الشريط الاخباريسورية

دبلوماسيون وأكاديميون روس.. الأمريكيون أثبتوا عقم موقفهم في محاربة الإرهاب

اعتبر مستشار نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي السفير أندريه باكلانوف أن الموقف الأمريكي تجاه ما يجري في سورية لا يمكن تصوره لأنه موقف افتراضي وعمليا كل القرارات التي نتخذها معا لا يتقيدون بتنفيذها والأطر التي شكلناها معا أصبحت اليوم معطلة لا تعمل مشيرا إلى أن هذا الوضع يؤثر سلبا في الولايات المتحدة.

وحذر باكلانوف في تصريح لمراسل سانا اليوم من “إن الإرهاب الدولي يزداد شراسة ويشعر بعدم المحاسبة إذ انه يدرك أن المجتمع الدولي لا يمكنه التوحد ضد الإرهاب الدولي في حين ان الإرهابيين يشكلون كتلة متكاملة على أراضي أربعين دولة في العالم ولهم ممثليات في العديد منها ويعملون في أوساط الشباب مستغلين أي هفوة ترتكبها الحكومات الوطنية أي أنهم يظهرون لنا جميعا مثالهم في التكتل”.

وانتقد باكلانوف تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول “نفاد الصبر” وقال “طالما قبل كيري بالمشاركة في حل اللأزمة في سورية ينبغي عليه أن يتحلى بالصبر إذ إننا أيضا قادرون في علاقاتنا مع الأمريكيين بشأن سورية على الإعلان بأن صبرنا أيضا كاد ينفد لأننا نوضح لهم الموضوع الواحد عشرات المرات بينما هم يحاولون الإيحاء بالطرش حينا أو يسلمون الأمور لأشخاص غير كفوئين أبدا أحيانا أخرى”.

وفي مقابلة مماثلة قال رئيس مركز التنبؤات الحربية العضو المراسل في أكاديمية العلوم العسكرية أناتولي تسيغانوك “إذا تم إغلاق الحدود السورية التركية كليا وتوقف ضخ الأسلحة والإرهابيين فإن نشاط المجموعات المسلحة سيهبط بشدة وسيضطر جزء من الإرهابيين الى الفرار حيث لوحظ في الأيام القليلة الماضية في اسطنبول أنه من مئتين إلى ثلاثمئة عنصر يحملون جنسيات ألمانية وإنكليزية فقدوا أوراقهم الشخصية بالرغم من وجود اللحى التي تعبوا على تزيينها فترة طويلة”.

وأشار تسيغانوك إلى أن دعوة الدبلوماسية الروسية والأركان العامة الروسية الأمريكيين للعمل على فصل مسلحي “المعارضة الموالية لهم” عن إرهابيي “جبهة النصرة” لا تلقى تفهما لدى العسكريين الأمريكيين أو الدبلوماسيين الأمريكيين بينما ينبغي في واقع الأمر أن يتم الفصل بين القوى التي تريد أن تحارب وبين تلك التي لا تنوي المشاركة في الحرب وإذا كان الأمريكيون لا يقبلون بأن تقصف القوات التي يسمونها “المعارضة المعتدلة” فيجب عليهم أن يعملوا على فصلها عن “جبهة النصرة” وغيرها من المجموعات الإرهابية.

بدوره أوضح كبير الباحثين في قسم الاستشراق بالمدرسة العليا للاقتصاد في موسكو أندريه تشوبريغين أنه لا يوجد لدى الولايات المتحدة موقف بشأن حل الأزمة في سورية إذ إن الولايات المتحدة لم تعلن حتى يومنا هذا عن موقف واضح ومحدد.

وأضاف تشوبريغين إذا أراد المجتمع الدولي أن يضع حلا للأزمة في سورية فعلى الأمريكيين بالدرجة الأولى أن يعترفوا بأنهم ارتكبوا خطأ فاحشا في موقفهم السابق من القيادة السورية وأن يقروا ببقاء واستمرار هذه القيادة لأنها القوة الوحيدة القادرة على إحلال السلام والاستقرار في البلاد وعلى هذا الأساس يمكن حل الأزمة السورية خلال سنة أو سنتين.

وحول عقم الموقف الأمريكي في محاربة الإرهاب قال الباحث الروسي “إن الأمريكيين حاربوا الإرهاب بصورة رئيسية بالكلام لأن الإرهاب ضرب الدول خارج الحدود الأمريكية وعانت منه أوروبا واليوم بعد حوادث سان بيرناندينو بدأ سكان البلاد يوجهون أنظار السلطة الأمريكية نحو ضرورة محاربة الإرهاب وقد يكون لهذين الحدثين تأثير كبير على الموقف الأمريكي من الأحداث في الشرق الأوسط وخاصة في سورية والعراق ما قد يدفع الولايات المتحدة الى المشاركة بنشاط أكبر في محاربة الإرهاب ولكن المسألة الأكبر والأكثر تعقيدا هي كيف يكون النضال ضد الإرهاب إذ إن مسألة مكافحة الإرهاب لم يتمكن أحد من حلها حلا نهائيا حتى الآن”.