سلايدسورية

الدكتورة شعبان.. و”عشرة أعوام مع حافظ الأسد”

اعتاد الجمهور العربي والعالمي على متابعة الملفات السرية وخفايا سياسة الشرق عموماً والسياسة العربية خصوصاً على ألسن المستشرقين أو الكتّاب الأجانب والتي غالباً ما تكون مصبوغة بأهواء أو إيديولوجيات أو مصالح كاتبيها وانتماءاتهم، وكان نادراً أو غير متاح لسياسي عربي أن يكتب مذكرات أو يروي تفاصيل من مهامه أو مشاهداته وهو قائم على رأس عمله.

لكن في سورية دوماً هناك ما هو مختلف، فالسياسة التي اتسمت بالوضوح والتي كان انعكاس ما يتم التصريح به عنها مطابقاً لما يدور في الأروقة والغرف المغلقة، أنتجت وتنتج الحقيقة دوماً، وتتمثل هذه الأبعاد وغيرها للسياسة السورية في كتاب “عشرة أعوام مع حافظ الأسد” الذي خطته الدكتورة بثينة شعبان المترجمة الرئيسية للقائد الخالد حافظ الأسد (1990-2000)، والمستشارة السياسية والإعلامية للسيد الرئيس بشّار الأسد.

وخلال اللقاء الذي جمع الدكتورة شعبان اليوم بعدد من الإعلاميين وأساتذة الجامعات والطلاب الجامعيين بحضور قيادات سياسية ومسؤولين حكوميين في قاعة رضا سعيد في جامعة دمشق، تحدثت عن كتابها الذي جمع بين رواية المذكّرات وتوثيق المادة التاريخية لمرحلة شديدة الحساسيّة في الحياة العربية المعاصرة، وهي مرحلة محادثات السلام العربية- الإسرائيلية في العقد الأخير من القرن الماضي، ويعدّ هذا الكتاب الرواية الأولى عن محادثات السلام التي تكتبها شخصية سورية من الداخل، حيث تقدم الدكتورة شعبان وثائق تنشر للمرة الأولى تساعد حتماً على مزيد من تعميق فهم أسباب الصراع المستمرّ في المنطقة.

وقالت الدكتورة شعبان: جاء هذا الكتاب في المرحلة الصعبة التي نعيشها في سورية –خلال الحرب- التي تشنها دول العالم وتقودها السعودية وقطر وتركيا، تحت مسمى “الربيع العربي” الذي بدأ في تونس، واجتاح مصر وليبيا، وعين مصمميه وقادته على سورية.

وتصف الدكتورة شعبان مراحل التاريخ بالتشابه حين تقول ما أشبه اليوم بالأمس، لكنها في الوقت ذاته تروي حجم الدفع المعنوي ومقدار الصلابة والقوة التي امتلكها وهي تقرأ أوراق القائد الخالد حافظ الأسد ومحاضر جلساته وزاد من قدرتها على تحمل ما نمرّ به على صعوبته.

ويقول الكاتب والباحث المغربي عبد الإله بلقزيز في تقديمه للكتاب: إن كتاب الدكتورة بثينة شعبان يشكل وثيقة تاريخية- سياسية في موضوع الصراع العربي- الإسرائيلي ومفاوضات التسوية السياسية، واقعها ومجرياتها، وخاصة في الدائرة التفاوضية السورية- الإسرائيلية، ويزيد من أهمية هذه الوثيقة وقيمتها أن التي كتبتها كانت شاهدة على ما جرى في فصول عملية التفاوض كافة، ومشارِكةً مشاركة مباشرة فيها.

ولم تمر الجلسة دون التأكيد على ما يجري اليوم من استهداف إرهابي للبنية التحتية السورية ما يعني أن المستهدف حقاً مما حصل في البلدان العربية في السنوات الأخيرة هي سورية بمؤسساتها وبنيتها ومواقفها وقائدها، لكن العارف بالأمور يدرك أن الانتصارات التي حققتها الدبلوماسية السورية التي لم تتنازل ولم تفرط بالحقوق العربية والسورية ولم تتنازل يوماً عن فلسطين بأن القدر الآتي هو النصر.

البعث ميديا|| تغطية: بلال ديب