الشريط الاخباريسلايدعربي

السفير اليمني بدمشق لـ”البعث ميديا”: اليمن سيبقى منارة العروبة في شبه الجزيرة العربية

ربما هي لعنة الموقع الجيوسياسي المميز، وربما هي ضريبة التمسك بجمر القضايا العروبية في زمن الردة الفاضح هذا، فأن تكون جنوب مملكة القهر جغرافياً، وأن تكون ممسكاً بمدخل باب المندب بما يعنيه سياسياً واقتصادياً لـ “إسرائيل”، ومع ذلك ترفض التبعية والخنوع لأوهام الأولى وأحلامها، وتأبى المشاركة في حفلة التطبيع الظالمة مع الثانية، بل وتنحاز فكرياً وعملياً للمقاومة، فهذا يعني وبكل وضوح أنك ستكون في مرمى الاستهداف الدائم، وهذا تحديداً ما يعانيه اليمن وشعبه الذي كان سعيداً قبل أن يقرر آل سعود وحلفائهم في “إسرائيل” إدخاله إلى بيت الطاعة، لكن أرض العرب الأولى وشعبها الذي لم يقبل باحتلال أجنبي على مدى تاريخه لن تخيفه أسلحة “الشقيقة” المحرمة دولياً والتي تجربها يومياً في أطفاله وسط صمت دولي مطبق، بل مشاركة أممية كاملة في القتل، ولن يتنازل عن موقفه القومي الواضح، وسيبقى أطيب شعب عربي ممسكاً بجمرة العروبة حتى لو تركها الآخرون.

عن ذلك كله وما يعانيه اليمن الشقيق وآفاق المستقبل كان هذا اللقاء مع سعادة السفير اليمني بدمشق الأستاذ نايف القانص:

*- هل تعتقد أن الحرب التي تشن على اليمن عشوائية أم أنها تأتي في سياق حرب منظمة تستهدف اليمن وحدة وشعباً؟

**- إن ما يحدث في اليمن هو امتداد لما حدث ويحدث في سورية والعراق وليبيا فلو تلاحظ تماماً من هي الدول والأقطار العربية التي استهدفت، ستجد هي فقط من نادت بالقومية العربية ولم تخضع للابتزاز الغربي الإمبريالي.. لماذا لم نرى هذا التآمر في دول الخليج والدول التي تعتبر حاضنة للمشروع الأمريكي

أما لماذا استهدف اليمن بداية بسبب الموقف القومي حيث يعتبر الشعب اليمني الشعب الوحيد في شبه الجزيرة العربية الذي لايزال متمسك بالقيم العربية بكاملها وليس بيئة حاضنة للمشاريع الاستعمارية وهذا عبر التاريخ، فالهدف هو أن يتم القضاء على هذا الشعب ويضعفوه ويجعلوا منه شعباً مستسلماً للسياسة الإمبريالية حتى تكتمل خريطة شبه الجزيرة العربية وتكون متكاملة تحت يد الكيان الصهيوني.

وخصوصاً أن هذا القطر يمثل الزاوية الهامة للجزيرة العربية متحكماً بمضيق باب المندب وهذه النقطة محور الصراع القادم بين القوى المتنافسة في العالم.

فالولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني يريدون السيطرة على هذا المعبر الحيوي ومنع الدول الأخرى من الاستفادة منه لعبور تجارتها ونفطها على غرار الصين وإيران، ولهذا فإن ما تقوم به السعودية حالياً من إقامة قاعدة عسكرية في جزيرة “نيون” اليمنية والإمارات من إنشاء قاعدة في الصومال ما هي إلا قواعد أمريكية وإسرائيلية بأسماء سعودية وإماراتية.

36% من احتياط النفط العالمي

أضف إلى ذلك الحوض النفطي الكبير الممتد من الجوف إلى الربع الخالي يشكل 36% من احتياطي النفط العالمي حيث تكلم العميل أنور عشقي عند زيارته لكيان الاحتلال وذكره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حملاته الانتخابية مؤكداً في غير تصريح أن هذا الحوض مهم جداً لما يجري من حروب خلف الحدود.

كما أن الساحل اليمني يحوي على كميات كبيرة من الغاز وهذا أيضاً محل صراع وتنازل بين الدول الكبرى وقد رأينا أن جانب من الحرب السورية هو السعي لإمرار أنابيب الغاز القطري عبر سورية في محاولة من أمريكا وحلفائها لتوجيه ضربة كبيرة للغاز الروسي الذي يعد حالياً الممول الأول لأوروبا.. وبالتالي في حال السيطرة على الغاز اليمني وضمه مع القطري وإيصاله عبر كيان الاحتلال إلى أوروبا فإن أمريكا ستنجح في توجيه ضربة لروسيا..

وأخيراً يشكل ميناء عدن نقطة وصل إستراتيجية وهو في حال تمت السيطرة عليه وإعادة تأهيله بالشكل المناسب فإنه سيضعف موانئ دبي ويقلل من أهميتها الاقتصادية.

إذن، الحرب على اليمن لم تكن أبداً عشوائية وإنما خطط لها بشكل مدروس ومن كافة الجوانب الاقتصادية والجيوسياسية والعسكرية للسيطرة عليه وتقاسم مقدراته..

أما قضية الشرعية فهي شماعة استخدمت من قوى العدوان لتنفيذ هذه المخططات الجهنمية.

 

*- هل تعتقد أنه في أعقاب القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض هناك تصعيد ضد اليمن؟

**- أولاً بقدر ما هي قمة صوتية وعملية استغلالية من الولايات المتحدة الأمريكية لدول الخليج وبقدر بما يفكر به ترامب بعقليته التجارية بأنه استطاع أن يجني ثمار عشرات السنين من الحماية الأمريكية لهذه المملك تحت مبرر تهديد إيران، فإنهم لن يستطيعوا أن يستخدموا هذه القوة ضد إيران نهائياً وربما يستخدموا القوات المشكلة ضد اليمن وسورية.. فهذه القمة للتآمر على العروبة والإسلام ولن ينفذوا شيء من مقرراتها خارج حدود الوطن العربي..

ونحن في اليمن حذرين ومتيقظين لكل الخيارات التي يمكن أن يقوم بها هذا التحالف، لأننا نتعامل مع تحالف فاجر لم يترك نوعاً من التدمير إلا وقام به بحق الشعب اليمني رداً على مقاومته وصموده..

 

*- كدبلوماسيين يمنين في الخارج ماذا قدمتم من دعم للشعب اليمني لتعزيز صموده؟.

**- الصمت الدولي اتجاه ما يجري في اليمن هو موقف مخزي سوف يكتب عنه كل المؤرخين للأجيال القادمة وسيكون لعنة التاريخ على هذه المنظمة التي تدعي حماية والأمن الدوليين أنها شاركت بصمتها في قتل الشعب اليمني دون أن تحرك شيئاً لفك الظلم عنه، بل ساهمت في تبيض صور دول العدوان عبر اعترافها بأنها أزالت اسم النظام السعودي من قائمتها السوداء لانتهاك الطفولة بعد تلقيها ضغوطاً كبيرة والتهديد بقطع المساعدات!!!.

كما أن المال السعودي يتحرك في كل أزقة الأمم المتحدة ويفعل فعله لدى الدول العظمى صاحبة القرار في مجلس الأمن وبالتالي تمكن من تجاهل القضية اليمنية ..

بالنسبة لنا كدبلوماسيين نتحرك وفق المتاح للتواصل مع ممثلي الدول الكبرى وفي سورية لا توجد سفارات إلا للدول التي لها استقلالية عن الهيمنة الأمريكية وعلى رأسهم روسيا والصين ودول أمريكا اللاتينية والبريكس والجزائر من الدول العربية وقد وجدنا لديهم تعاطف مع القضية اليمنية ومعاناة الشعب اليمني فيما يتعرض من عدوان..

كما أننا شاركنا في بيروت في مؤتمر اللجنة الدولية لحقوق الإنسان وقدماً تقرير مفصل عما يجري في اليمن من جرائم بحق الأطفال والنساء موثقة بالصور والأدلة الداعمة.

وكان لنا أيضاً تواصل مع ألمانيا عبر سفارتها في لبنان وقدمنا مبادرة من عشر نقاط وقد عرضتها ميركل خلال لقاءاتها الفرنسية والروسية وهناك اجتماع في برلين خلال الفترة القادمة لبحث المستجدات..

كما التقينا مع المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية وشرحنا الواقع الصحي الذي مر به الشعب اليمني وخصوصاً في ظل انتشار الأوبئة “الكوليرا” وعدم وصول شحنات الأدوية بفعل الحصار الظالم من قبل العدوان السعودي.

 

أخيراً :

إن صمود الشعب اليمني هو صمود أسطوري ولهذا سعت قوى العدوان بكل قوتها لتدمير مقدرات هذا الشعب وجره إلى الاستسلام، حيث نقلوا نظام البنك المركزي إلى عدن وحرموا منذ الشهر التاسع من العام الماضي من تحويل الرواتب إلى كل الموظفين اليمنيين ورغم ذلك فإن المؤسسات اليمنية قائمة وتمارس عملها والموظفين ملتزمين بها ..

كما أن أبناء اليمن ودفاعاً عن كرامة وطنهم وعزته يتسابقون إلى جبهات القتال للدفاع عن وما أن يرتقي شهيد حتى يعوض مكانه المئات من الأبطال المقاومين، إن كل الرهان عن سقوط الشعب اليمني الصامد هو محض افتراء وأوهام ونحن مستمرون حتى دحر كل قوى العدوان عن أرض اليمن السعيد ولن يثنيا ذلك لو صرفت السعودية مليارات الدولارات في شراء أدوات القتل والإجرام.. فاليمن سيبقى منارة العروبة في شبه الجزيرة العربية وخزان المقاومة الرافض لكل استسلام لكيان الصهيوني وأمريكا.

كما أوجه من خلال موقع البعث ميديا الشكر لسورية قيادة وشعباً وجيشاً لأنها أثبتت أنها الحامي الوحيد في ظل هذا التآمر الكبير على المبادئ القومية والثابت الوحيد في وجه المؤامرة على الأمة العربية والإسلامية واستهداف قوى المقاومة والفصائل الفلسطينية هذا الاستهداف الذي يأتي كمقدمة لإنهاء قضية العرب المركزية الفلسطينية

البعث ميديا || حوار – سنان حسن