ثقافة وفن

الفنان إيّاد حنّا للبعث ميديا: وديع الصافي إلهي الفنيّ

أمارس طقوساً يوميةً؛ كالتمرين على آلة العود، وهي نصيحة أخذّتها من المرحوم الفنان وديع الصافي، فقد قال لي عندما التقيته: “دائماً المغني المتقن هو من يعزف على آلة العود بإتقان، فتغني كما تعزف وتعزف كما تغني”. فيومياً لابدّ لي من تدريبات على آلة العود بالإضافة إلى تمارين الصوت، لأنّ الصوت إذا أُهمل يتراجع الأداء ويُضعف الحالة الفنيّة… )) كانت هذه مقدمتي المستوحاة من حديث الفنان إيّاد حنّا، الذي أتقن الغناء الشرقي منذ صغره، وغنى في الكنائس بين سورية ولبنان، ليدخل المعهد العالي للموسيقا مكملاً طريقة من خلال إتقان الغناء الأوبرالي، فهو خريج العام 2013 وفي  رصيده الكثير من الحفلات الداعمة للفن والرقي به، وحالياً يدرّس في كليّة التربية الموسيقيّة التابعة لجامعة البعث – قسم الغناء، كما أنّه يدرّس في معهد أوتار أون لاين (جوان قره جولي) في دمشق، ويعمل على التلحين والتأليف الموسيقي وأيضاً كتابة كلمات الأغاني.

ويقول لنا الفنان إيّاد حنّا: بداياتي كانت في مدينة حمص في الكنيسة؛ إذّ كنت أرتل والمحيط يشجّعني ويدعمني، وكان ذلك دون تدريب ودراسة إلى العام 2004 – 2005 فدخولي حينها كان إلى المعهد العالي للموسيقا، وفيه التقيت بمغنية الأوبرا العالمية (لبانة القنطار) التي أقنعتني بوجهة نظرها في اختيار الأوبرا كاختصاص لي، إذّ قالت لي حينها بأنّني أتقن الغناء الشرقي، فلماذا لا أطور جانباً آخر من الغناء تتمكنه خامة صوتي؟ وقد وجدّت صعوبة في البداية لأنّ الأوبرا فيها الكثير من اللغات الغربية التي عليّ تعلّمها، ولكن مع مرور الوقت وجدت نفسي متأقلماً مع الحال، وهنا جاء الانتقال من الهواية إلى الاحتراف، وأحبّبت مجالي كثيراً.

وعن مناسبة فنّ الغناء الأوبرالي لنا كسورييّن أضاف: الأوبرا فنّ صعب، ولا يوجد ترويج كافي في بلدنا لهذا النوع من الموسيقى، وهناك شحّ في عدد المهتمين، والمتابعين له مقتصرٌ على جمهور دار الأوبرا السوريّة فقط، وأتخيل أنّ أيّ فنّ في العالم يتناغم والمزاج السوري، وعلى الرغم من ذلك نحن بحاجة لخبراء خاصين بكل نوع من أنواع الفنون، فالكثير من الأساتذة سافروا، ولكن في النهاية نحن نحتاج إلى ورشات عمل لنتطور وليتعلم الطلاب، فتطوير التقنيات الفنية في فنّ الأوبرا بالذات يحتاج اجتهاد، وهو فنّ غريب عنّا، وصعب في نفس الوقت، ويحتاج الفنان إلى فترة حتى يعتاده ويأديه جيداً.

unnamed2

وبالنسبة للمشاريع الحالية التي يقوم بها إيّاد حنّا أخبرنا: أركّز في تدريبي حالياً على اللّغة السريانية، فالفنان (نوري اسكندر) هو منّ وجّهني ويدربني فيه، وهو فنّ سوري قديم الذي أخذته كلّ الدول من هنا من سورية، وأوّلهم تركيا التي اعتمدت كلّ مقاماتنا الفنية، وتستخدمها حتى اليوم، والكثير من الناس يسمعون ألحان وأغاني الفنانين الأتراك ويعجبون بها ويطربون لها على أساس أنّها تركيّة بينما هي في الحقيقة من مقامات سوريّة، ولدي أغنية جديدة عن مدينة معلولا فهي المكان السوري الوحيد الصافي شعباً ولغةً وحضارة، سيتم تسجيلها قريباً.

وفيما يتعلق بألبومه الخاص الذي يحضر له يضيف: الألبوم مؤلف من 6 إلى 7 أغاني، فالأغنية الأخيرة الجديدة تحمل عنوان (موجوع) من كلمات الفنانة (نادين تحسين بك) وألحان الفنان (نظير مواس) وقد وصلتني في فترة وفاة الفنان (وديع الصافي) رحمه الله، الذي أعدّه إلهي الفني. والأغاني الستّة الأُول كلّها من كلماتي وألحاني، ومن توزيع الفنان (نظير مواس)، والألبوم منوّع، والأغاني هي حالات إنسانيّة عشّتها، وتحمل معاني قريبة من الناس، وحتى عناوينها ربما تعبّر عن المضمون مثل ( بدّي عروس- إوعى تخونها لمرتك ) فلهما طابع جبلي وفيهما صوت قوي يميل لنمط الدبكة، وهناك أغاني ذات طابع رومانسي فيه كلاسيك وبيانو وغيتار مثل( رحتي واتركتيني – بحبّ التنويع – اعطيني قلبي – واقفي عالباب ) والإشراف العام هو للفنان ( رعد خلف )، وحالياً بدأ بثّ أغنية بدي عروس على أثير إذاعتي صوت الشباب وصوت الشعب.

وعن الأغنية الوطنية يضيف حنّا لنا: هناك أغنية ( شارة نصر ) مهداة للجيش العربي السوري، من كلمات وألحان الفنان (حازم جبور)، وتمّ تسجيلها وسترى النور قريباً.

وبالعودة للعلاقة الخاصة مع المرحوم وديع الصافي ذكر إيّاد حنّا: في العام 2001 وفي مدينة مرمريتا التقيت بوديع الصافي للمرّة الأولى في حياتي، وغنيّت له (الليل يا ليلى) وكانت عيونه تدّمع حينها، وكتب لي على ورقة صغيرة توصيّات خاصة بي، وهي ذكرى مهمّة لي لا زلت أحتفظُ بها ككنز خاص وغالي على قلبي، وهو قدّوتي في التقنية والآداء كما الفنان زكي ناصيف وفيلمون وهبي في اللحن.

وفي نهاية حوارنا كان لفناننا إياد حنّا الكلمات التالية: أتمنى أن يكون هناك رعاية أكثر من وزارة الثقافة ووزارة الإعلام للفنانين الشباب، الذين رفضوا المشاركة في البرامج التجارية، وبقوا على خطّهم في دعم الفن الحقيقي، مع العلم أنّ الإعلام الرسمي لم يقصر معي أبداً، أمّا الإعلام الخاص  فهناك عدم اهتمام بالشباب الملتزم.

البعث ميديا – عامر فؤاد عامر