مساحة حرة

مخططات شيطانية في الوقت بدل الضائع

البعث ميديا- أسامة شحود

مخطط دنيء لخطف رئيس نظام انقرة رجب طيب اردوغان من قبل احد الطيارين الأتراك الموالين للداعية فتح الله غولن والطيران به الى احدى الدول الأوروبية ومحاكمته هناك، سيناريو جديد لجأ اردوغان لنشره في الاعلام التركي عن طريق احد الصحفيين المقربين له، بهدف استعطاف الرأي العام وإظهاره بمظهر الزعيم الاسلامي المستهدف من قبل الغرب الكافر والقوى العميلة له في الداخل، عدا عن استخدام هذه الشائعة كحجة جديدة لتصفية من تبقى من معارضين له في المؤسسة العسكرية.
ولا عجب ابدا من تلك المحاولات التي أصبحت الشغل الشاغل للطاقم الإعلامي والسياسي المحيط بأردوغان ، فنتائج استطلاعات الرأي حول الاستفتاء على الدستور الجديد تشير الى ان احتمال رفض الشعب التركي لهذا الدستور ازدادت بنسبة كبيرة ، خاصة ان محاولات أردوغان في كسب أصوات أنصار حزب الحركة القومية المعارض باءت بالفشل رغم تقديم دولت بهتشلي زعيم القوميين الأتراك فروض الطاعة له وحثه لأنصاره بالتصويت بنعم لصالح الدستور الجديد مقابل وعود قطعها أردوغان له بتسلميه منصب رئاسة الوزراء في حال نجاحه في بتغيير الدستور. لكن اردوغان الذي وصلته الاستبيانات السرية والتي تؤكد بأن غالبية القوميين الأتراك يرفضون الدستور الجديد حاول استمالتهم بطريقة شيطانية عبر استهداف الاتحاد الاوروبي واثارة المشاكل السياسية معه، مستغلا اللعب على الشعور القومي والديني، فتارة يتهمهم بالنازية والفاشية وتارة اخرى بمعاداة تركيا لكونها دولة مسلمة، الى ان وصل به الحد الى استحضار مجريات الحروب الصليبية واتهام الأوروبيين بحرق المساجد والجوامع وتحويلها الى كنائس.
لعبة سياسية فهمها الأوروبيون وخاصة الألمان والهولنديين قبل الأتراك وأعلنوا رسميا بأنهم لن ينغمسوا فيها ولن يسمحوا لأردوغان بكسب الأصوات على حسابهم.
سلسلة طويلة من المخططات والشائعات التي يسوقها حزب العدالة والتنمية الاخواني في تركيا تتسارع تدريجيا مع اقتراب يوم السادس عشر من نيسان موعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي تحولت بالنسبة الى اردوغان الى مسألة حياة أو موت. وهو ما يفسر اخر خطوة قام بها لاستمالة الأكراد في جنوب شرق تركيا من خلال زيارة غير متوقعة الى مدينة ديار بكر وخطابه بأهالي المدينة. زيارة وصفه كتاب وإعلاميون اتراك بالمهزلة السياسية، فأردوغان الذي زج بغالبية قيادات حزب الشعوب الديمقراطي الكردي في السجن وبينهم الرئيسين المشتركين للحزب صلاح الدين ديميرطاش وفيغان يوكسيكداغ وتسعة نواب آخرين يحاول كسب أصوات الأكراد عن طريق الإيماء لهم بكلمات وعبارات تحمل في طياتها وعودا جديدة لهم بالمزيد من التنازلات ان صوتوا لصالحه في الاستفتاء على الدستور، فيما فسره محللون سياسيون اتراك بمثابة ورقة مقايضة مع حزب الشعوب الديمقراطي فإطلاق سراح قياداته السياسية مرهون بنتيجة الاستفتاء .
حراك سياسي وتخبط كبير داخل أروقة حزب العدالة على وقع استمرار شركات الاستبيان الخاصة بإصدار نتائج استطلاعاتها التي مازالت تؤكد حتى اليوم أن نسبة الرافضين لدستور أردوغان تفوق الخمسة وخمسين في المئة، مايعني أن مسلسل الشائعات والمخططات الشيطانية لكسب أصوات الناخبين مستمرة حتى يوم السادس عشر من نيسان، موعد الحسم التاريخي بالنسبة لتركيا العلمانية فإما أن تبقى تحت قبعة مصطفى كمال أتاتورك وإما أن تجلس تحت أقدام السلطان العثماني الجديد.