محليات

خطة عمل لإعادة مؤشرات خدمات الصحة الإنجابية إلى ماقبل الحرب الإرهابية

تشكل الخدمات المقدمة في مجال الصحة الإنجابية مقياسا مهما لتطور الخدمات الصحية والاجتماعية في أي بلد وذلك لضمان سلامة الحوامل والمواليد بما ينعكس إيجابا على المجتمع ومؤشرات التنمية فيه.

واستطاعت سورية قبل الأزمة تحقيق مؤشرات تنموية في عدد من المجالات منها الصحة الانجابية وتحسين الخدمات المقدمة في تنظيم الأسرة، حيث بينت  الدراسات أن نسبة خدمات الصحة الإنجابية غير الملباة وصلت إلى 17 بالمئة ووضعت خطة عمل لتحقيق تلبية كامل الخدمات حتى عام 2015 لكن ظروف الأزمة انعكست سلبا على تلك المؤشرات.

وبهدف سد الفجوة في مؤشرات التنمية وتحسينها بدأت الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان بالتعاون مع الجهات المعنية منذ العام الماضي بإعداد خطة عمل على المدى البعيد عبر برنامج تدخلي جديد للسياسة السكانية وذلك في إطار التنمية العامة، منها تنظيم الأسرة وخدمات الصحة الإنجابية التي تشمل رعاية الحوامل وغيرها من المؤشرات التي تحتاج إلى تتبع وقياس الأثر، إضافة إلى تنفيذ أنشطة حسب كل منطقة.

ويسهم تدريب وتأهيل مقدمي هذه الخدمات من قابلات قانونيات وأطباء بضمان جودتها وديمومتها وتلبية لهذا الهدف نظم صندوق الأمم المتحدة للسكان دورة تدريبية لعدد من القابلات القانونيات العاملات في عدد من الجمعيات الأهلية والهلال الأحمر بعدد من المحافظات وذلك في فندق أمية بدمشق على مدى أسبوع، حيث تركزت مواضيع التدريب حول مفاهيم ومبادئ الصحة الإنجابية لاسيما رعاية الحوامل والكشف المبكر عن الحمول العالية الخطورة ومشورات وسائل تنظيم الأسرة ومشورة ما قبل الزواج والأمراض النسائية ومضاعفات الإجهاض .

كما تضمن برنامج التدريب محاضرات وجلسات حول آليات التوعية الصحية ورعاية الحامل والاهتمام بتغذيتها وسبل الوقاية من الامراض المعدية المنقولة عن طريق الجنس وفوائد الارضاع الطبيعي.

المنسق الميداني في صندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتور ياسر جحا أوضح أن هدف الورشة رفع قدرات القابلات القانونيات العاملات في مجال الصحة الإنجابية وتدريبهم لخفض نسبة المراضة والوفيات لدى الأمهات.

ولفت جحا إلى أن سورية حققت مؤشرات جيدة في مجال الصحة الإنجابية قبل الحرب حيث وصل معدل وفيات الأمهات الى 45 حالة لكل 100 ألف ولادة لكن النسبة ارتفعت نتيجة ظروف الحرب الإرهابية كما زادت نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة بسبب صعوبة وصول الكوادر الطبية إلى جميع المناطق وخروج بعض المراكز الصحية عن الخدمة.

وبين جحا أن العمل يجري الآن عبر حلول اسعافية للحد من زيادة المؤشرات الصحية عن طريق تدريب الكوادر والعمل على توفير وسائل الصحة الإنجابية وإعادة تلك المؤشرات الى معدلها الطبيعي.

بدورها بينت مشرفة العيادات في جمعية تنظيم الأسرة الدكتورة أمل واضوح أن الجمعية تقدم خدماتها الصحية والاجتماعية عبر 125 عيادة ثابتة ومتنقلة ونقطة طبية وفرق جوالة في مختلف المحافظات ولديها مراكز لتمكين النساء تهدف إلى تعليمهن مهنة أو حرفة تمكنهن اقتصاديا.