رياضة

تحليل.. أخيراً ‫‏فينغر‬ يفعلها ويضرب ‫ مورينيو‬ بسلاحه

حقق فريق أرسنال لقب الدرع الخيرية للمرة الثانية على التوالي، بعد فوزه على بطل الدوري الإنكليزي فريق تشيلسي بهدف دون رد في مباراة كبيرة تعتبر أفضل تحضير لمنافسات الموسم الجديد.

وجاء فوز أرسنال بعد معاناة طويلة امتدت 11 سنة من نتائج مخيبة للآمال عند مواجهته لتشيلسي في وجود المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.

وفي هذا المقال سنتحدث عن أهم الأمور الفنية التي قام بها الفريقين بالتفصيل.

‫الأرسنال:

دخل فريق “الغانرز” بعزيمة كبيرة، وهذا ما بدا واضحاً منذ بداية المباراة، ولعب المدرب بتشكيلة 4-2-3-1 بتواجد كل من كوسيليني وميرتساكر كمحوري دفاع، وفي مركز الظهير الأيسر لعب ناتشو مونريال وقابله في جهة اليمنى بيليرين.

وشكل كوكيلين وكازورلا ثنائية الارتكاز، فيما لعب تشامبرلين في مركز الجناح الأيمن وأوزيل على الجبهة اليسرى، يتوسطهم الويلزي “أرون رامسي”، وكان والكوت هو المهاجم الصريح.

تميز الفريق بهدوء رائع مكنه من التحكم في مجريات اللقاء، فكان اللاعبون يعودون للخلف تارةً ويغلقون المنطقة بشكل ممتاز، ولعبوا للهجوم تارةً أخرى.

ثنائية الارتكاز التي شكلها المدرب المخضرم “فينغر” كانت الحلقة الأقوى بالتعاون مع لاعبي المحور الدفاعي، فقد قدم كازورلا وكوكيلين مباراة ممتازة في التغطية الدفاعية، وكانوا حلقة الوصل بين الدفاع والهجوم، أي أنهم لعبوا دورهم التكتيكي على أكمل وجه، دون نسيان دور لاعبي الدفاع الذين كانوا على الموعد وأخص بالذكر المدافع الفرنسي “كوسيليني” الذي كان واحد من نجوم المباراة.

في الموسم الماضي فضّل “فينغر” أن يُعيد أوزيل لمركزه الأساسي (اللاعب الحر الذي يتوسط الأجنحة ويكون خلف المهاجم الصريح) ورأينا كيف عاد أوزيل ليعزف أجمل ألحانه في هذا المركز، لكن في مباراة الأمس أشركه المدرب في مركز الجناح الأيسر، ليعوضه رامسي في مركز الوسط. لماذا؟ لأن رامسي بدنياً أقوى من أوزيل وبإمكانه أن يساعد الفريق في التحولات من الحالة الهجومية إلى الدفاعية، فكان رامسي كثير العودة إلى الخلف لمساندة الزملاء وتشكيل حائط صد أول في مواجهة لاعبي تشيلسي.

 

تشامبرلين صاحب هدف الفوز في المباراة، قدم أداء رائع في الجبهة اليمنى للمدفعجية، وإذا ابتعدت عنه لعنة الإصابات في الموسم القادم، سيقدم إضافة كبيرة للفريق، فهو لاعب مهاري من أعلى طراز ويتمتع بقوة بدنية رهيبة، ولديه قدرات ممتازة على الاختراق بعرض الملعب والتصويب القوي.

نصل للسؤال الأهم، كيف نجح فينغر في ضرب مورينيو بسلاحه؟

من تابع الموسم الماضي للكرة الإنكليزية يعرف تماماً أن مورينيو كان يلعب أغلب مبارياته على إغلاق الملعب والاعتماد على المرتدات، وهذا الأداء عرضه للكثير من الانتقادات، ووصف أداءه بالممل.

وفي لقاء الأمس لعب أرسنال في أغلب فترات اللقاء على إغلاق مناطقه والاعتماد على المرتدات القاتلة مستغل سرعة لاعبيه، ونجح في أكثر من مرة من الوصول إلى مرمى الخصم، ولولا إضاعة الفرص بسهولة لانتهى اللقاء بأكثر من هدف واحد، وهنا يمكننا تلخيص أهم نقص في فريق الأرسنال وهو وجود قناص داخل غرفة العمليات يمكنه التسجيل من أنصاف الفرص.

أخيراً، وجد أرسنال ضالته في مركز حراسة المرمى بوجود المخضرم بيتر تشيك الذي قدم مباراة كبيرة تليق بأسم هذا الحارس الكبير.

تشيلسي:

دخل أبناء البرتغالي “جوزيه مورينيو” اللقاء بطريقتهم المعتادة 4-2-3-1، تيري وكاهيل محوري دفاع، إيفانوفيتش ظهير أيمن، أزبليكويتا ظهير أيسر، فابريغاس وماتيتش لاعبي إرتكاز، أمامهم البرازيلي وليان، وفي مركز الجناح الأيمن لعب راميريز، يقابله هازارد على الجبهة اليمنى، ولويك ريمي مهاجم صريح.

الارتباك كان واضحاً على فريق تشيلسي في بداية المباراة، لكنهم سرعان ما عادوا ليلتقطوا أنفاسهم، ويجاروا الفريق الخصم.

قدم لاعبو وسط تشيلسي مباراة جيدة رغم الخسارة، فكان الجناح راميريز كثير الحركة برفقة مواطنه ويليان الذي لعب دور الوسط المتقدم بنجاح، وحاولوا كثيراً التقدم لمناطق الخصم، لكن صحوة الدفاع منعتهم في أكثر من كرة.

مورينيو على غير العادة في مباراة الأمس، كان عرضة لهجمات الخصم، فقد كان دفاعه مفكك بشكل غريب، وخاصة الجبهة اليسرى التي يشغلها الشاب الإسباني ” أزبليكويتا” الذي قدم واحدة من أسوأ مبارياته مع “البلوز”، وربما تسرع مورينيو بتسريح المدافع البرازيلي “فيليبي لويس”.

 

إصرار كبير من مورينيو على عدم إشراك الكولومبي كواردادو الذي يتمتع بسرعة وقوة بدنية كبيرة، الامر الذي حرم الفريق من تسديداته التي كانت ستمنح حل جيد بظل الكثافة العديدة لفريق الخصم.

هازارد أيضاً أضاع أكبر فرصة لتحقيق التعادل بعد إهداره لإنفراد حقيقي، ولم يكن البلجيكي بأفضل أيامه.

أما الحارس كورتوا فقد أنقذ مرماه من عدة كرات خطيرة، أهمها إنفراد سانتي كازورلا.

أخيراً.. مباراة الأمس تعتبر كما ذكرت سابقاً أنها اختبار جيد لكلا الفريقين ليعرف كل مدرب ما ينقص فريقه قبل بداية الموسم الطويل.

 

البعث ميديا  || ماهر سليمان