مساحة حرة

فرنسا تُضرب.. فرنسا واسرائيل أكبر المستفيدين

 

 

هل غُدرت فرنسا.. وطُعنت في الصدر أم في الظهر ..!!؟؟ .

و هل تخطّت خطوطاً حمراء اسرائيلية و أمريكية فعوقبت داعشياً ..!!؟؟.

أم كانت على موعد مماثل لأحداث أيلول الأمريكية الشهيرة ..!!؟؟.

بالتأكيد عملٌ إرهابي وحشي وقتلٌ في وضح النهار يطال مدنيين – صحفيين – وعناصر شرطة, وترويعٌ كبير للمواطنين في فرنسا و أوروبا و كل أنحاء العالم ….

يمكن عنونة ما جرى بأن إرهاب “داعش” يضرب في فرنسا .. ويتبنى العملية ويصف منفذيها ب “الأبطال”.

و يبقى السؤال لماذا فرنسا..؟ ومن المستفيد ..؟

فما حدث لا يعدو أكثر من ” مسرحية ” استخباراتية دامية تبدأ بنشر صحيفة شارلي ايبدو صورة ساخرة للبغدادي, فيقع الهجوم على رساميها و التي سبق لها وأن نشرت رسومهم المسيئة للرسول ( ص ) عام 2007 .. ويتم القتل قصداً وبعد المناداة بالإسم و يلوذ الفاعلون بالفرار.. ويتعرف أحد عمال الوقود عليهم.. فتتم الملاحقة .. و تنتهي بقتل المنفذين …….. الخ .

هل يمكن تبرئة أجهزة الأمن الفرنسية ….

لا يمكن الحديث عن هذا الإعتداء منفرداً .. أذ تعرضت فرنسا الى اعتداءات ارهابية متفرقة وفي مدن فرنسية مختلفة قبيل اعتداء شارلي و بعده .. فقد هاجم رجلٌ عناصر شرطة بالسكين و هو يردد ” الله أكبر “، وقام اّخرٌ بصدم عدد من المارة في سوق لعيد الميلاد في ” نانت ” .. وثالثٌ دهس بسيارته عدداً من المارة في ” ديجون ” .. مما أدى لإصابة العديد من المدنيين بجروح خطيرة خلال هذه الإعتداءات .

كما قتل شرطي فرنسي نتيجة إطلاق نار عليه في أحد ضواحي باريس , و تبعته شرطية بالطريقة ذاتها .

وتعرضت ثلاث مساجد لهجمات ارهابية في ثلاث مدن فرنسية, وتفجيرٌ بالقرب من كنيسٍ يهودي .

فماذا كان موقف الحكومة الفرنسية ..؟؟

سارع مانويل فالس ليقلل من أهمية الأحداث و يعتبرها فردية و يؤكد على عدم وجود رابط بينها .. و لجأ الى القول ” أننا نتصرف بقدرٍ كبير من الحزم, فعندما يكون لك 1200 شخص يعيشون في بلادنا معنيين بالجهاد, وعندما يسقط 60 فرنسي قتيل في صفوف الجهاديين في سورية فهذا يعني أن هناك خطر كبير, وهذا ما يعيق عمل أجهزة الإستخبارات “.. ومن اللافت أنه تم التأكيد على هوية الفاعلين المنفردين بأنهم مختلين عقليا ً ..!!!

في حين تحدث الرئيس الفرنسي عن أضعاف الهوية و طمـأن المواطنين عبر ما اسماه الإرادة الفولاذية و ضرورة عدم القلق ..!!؟؟ .

و بعد أن وقع الإعتداء عبر هولاند عن صدمته و صدمة الفرنسيين ..!!!!!؟؟؟.

فيما تتهم مارين لوبان رئيسة ” الجبهة الوطنية ” الأصولية الفرنسية .. و تشير الى تحذيراتها المتكررة, واتهمت الحكومة بشكل غير مباشر إذ أشارت الى الانخفاض المستمر للوسائل المتاحة للشرطة والقوى الأمنية .

كيف يمكن للحكومة و الرئيس تجاهل هذه الأحداث ..؟؟ وكيف يمكن لإرهابيين تعرفهم الحكومة وأجهزتها الأمنية تماماً وسبق أن حُوكم المنفذ و سجن ” الكواشي ” لتورطه بأعمال ارهابية .. و من ثم وصوله الى سورية بداعي القتال و عودته الى فرنسا الصيف الماضي بدون مساّئلة أو محاسبة .. و ربما بدعوة خاصة ؟؟…

إن الحكومة الفرنسية لها كامل المصلحة في تحريك المشهد السياسي .. فمن الأوضاع الاقتصادية المتردية الى انخفاض نسبة التأييد الشعبي للرئيس هولاند الى ما دون ال 13 % .. و الغضب الشعبي من السياسة الخارجية غير الواضحة إلاّ لجهة التبعية المطلقة للولايات المتحدة الأمريكية .. و اشتراكها في دعم المخططات الإرهابية و استخدام الاّلة العسكرية في ليبيا والصومال وندم الرئيس هولاند على عدم مهاجمة سورية .. وتبنيها مشاريع إخوانية في لعبة الربيع العربي المزور, والذي هزم بالمطلق, وفشل الحكومة الفرنسية في إحداث أي نجاح في خططها في سورية مع الحليف التركي بإقامة ممرات اّمنة و مناطق حظر جوي .. و قيامها بدعم الإرهاب في سورية و تسليحه نوعياً و محاربته في مالي .. كلها أمورٌ جعلت فرنسا دولةً هزيلة تائهة تماماً لا تقودها استراتيجية واضحة .. فمن دعم الإرهاب الى محاربته و ارسال حاملة الطائرات شارل ديغول الى الخليج للمشاركة في قصف ” داعش ” . كلها أمورٌ تعبر عن قصر نظر القيادة الفرنسية كما جاء في بيان الإدانة الصادر عن الحكومة السورية .. مما أوصلها الى درك خطير احتاجت معه ما يسمح لها بالخروج من مأزقها .. و قد يكون الإرهاب حلاً ؟؟؟؟

أين تلتقي فرنسا و اسرائيل سياسياً ؟؟؟

لقد حاولت فرنسا إخراج نفسها من الوضع المأزوم .. فقامت – بعد تردد – بتسليم روسيا السفينة الحربية حاملة الطائرات ميسترال, الأمر الذي أزعج القطب الأمريكي .

أرادت الضغط على حلفائها بعد فشلها في الحفاظ على مصالحها في أفريقيا و الشرق الأوسط و خاصة بعد صمود سورية و انكسار المشروع برمته .. فقامت بعد موافقة البرلمان الفرنسي بالموافقة على مشروع قرار الإعتراف بالدولة الفلسطينية و كانت إحدى تلك الدول الثمانية الموافقة عليه .. فكان لا بد من معاقبتها ..

تلقفت الحكومة الاسرائيلية المأزق الفرنسي و التقت مصالحهما في استباق الحدث السوري الذي يسير نحو إقفال الملف والنصر السوري, وما ستكون عليه النتيجة من بقاء الأسد و عودة سورية القوية العلمانية و سقوط مشروع الحكم الديني و مشروع الخلافة وعليه .. سيسقط حتما ً حلم الدولة اليهودية .. فكان لا بد من استمرار الحرب على سورية أو فتح مروحة التطرف واستمرار الحروب ” الدينية ” مستغلةً ما يسمى الإسلامو فوبيا والضرب في غير مكان .. لإجبار الحلفاء على إبقاء ساحة الحرب في سورية فقط .. و الإصرار على انجاح مشروع تدمير الدولة السورية .

و بما أن العالم كله أصبح جاهزاً لتقبل فكرة ارتداد الإرهاب على الدول الداعمة له .. والذي يأتي كنتيجة طبيعية للعب بكرة نار التطرف و الذي فتحت الكثير من الدول أبوبها لرعايته ودعمه وتقويته, فستحصل فرنسا و اسرائيل على فرصة جديدة لتحويل دفة ومسار الحرب .. عبر التهديد بحروبٍ شاملة تبدأ ولا تنتهي يكون وقودها الفتنة والفكر التكفيري في ظاهرةٍ غريبة لأبشع استغلال و استثمار للإرهاب المدروس .

وها نحن نرى تجييش الحدث الفرنسي على مستوى العالم و بدأت تتوالى موافقات الدول الى الدعوة الفرنسية للإجتماع في باريس بخصوص الإرهاب .

فهل سيتعقل العالم .. و يتخذ الموقف الصحيح من الإرهاب و يستجيب للدعوة السورية – القديمة , الحديثة – لتعريف الإرهاب ووضع اّلياتٍ صادقة لمحاربته ومعاقبة ومحاسبة كل من وراءه بكافة الأشكال من دعم وتموبل وتسليح واحتضان فكره والعمل الجاد لوقف الحرب على سورية .. أم سيجن جنونهم و تكون الخطة الخبيثة في استصدار قراراتٍ تصب في صالح الإرهاب و مصنعيه ضد مصالح الشعوب و دفع العالم نحو المزيد من المعارك وإشعال الحروب على مستوى العالم ..

ترقبوا تعقل العالم أو جنونه .. أو خبثه !!!!!!!!!

فلن يتوقف أهل الشر عن شرورهم .. و لن يستسلم أهل الحق و لن بتوقف دفاعهم عن أوطانهم و قيمهم ..

والأكيد أن حرب الحق والباطل مفتوحة و مستمرة الى ما شاء الله .

 

ميشيل كلاغاصي