أخبار البعثالشريط الاخباري

شعبة الحزب باللاذقية تعرض فيلم وثائقي بذكرى استشهاد «جول جمال»

إحياء للذكرى الستين لاستشهاد البطل الضابط السوري جول جمال الذي استشهد في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، أقامت شعبة مدينة اللاذقية الاولى للحزب وبحضور الرفيق الدكتور محمد شريتح أمين فرع الحزب في اللاذقية والرفاق أعضاء قيادة الفرع وأمناء الشعب وأعضاء قيادات الشعب وأمناء الفرق ولفيف كبير من المواطنين، احتفالية عرض فيلم وثائقي عن حياة الشهيد البطل جول جمال وعن استشهاده في معركة بحرية أثناء العدوان الثلاثي على مصر 1956.

واستهل افتتاح العرض بعزف لحن الشهيد وصور شهداء الوطن ثم النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية، وبعرض صور عن العمق الحضاري لسورية عبر التاريخ بدءا من أوغاريت مهد الأبجدية وأول نوتة موسيقية والسفينة الفينيقية التي خرجت وأبحرت من شواطئ سورية، وأهم المعالم الحضارية ومعارك الشرف والكبرياء التي خاضتها سورية في مقاومة جميع حملات الغزو وقوى الشر والعدوان والانتصارات التي حققتها سورية في حرب تشرين التحريرية المجيدة وما تحققه من انتصارات في مواجهة الحرب الكونية الظالمة التي تشن عليها، كما جرى عرض وتقديم مقتطفات من كلمات وخطب القائد المؤسس حافظ لأسد والسيد الرئيس بشار الأسد.

بعد ذلك جرى عرض الفيلم الوثائقي الذي استعرض محطات مضيئة من حياة الشهيد البطل جول جمال حيث ولد جول جمّال 1932 في اللاذقية والده يوسف جمّال و تلقّى علومه الأولى في مدرسة الكلية الوطنية حتى نيله الشهادة الابتدائية، ثم انتقل إلى مدرسة تجهيز البنين التي تحمل الآن اسمه “ثانوية الشهيد جول جمال” وفي العام الدراسي 1948 ـ 1949 نال شهادة الدراسة الإعدادية بتفوّق، وبقي محافظاً على تفوّقه حتى نال شهادة الدراسة الثانوية 1952،

وتشير السجلات المدرسية إلى أنه كان مثالاً للطالب المهذب المجتهد المحبوب من قبل زملائه ومدّرسيه والمتفوّق دراسياً بشكل دائم التحق بالكلية الحربية وأُرسل في بعثة دراسية عسكرية إلى مصر، حيث تخرّج برتبة ملازم أول بّحار وبقي في الاسكندرية ليتابع دراسته العسكرية وليتدرب على الأسلحة البحرية الحديثة.

وفي أثناء العدوان الغاشم على مصر تطوّع جول جمّال بملء إرادته ليخوض معارك العزة والشرف دفاعاً عن أرض العروبة قائلاً لقائده في البحرية المصرية جلال الدسوقي: إن مصر وسورية وكل شبر من أرض العروبة هي وطني وعليّ واجب الدفاع عنها ضد أي عدوان.

وأصر على أن يكون في طليعة المقاتلين فأقدم بعزيمة لا تقهر وتصميم لا يوصف واعتلى طوربيداً واندفع بسرعة هائلة نحو أضخم بارجة حربية تدعى «جان بارت » الفرنسية وقد حطّم الطوربيد بما فيه من أقوى المتفجرات قلب تلك المدمرة المعتدية وكان الانفجار مذهلاً جعل البارجة تغوص في البحر لتستقر في قاعه إلى الأبد وكان لشهيدنا البطل شرف إنقاذ الآلاف ممن كانت تلك البارجة ستقصفهم، إنه إكليل غار تتوّج به سورية عبر ذلك العمل البطولي الذي جسّد فكرة الوحدة العربية.

العمل البطولي:

في منتصف ليلة الرابع من تشرين الثاني عام 1956، التقط جول وزملاؤه ومنهم الضابط السوري نخلة اسكاف بثاً هوائياً للسفينة الحربية الفرنسية «جان بارت (Jean Bart)» أو تنين البحر الأبيض المتوسط وهي تقترب من الشواطئ المصرية وفور التقاط الإشارة توجه جول إلى قائده جلال الدسوقي طالباً منه السماح له بالمشاركة في العمليات العسكرية، لكن قائده اعترض على ذلك كون اللوائح العسكرية لاتسمح ولكن الشهيد جول جمال قال: «عندما أرى شوارع الإسكندرية كأني أرى شوارع اللاذقية.. وأنا لاأرى بلدين أنا أرى بلداً واحداً».

وعند الموافقة على طلبه، اشترك معه في هذه العملية ضابط سوري اسمه «نخلة سكاف» من اللاذقية وضابط مصري، وتم وضع الخطة التي تنص على قيام الزوارق الثلاثة بإجراء مناورات للاقتراب من البارجة ومن ثم ضربها بالطوربيدات على أن ينطلق جول جمال أولاً وإذا لم ينجح يأتي الضابط المصري وأخيراً يأتي دور اسكاف.

وفى تلك الليلة، خرجت ثلاث زوارق طوربيد لمقابلة السفينة الفرنسية وتصدت لها، فأثناء اقتراب جول جمال من المدمرة الفرنسية استطاع أن يصل إلى نقطة الصفر أي النقطة الميتة التي لاتستطيع مدافع المدمرة الوصول إليه منها، وهكذا تمكن من الوصول إلى المدمرة الفرنسية وينفذ عمليته الفدائية، التي أدت إلى استشهاده وغرقت البارجة «جان بارت»، لتتناقل بعد ذلك الإذاعات أخبار العملية الفدائية التي قام بها البطل السوري جول جمال على الشواطئ المصرية، مسطراً بذلك أروع صور البطولة والتضحية ممهداً بداية العمليات الفدائية ضد كل من تطأ أقدامه تراب الوطن العربي.

وخلال افتتاح عرض الفيلم الوثائقي أكد الرفيق بسام جبلاوي أمين شعبة المدينة الأولى للحزب أن هذه الفعالية تعبير عن الوفاء لقيم الشهادة السامية المقدسة وإحياء لذكرى استشهاد البطل جول جمال الذي جسّد استشهاده الوفاء للعروبة والدفاع عنها تكريسا وترسيخا للوحدة العربية ولمشاعر الأخوّة بين سورية ومصر.

ومن ثم قام الرفيق الدكتور محمد شريتح أمين فرع الحزب في اللاذقية بتكريم الشهيد الحي صديق الشهيد البطل جول جمال والذي كان معه أثناء استشهاده العميد البحري المتقاعد نخلة اسكاف واعتبر الرفيق شريتح أن سورية تجسّد النبض الحقيقي للشعور القومي بشعبها الأبي العروبي وبجيشها الباسل المقدام وبمواقفها القومية الشامخة الراسخة التي أرساها القائد المؤسس حافظ الأسد والتي رسّخها قائد الوطن ورمز عزته وكبريائه السيد الرئيس بشار الأسد.

البعث ميديا-اللاذقية: مروان حويجة