ثقافة وفن

“بقعة ضوء 12”.. لوحات “تكثف” الأحداث الراهنة

بأجواء مريحة واحترافية تطال أدق التفاصيل، أطفأ المخرج السوري سيف الشيخ نجيب كاميراته منهياً بذلك تصوير مسلسل ” بقعة ضوء” بجزئه الثاني عشر، الذي تولى إخراجه للسنة الثانية على التوالي.

” بقعة ضوء”، الوجبة الرمضانية الدسمة، حسب تعبير الفنان السوري مازن عباس، لا شك أنه من الأعمال المنتظرة كل عام، نظراً لتناوله تفاصيل الحياة اليومية بطريقة النقد الساخر، الأمر الذي يجذب الجمهور بدرجة كبيرة، إضافةً لجرأة الطرح والأسلوب الممتع  والموضوعية التي تمتع بها  على مدى أجزائه كاملةً.

حيث أجمع معظم العاملين في هذا المسلسل ، من ممثلين وفنيين، على أن هذا العمل يجمع بين المتعة الحقيقية والجهد المضني في آن، فهو “عمل بعشرين عمل” حسب تعبير مسؤولة الملابس ناهد العلي.

من جهته أكد الفنان السوري مازن عباس على المتعة الكبيرة التي تحيط بهذا العمل، رغم وجود ضغط وجهد كبيرين، وأضاف: سمعتها أكثر من مرة في الخارج، من أناس معنيين بهذا المجال، أن هكذا أعمال تسجل لصالح الممثل السوري، الذي يتميز ببديهة وديناميكية وتكنيك عالي، وهذا ما يعتبر أحد أهم مقومات نجاحه.

أما الوجه الشاب محمد حسن فقد حقق حلمه بالمشاركة في “بقعة ضوء” هذا العام، حيث قال: كنت أحلم بالتمثيل في “بقعة ضوء” منذ سنوات طويلة عندما كنت أتابع أجزائه الأولى، واليوم أحقق هذا الحلم بعد دعوتي للمشاركة به.

وأوضح حسن: ما يميز هذا العمل تعداد الشخصيات ومساحة الحرية التي يتمتع بها الممثل حيث يؤدي شخصيات متنوعة، معتبراً ” بقعة ضوء” بمثابة اختبار وامتحان لأدوات وقدرات الممثل.

من جهته عبّر الفنان السوري حسين عباس عن رأيه بهذا العمل، حيث قال أن كتاب لوحات “بقعة ضوء” استفادوا من الأحداث الراهنة، التي أفرزت الكثير من الأفكار.

وأضاف موضحاً: ما من عمل فني يستطيع مواكبة الأحداث الجارية، فنحن نلاحظ  فكرة ما في حالة معينة لفتت الجمهور، سواءً سلباً أو إيجاباً، فيتم العمل عليها ومعالجتها لتقدم على شكل لوحات.

أما عن إمكانية حدوث التكرار في “بقعة ضوء” أوضح أحد أبطال “ضيعة ضايعة” قائلاً: إن التكرار يخيف جميع العاملين في هذا المجال، فعندما عملنا على “ضيعة ضايعة 2” كنا خائفين فما بالك بأعمال تعتمد على اللوحات بتركيبتها مثل “مرايا” و”بقعة ضوء”.

أما عن الجهد الذي يرافق هذا العمل ، قال عباس: إن تقديم شخصية متكاملة لمدة زمنية تتراوح بين 5 – 15 دقيقة ليس بالأمر السهل، فالممثل أمام خيار تقديم شخصية بكامل الأبعاد بأقل مشاهد ممكنة وأقل جمل ممكنة، وفي الوقت نفسه هذه هي المتعة الحقيقية في اللوحات.

وكان لخبراء فنون المكياج والملابس، باعتبارهم أحد أعمدة النجاح في “بقعة ضوء”، رأي هام حيث قال الماكيير الخبير سامر حيدر: “بقعة ضوء” عمل ممتع جداً ومتعب جداً، فكل لوحة هي بمثابة مسلسل صغير، مبيناً أن عملية خلق الشخصية يشترك فيها مصمم المكياج والملابس والممثل والمخرج في آن، فهذه حلقة مترابطة جداً لضمان نجاح الشخصية.

وأشار حيدر إلى ضرورة وجود نظرة خاصة يتمتع بها خبير المكياج، إلا أنها يجب أن تكون منطقية ففي المكياج هناك دائماً حد للحالة، حسب تعبيره.

من جهتها أكدت ناهد العلي، مسؤولة الملابس، على أهمية الملابس في الدراما لاسيما في “بقعة ضوء”، ودورها الكبير في تركيب الشخصيات ، حيث تقوم بدراسة الشخصية حتى تعطيها “الستايل” الخاص بها.

وأضافت العلي، التي تعمل في هذا المجال منذ عام 2000، أن التكرار في هذا العمل غير مقبول إذ يؤذي الشخصيات ولا يخدم النص كما يجب.

“بقعة ضوء” مشروع قائم بحد ذاته ومتكامل الجوانب، بدءاً من إيمان القائمين على هذا المشروع به، إلى جانب المصداقية العالية وتكامل العناصر فيما بينها.

 

البعث ميديا || خاص – غوى يعقوب