ثقافة وفن

راجي سعود.. لوحات تصور الطبيعة وترصد عبق التاريخ في الأزقة العتيقة

أزقة عتيقة وحارات ضيقة يفوح منها عبق الأصالة والتاريخ هو ما حرك إحساس الفنان الشاب راجي سعود وهو يجول أحياء مدينته العريقة حمص باحثا عن طريقة لتجسيد هذه المشهديات الجمالية فإذا به يلتفت إلى موهبته في الرسم مانحا إياها مساحة جديدة للتحليق بعد سفر من الدراسة والتعلم والتدريب.

مسيرته الفنية بدأت في سنوات مبكرة مع فن الخط العربي ونظرا لأن كل خط لا بد أن يقود إلى اللون بدأ راجي يصقل خطوطه ومنحنياته بدراسة أكاديمية ضمن معاهد وزارة الثقافة حيث حاز مصدقتين في مجال الخط والرسم في دمشق ليتابع تدريبه في مركز صبحي شعيب للفنون التشكيلية بحمص قبل أن يبدأ بإتقان النحت في المجمع الثقافي بالشماس.

وقال الفنان: تأثرت بطبيعة مدينتي وأحيائها الأثرية فرحت أجسدها في رسوماتي لأكون رسولا مخلصا للأرض التي ترعرعت فيها وخاصة خلال سنوات الحرب التي سعت إلى تغييب العمق الحضاري والجمالي لمدننا وأريافنا فكان الحجر والشجر رمزين يطغيان على مجمل أعمالي.

أتقن راجي مختلف تقنيات الرسم وأساليبه فاستخدم الاكريليك والكولاج واعتمد ما يعرف بأسلوب التنفير في اللوحة ورغم كل ذلك ظل التصوير الزيتي سيد الموقف الفني بالنسبة له مؤكدا أنه يعشق توظيف الألوان الزيتية في أعماله نظرا لما تتسم به من ديمومة ورونق خاص.

هذه الموهبة المميزة لم تبق حكرا على عوالم راجي الخاصة بل استثمرها لإدخال الفرح إلى نفوس جرحى الجيش العربي السوري من خلال تزيين جدران منازلهم برسومات تبعث على البهجة وتولد الأمل والتفاؤل في النفوس وذلك من خلال حملة تطوعية أقامها نادي “العطاء السوري” مؤخرا تحت عنوان “لست وحدك”.

واختتم الفنان الشاب بالإشارة إلى أن الكثير من مشاركاته الفنية في المعارض والفعاليات داخل وخارج المحافظة تحمل رسالة شكر وامتنان للأبطال الذين أنجزوا المعجزات وهم يدافعون عن ثرى سورية لينعم أبناء الوطن بالعيش الرغيد ونعمة الأمان.