الشريط الاخباريسورية

ناهض حتر: كلهم «داعش»

قدم الكاتب والمحلل السياسي الأردني ناهض حتر عرضا عن الوضع الميداني للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، ونظرة الغرب وسياسته تجاهها في الآونة الأخيرة.

ويؤكد الكاتب في مقال نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية بأن جميع المجموعات الإرهابية في سورية هي كلها “داعش” الذي تحاربه اليوم بغداد والمجموعات الأخرى التي تقاتل في سورية، ويردف قائلا: “كلهم داعش وإن تغيرت الأسماء والقيادات وطبيعة العلاقات مع الأجهزة الاستخبارية ولا مكان لهم في الحوار الوطني السوري، ولا في إعادة بناءها”.

ويتابع: ” (سورية) هذا البلد محكوم، بسبب تركيبته وتراثه وموقعه، بأن تلحمه الحداثة القومية والعلمانية. وبغير ذلك، فهو ذاهب إلى التقسيم والصوملة، مصير أسود لا مناص منه إلا بانتصار الجيش العربي السوري”.

في السياق نفسه، يوضح حتر أن العدو الاول والوحيد الآن بالنسبة للغرب والعراق والجماعات الإرهابية الأخرى المنتشرة في سورية هو تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”  الإرهابي المعروف اختصارا.

ويتسائل حتر: كيف سينتهي الأمر بـ «داعش» التي استخدمتها القوى المعادية لسورية، زمناً، وسهّلت وجودها وتضخّمها وتسليحها وتغطيتها سياسياً؟

ويرى الكاتب أن “الأمر بسيط”. موضحا أن القسم الرئيسي من العناصر الإرهابية التابعة لـ”داعش”  ستنظم مرة أخرى، إلى المجموعات الاخرى مثل «الجبهة الإسلامية» و«النصرة» و«أحرار الشام» الخ، بينما سيعود قسم صغير ممن سماهم بـ «الداعشيين» الأجانب إلى ديارهم، مشيرا إلى أن الحرب التي تشن على “داعش” اليوم تعبر عن  تقاطعات كثيرة لها أهداف كثيرة، ويقول: “المطلوب ضربها في العراق، ووقف تمدّدها الإقليمي والخلاص من تمرّد قياداتها عن أوامر الاستخبارات السعودية”.

 وتهدف الحرب وفقا لتحليل الكاتب الأردني، إلى التساوق مع التفاهم الأميركي الروسي على أولوية محاربة الإرهاب وثانيا تعزيز قدرة السعودية على “توحيد” و”إدارة” المجموعات الإرهابية في سورية، وحصر أعمالها الإرهابية في سورية، وثالثا إعادة تأهيل تلك المجموعات كطرف سياسي للمشاركة في «جنيف 2»، وتعويمها كـ “معارضة” مقبولة دولياً، وإشراكها في المفاوضات حول مستقبل سورية، بينما محاولة توحيد جهود الإرهابيين لتحقيق اختراق ميداني ضد الجيش العربي السوري، والذي كان هدفا رابعا فقد الغي من الاجندة.

إلى ذلك،  يشير حتر إلى أن لعبة إحياء “المعارضة” السورية من أجل مفاوضات جنيف 2 دفعت بالغرب وحلفائه إلى الصمت عن  “جبهة النصرة” حليف “الجبهة الإسلامية” ومليشياتها “جيش المجاهدين” المصنفة كمنظمة إرهابية دوليا.

بالنسبة الى الفصائل المؤلفة في «الجبهة الإسلامية» يمكننا أن نذكّر القارئ، هنا، بأن مجازر التطهير الطائفي التي شهدتها سورية في الأشهر الأخيرة، من ريف اللاذقية إلى معلولا إلى دير عطية إلى جرمانا إلى عدرا العمالية، عداك عن الاستهداف العشوائي بقذائف الهاون لأحياء دمشق، كانت  جميعاً بإدارة فصائل «الجبهة الإسلامية» الإرهابية، تحديداً، يؤكد حتر.

ويضيف: ” تكفي نظرة واحدة على أسماء الفصائل التي لا تزال ترفع راية الجيش الحر (راية الانتداب الفرنسي على سوريا) لتعطينا صورة واضحة عن الطبيعة الطائفية التكفيرية لمكوّنات «الحر»”.

وعن حمل السلاح في وجه الدولة،  يقول الكاتب: “للتمييز بين المعارضة مهما كان شكلها وحضورها وبرنامجها  وبين الإرهاب في سورية، هناك معيار أساسي هو المتعلق بالسلاح. مَن يحمل السلاح في وجه الجيش العربي السوري ليس معارضاً، إنما هو إرهابي”.

ويردف قائلا: “في سورية، اتضحت المعادلة السياسية اليوم بحيث لم تعد هناك التباسات: النظام السوري عصيّ على مشروع اسقاطه بالسلاح، بحيث يغدو الإصرار على مقاتلته جزءاً من عملية تدمير الدولة لا غير، لحساب قوى إقليمية، تقف في مقدمها السعودية وإسرائيل. وعلى المستوى العملي، فإن الخيار المسلح لأي معارضة في سوريا اليوم، لا يمكن أن يكون وطنياً أو داخلياً، إنه يعتمد على الدعم الخارجي بأجنداته، ولا يستطيع الاستمرار من دونه. وهذا الدعم يصبّ، حتماً، في صالح أجندات المموّلين التي لا علاقة لها بالتغيير السياسي والاجتماعي في سورية”.

ويخلص الكاتب إلى أن “لجميع الفصائل المسلّحة في سورية برامج معلنة، ليس فيها أي هدف ديموقراطي أو مدني أو اقتصادي ــــ اجتماعي، وإنما هي تتبني بصراحة، إنشاء إمارة الدكتاتورية الدينية المذهبية القائمة على تطبيق متعسّف عنفي لقراءة رجعية تكفيرية للشريعة. وبرغم أن هذا الاتجاه يشكّل، في حدّ ذاته، كارثة على أي بلد عربي أو مسلم، فإن هكذا برنامج سياسي ديني مذهبي تكفيري، ليس من شأنه، في بلد متعدد الديانات والطوائف والاثنيات مثل سورية، سوى تمزيقها”.

البعث ميديا