الشريط الاخباريسورية

دورة طارئة للمؤتمر العام للأحزاب العربية في دمشق

بمشاركة عدد من الأحزاب من سورية ومصر والأردن ولبنان وفلسطين والمغرب وتونس والبحرين انطلقت اليوم في فندق داما روز بدمشق أعمال الدورة الطارئة للمؤتمر العام للأحزاب العربية المخصصة لمناقشة المشهد السياسي السوري في ضوء الحرب التي تشنها قوى عربية وإقليمية ودولية على سورية.

وأشار رئيس المؤتمر العام للأحزاب العربية وأمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي العربي صفوان قدسي إلى أن الاجتماع يعقد في “لحظة سياسية ضاغطة” من صنع مؤامرة كبرى تسعى بإدارة أمريكية إلى تفتيت الوطن العربي وإعادة ترتيبه بما يتوافق مع مصالحها.

وأوضح قدسي أن المؤامرة بدأت مع الحروب التي شنت في العراق ولبنان وفلسطين وتبرز اليوم من خلال “اعتماد مصطلح زائف مضلل هو الإسلام المعتدل” الذي تم تصنيعه من خلال النموذج التركي وتعميمه عبر ما سمي الربيع العربي الذي خرب جزءا من الوطن العربي ويسعى لتدمير أجزاء أخرى مبينا أن ما يجري في سورية يفصح بوضوح عن هذا المشهد السياسي.

يوسف أحمد: لقاءات الأحزاب العربية فرصة للمؤمنين بالهوية والمصير والعمل العربي المشترك من أجل التلاقي والتباحث

وأكد عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي يوسف أحمد أن لقاءات الأحزاب العربية “فرصة للمؤمنين بالهوية والمصير والعمل العربي المشترك من أجل التلاقي والتباحث” وتبادل الأفكار حول هموم الأمة العربية ومشاكلها وأزماتها الوطنية والقومية لافتا إلى أن العروبيين القوميين ساهموا في مرحلة معينة بخلق حالة من “التراخي والكسل وتعطل البوصلة” لتنجح أنظمة وسياسات وتيارات وعقائد في ضعضعة الهوية والوجود والعمل المشترك فضاعت مصالح الوطن وتشتت مصيره و”بات قتل الأبرياء ونهب ثروات البلد وخلق الفوضى والتجزئة انتصارات للديمقراطية والتقدم وحرية الرأي والمصير”.

وأشار أحمد إلى أنه رغم شدة الأزمة التي تتعرض لها سورية على يد الغرب وعملاء المنطقة وقوى التشدد والإرهاب “لم يعف حزب البعث العربي الاشتراكي نفسه كقائد للدولة من المسؤولية عن أخطاء وترهلات وقعت في مرحلة معينة وخلقت ثغرات في الدولة والمجتمع” سمحت بتغلغل قوى تكفيرية وتنظيمات إرهابية مدعومة بإمكانات لا محدودة من السلاح والمال والغطاء الدولي سياسيا واعلاميا.

سورية صمدت وقاومت وحققت انتصارات باهرة لأنها صاحبة حق

وأوضح عضو القيادة القطرية أن سورية صمدت وقاومت ودحرت وحققت انتصارات باهرة لأنها صاحبة حق وبفضل عوامل قوة داخلية أهمها الشعب السوري الذي صمد ودعم جيشه الباسل وقيادته الحكيمة ورفض كل أشكال التدخل الخارجي والإرهاب والفكر التفكيري.

وأشار أحمد إلى أن السوريين يعملون اليوم على إخراج بلدهم من أزمته من خلال حل وطني قائم على ترسيخ مفاهيم الدولة الديمقراطية التعددية الحديثة التي تحافظ على هويتها العربية الوطنية القومية في حين يعمل بعض من يدعون أنهم معارضة على استجلاب التدخل العسكري الخارجي في سورية بدعم من الجامعة العربية التي أصبحت طرفا في الأزمة وتسعى لخلق مبررات العدوان الخارجي على سورية وتدعم قوى التطرف والإرهاب داخلها وتناهض أي حل سياسي يقوم على توحيد إرادة الشعب السوري واستقلاليته.

 

وقال أحمد “كان من آخر فصول الكوميديا السوداء التي تعيشها الأمة العربية الموقف العنتري الهزلي لمملكة آل سعود” حيث رفضت مقعد مجلس الأمن الدولي احتجاجا على سلبيته متسائلا عن أسباب صمت الأنظمة العربية الرجعية لعقود من الزمن عن مشاريع القرارات ضد إسرائيل التي أبطلها الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن ومبررات الهياج الذي تعيشه اليوم كي تضرب وتحرق وتجزئ سورية.

نظام آل سعود يعيش حالة من الإحباط والهستيريا نتيجة فشل مخططاته

وأكد أحمد أن نظام آل سعود يعيش حالة من “الإحباط والهستيريا” نتيجة فشل مخططاته لقرع طبول الحرب الأمريكية على سورية مبينا ان جزءا من الأموال والأسلحة و”الجهود العنترية” التي سخرتها هذه الأنظمة الرجعية لتدمير سورية كان بإمكانه تحرير فلسطين وتوحيد العرب والقضاء على الجوع في الدول العربية.

ورأى عضو القيادة القطرية أنه “يكفي هذه الأنظمة خزيا” ما بات يشاع حول المصلحة الجوهرية المشتركة التي تجمعها مع تل أبيب من أجل إسقاط الحكم وانهيار الدولة في سورية وتصفية القضية الفلسطينية والقضاء على المقاومة العربية والإسلامية وعرقلة المفاوضات الإيرانية الغربية حول الملف النووي لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

واستغرب أحمد من بعض العرب الذين يتحدثون عن إرساء دعائم الديمقراطية وإجراء الانتخابات وتغيير الحكم وإقامة حكومات وطنية ووضع دساتير جديدة في البلاد العربية الاخرى وهم يرفضون انتقاد نظام الحكم الشمولي والعائلي القائم في بلادهم ويقاومون التغيير بما يعنيه من تداول السلطة والانتخابات ووضع دساتير ترسخ الديمقراطية بحجة “أن مشيئة الله اختارتهم لحكم الشعب وأي خروج عن طاعتهم هو خروج عن الشريعة والدين”.

عز الدين: المقاومة بفضل دعم سورية وموقفها تمكنت من الانتصار عام 2006 الأمر الذي شكل نقطة تحول بتاريخ الأمة وأسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد

من جانبه أكد حسن عز الدين مسؤول العلاقات العربية في حزب الله أن الحزب أعلن موقفه من الأزمة في سورية منذ البداية وأكد أن ما جرى تحول لمؤامرة خارجية بعض أدواتها من الداخل وبعضها الآخر مرتبط بالمشروع الأمريكي الصهيوني مبينا أن المؤامرة تستهدف سورية موقعا ودورا ووجودا ضامنا للحقوق العربية والفلسطينية ونهج المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق معتبرا أن الحل يكون عبر الحوار بين كافة الأطراف التي تعلي مصلحة الوطن والشعب وترفض التدخل الخارجي.

وشدد عز الدين على أن المقاومة بفضل دعم سورية وموقفها تمكنت من الانتصار عام 2006 الأمر الذي شكل نقطة تحول بتاريخ الأمة وأسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد بإدارة أمريكية صهيونية لينطلق شرق عربي جديد هويته وحضارته عربية إسلامية يصنع قراراته بإرادة حرة مستقلة.

وأكد أن سورية التي تتقدم يوما بعد يوم وتستعيد وحدة شعبها وأرضها “سترسم ملامح نظام إقليمي عربي مشرقي جديد” قائم على أساس المواجهة والممانعة والتعاون بين القوى التي صمدت وأفشلت المؤامرة وسترسم نظاما دوليا قائما على تعددية قطبية وقوى ناشئة صاعدة.

من جانبه رأى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد أن مراقبة الواقع العربي وما يواجهه من مشاكل وتحديات وما أنتجه من مظاهر وأعمال إجرامية تؤكد أن الجامعة العربية “تعمل لخدمة المصالح الأمريكية ولا تمثل الشعوب العربية بأي شكل من الأشكال”.

وأكد فؤاد أن الهدف مما يجري في سورية هو تدمير سورية وجيشها وسلاحها والبنى التحتية والمجتمع والشعب السوري الذي يوجه بوصلته إلى كل ما يخدم القضية الفلسطينية والأمة العربية.

وفيما يخص فلسطين شدد فؤاد على ضرورة التوجه شرقا بعد أن أصبحت مخططات الإدارة الامريكية أكثر وضوحا وبات من المكشوف أنها العدو الأول بينما هناك فريق آخر على الصعيد الدولي مستعد ليقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وأثبت ذلك بعدة مناسبات معتبرا أن الشعب الفلسطيني لا يمكنه الانتصار إلا بوحدته ومقاومته لمحاولات الكيان الصهيوني الرامية إلى تقسيم الفلسطينيين والنيل من وحدتهم.

حسن: ما تتعرض له سورية حلقة من سلسلة مؤامرات تستهدف الوطن العربي

بدوره أكد الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي الناصري في مصر أحمد حسن أن ما تتعرض له سورية هو حلقة من سلسلة مؤامرات تستهدف الوطن العربي وأن ما يحدث على الساحة العربية ليس ربيعا أو عربيا بل مؤامرة تهدف إلى تدمير الأمة العربية وتفكيكها والهيمنة عليها.

وبين أن الشعب العربي السوري بفضل صموده وتماسكه خلف جيشه استطاع مقاومة العدوان الغاشم “نيابة عن الأمة العربية بكاملها” مؤكدا أن مصر وبعد إسقاط جماعة الإخوان المسلمين تمكنت من استرداد إرادتها من الولايات المتحدة الامريكية و”ستعود قوة إلى جانب الشعب السوري وكفاحه”.

وأشار إلى أن المصريين في 30 تموز استطاعوا إسقاط “جماعة إرهابية” وصلت إلى الحكم لنشر الفتنة الطائفية والمذهبية في الأمة العربية وتصفية القضية الفلسطينية حيث كان الاتفاق معها أن تتنازل عن جزء من سيناء من أجل توطين الفلسطينيين من العراق وسورية ولبنان داعيا مؤتمر الأحزاب العربية إلى العمل لتحقيق الهدف الذي تأسس من أجله وهو النهوض بالأمة العربية وعدم الاكتفاء بأدوار تنسيقية.

وأكد نائب الأمين العام للمؤتمر المنصف الشابي أن سورية بفضل تضحيات جيشها تقف على أبواب نصر تاريخي على المؤامرة والهجمة السياسية والعسكرية الشرسة الممنهجة ضدها مبينا أن هذا الانتصار يشكل إحدى ركائز بناء الأمة العربية وأن الشهداء الذين تقدمهم سورية هم شهداء الأمة العربية كلها.

واعتبر الشابي أن صمود سورية في وجه ما يخطط لها الى جانب ما حققه الشعب المصري في كشف وتعرية المشروع الإخواني المرتبط بالمخططات الصهيونية عزز ثقة الشعوب العربية لتحقيق تطلعاتها.

من جانبه أشار عبد الله أسبري من حزب النهج الديمقراطي في المغرب إلى أهمية البحث في أفق التعاون بين الأحزاب العربية وتقريب وجهات النظر فيما بينها لإعادة وضع منظومة قيم تجمع الشعوب العربية وتدفعها لتحقيق مصالحها المشتركة مبينا أن “النظام الملكي في المغرب يعمل وفق إيديولوجية ممنهجة لمنع ظهور تيارات سياسية موحدة والحد من أنشطة الأحزاب التقدمية وقوى اليسار” وأن هذه الأحزاب تعمل لتشكيل تكتل سياسي في المغرب ضد التدخل الخارجي في الدول العربية لمنع تكرار التجربة العراقية والليبية فيها معربا عن أمله في ان تخرج سورية منتصرة من أزمتها وتتمكن من إعادة بناء الدولة وفق الأسس التي يطمح إليها السوريون حتى يتمكنوا من إعادة الدور المركزي والمحوري لها في المنطقة.

واعتبر شكري الهرماسي من حزب الثوابت الاشتراكية من تونس أن “ما تشهده الدول العربية يأتي نتيجة استغلال المشروع الصهيوني الأمريكي للحراك الشعبي تحت مسميات نشر الديمقراطية والحرية في إطار محاولة السيطرة على المنطقة” في ظل بروز قوى عالمية جديدة كدول مجموعة البريكس مبينا أن سورية تدفع الثمن عن الدول العربية وأنه على الشعوب العربية الوقوف الى جانبها ودعم مواقفها لوضع مشروع موحد يخدم مصالحها.

ورأى فاضل عباس أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي في البحرين أن الولايات المتحدة الامريكية استغلت ما يسمى الربيع العربي وجعلت منه ربيعا يخدم مصالحها وعملت على تشويه الحراك الشعبي في البحرين تحت مسميات طائفية مشيرا إلى أن البحرين بنظامها السياسي الحالي الذي تدافع عنه أمريكا والدول الغربية تفتقر لأي من مقومات الحرية والديمقراطية في ظل سلطة الملك المطلقة على جميع مقومات الدولة.

وأكد أن الشعب البحريني بمختلف شرائحه يعاني من تفرد الملك بالسلطة وأن الحراك البحريني لا يرتبط بفئة معينة دون سواها معربا عن انعدام ثقة الشعب بالنظام العالمي الذي يكيل بمكيالين تجاه الحراك الشعبي نظرا لتجاهل الحراك في البحرين في المحافل الدولية.

من جانبه أشار ابراهيم كمال الدين رئيس جمعية العمل الوطني في البحرين إلى أن الشعب البحريني يقف مع الشعب السوري رفضا للعدوان والتهديد بالتدخل العسكري داعيا السوريين الذين استطاعوا إجهاض المؤامرة إلى العمل على بناء الدولة العصرية والحضارية.

دبور: للأحزاب العربية دور في مواجهة المخطط الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف سورية

ولفت الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي في الأردن فؤاد دبور إلى دور الأحزاب العربية في مواجهة المخطط الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف سورية وتنخرط به قوى وأحزاب عربية تعارض المشروع القومي العربي الذي تنادي به سورية.

وأكد أن الأحزاب الاردنية المشاركة في مؤتمر الأحزاب العربية تعمل على تعرية وكشف دور وسائل الإعلام المضلل والشريك في تأجيج الأزمة في سورية ومواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي ضمن الإطار الاردني لدعم صمود الشعب السوري محذرين النظام السياسي في الأردن من الانخراط بالمشروع المعادي لسورية حفاظا على أمن الأردن المرتبط بأمن سورية داعيا الأحزاب العربية إلى توحيد جهودها لحماية الأمة العربية بالتوازي مع ما يقوم به الجيش العربي السوري.

وأشار عدنان أبو خليفة من حزب الشعب الديمقراطي الأردني الى معاناة الأردن من تراجع الحركة الشعبية ما أدى إلى تراجع الحكومة عن جميع دعوات الإصلاح داعيا الشعب الأردني إلى الضغط على الحكومة لدفع الإصلاح وتحقيق المطالب الشعبية بعيدا عن طموحات التيارات السياسية المنخرطة في المشاريع الغربية والصهيونية.

ورأى علي فيصل من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة يرمي إلى بناء نظام إقليمي وعربي جديد مرتبط بهذا المشروع مؤكدا أن أدوات هذا المشروع حاولت احتواء الحراك العربي لوقف الإصلاحات واستثماره لتدمير البنى التحتية والاقتصادية والعسكرية للدول العربية.

وأوضح أن هذا المشروع مني بنكسات متعددة من خلال انتصارات المقاومة في لبنان وفلسطين وصمود سورية وإفشالها لكل المخططات التي تحاول النيل من دورها ووحدتها مؤكدا أن انتصار سورية والمقاومة أفرز توازنات دولية جديدة منعت أمريكا والدول الغربية من التفرد في إدارة المنطقة.

ودعا فيصل إلى إعادة الزخم إلى القضية الفلسطينية وإبعادها عن الصراعات الداخلية العربية والوقوف في وجه التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول العربية.

ولفت وحيد الأقصري من حزب مصر العربي الاشتراكي إلى أن حالة التشتت والاختلافات بين الدول العربية “تسبب بها بعض الحكام العرب وبعدهم عن مصالح الشعوب” داعيا إلى العمل لرفع الوعي القومي والوطني وإحياء الثقافة العربية لدى الشعوب لحماية مصالحها ومواجهة الأطماع الصهيونية في المنطقة.

وأكد رئيس الدائرة السياسية للصاعقة غازي حسين أن ما قدمته سورية لخدمة القضية الفلسطينية ودعمها للمقاومة “يفوق كل ما قدمته الدول العربية وأنه على الفصائل الفلسطينية التوحد لخدمة فلسطين وعدم الانخراط في الصراعات والمخططات التي تتنافى مع مصالح الشعب الفلسطيني” مشيرا إلى أن المؤامرة التي تتعرض لها الدول العربية هدفها الجيوش العربية في مصر وسورية والعراق التي تشكل العمود الفقري للدفاع عن الوطن العربي.

البعث ميديا – سانا