أخبار البعث

القيادة القطرية في ذكرى الجلاء.. دروس الاستقلال محفزة للوعي

تأخذ دروس الاستقلال معنى آخر أكثر أهمية عندما تمر ذكراها في أوقات المواجهة والتصدي. فهذه الدروس تكون عندها محفزات للوعي، محرضات لتعزيز الجهود من أجل النصر الذي هو عنوان سورية شعباً وجيشاً وقائداً..

وكل من عرف الشعب العربي السوري، في تاريخه وحاضره، يعلم أن تقاليد الكفاح عنده تلقائية، ليست بحاجة إلى نظريات وأفكار، وإنما هي عنصر أساسي في بنية هذا الشعب النفسية والوجدانية، وعقيدة جوهرية في كيانه كله. وهو يستجيب للتحدي ويقوم بالتصدي بحكم وجوده وصيرورته مذ كان للإنسان تاريخ على هذه الأرض العربية الطيبة.

إن الذكرى السنوية للجلاء تهيب بنا أن يكون جيلنا أهلاً لحمل الراية التي تمسك بها آباؤنا وأجدادنا، فالعدو واحد والمعركة من أجل الكرامة والاستقلال واحدة. وإذ تصدت الأجيال السابقة للحكم العثماني وبعده للاستعمار الفرنسي وانتصرت عليهما، فإن العثمانية الجديدة والاستعمار الجديد سيلقيان المصير نفسه أمام بطولات جيشنا الباسل وشعبنا الأبي. وإذا كنا انتصرنا عليهم عام /1918/ وعام /1946/ فكيف لا ننتصر عليهم اليوم وقد تطورت وتعززت التقاليد الكفاحية لدى هذا الشعب الأبي، الذي يقوده السيد الرئيس بشـار الأسـد القائد الذي يمثل اليوم رمزاً للنضال المعاصر وطنياً وعربياً وعالمياً..

لقد بدأت ملحمة الجلاء قبل أن يدخل المستعمر دمشق عندما خرج البطل يوسف العظمة ورفاقه إلى ميسلون عام /1920/ ليقولوا للفرنسيين منذ البداية أن دمشق الخالدة لن يدخلها مستعمر دون مقاومة. واستمرت الثورة حتى الجلاء، فكانت سورية البلد الأول في المنطقة الذي يتحرر من الاستعمار تماماً..

واليوم سيدخل شعبنا التاريخ من جديد كونه البلد الأول الذي سينتصر على الإرهاب العالمي المرتزق المدعوم من الرجعية والظلامية والتخلف، والذي تقف خلفه قوى الصهيونية والاستعمار الجديد.

دروس التاريخ يعرفها الشعب العربي السوري الأبي، الذي كان ومازال من أهم صنّاع التاريخ في هذه المنطقة. وهو اليوم يكتب صفحة جديدة في كتاب المجد والكرامة، مصراً على موقعه في الطليعة بين الشعوب المدافعة عن استقلالها في منطقة وزمن عزّ فيها الاستقلال. هذا هو قدره وهو في الوقت نفسه خياره الحر.

تحية إجلال وتقدير لشهداء الثورة السورية الكبرى التي حققت الجلاء.. ولشهداء الجيش العربي السوري البطل الذي يواجه الإرهاب وداعميه.