالحة الوطنية التي تمثل صراع حرب لاقناع المتردد والمتورط بالعودة إلى الصواب وترك السلاح والقتال فهناك مصالحات كثيرة تتم في عدة اماكن سورية والتي نتج عنها عودة مئات الآلاف من الشباب السوريين الذين غرر بهم ولم تتلطخ أيديهم بالدماء إلى كنف الدولة السورية.

وختم الجعفري بالقول.. “إن تدمير الانسان اسهل بكثير من اعادة بنائه وسورية غدا ليست كسورية الأمس والقراءة القادمة ستكون مختلفة تماما عما رايناه” مؤكدا أن من يحمي ويدافع عن سورية هم الشرفاء الذين لاينتظرون مقابلا ويضحون لاجلها بالغالي والنفيس.