الشريط الاخباريسلايد

“زلة أردوغان”.. خفايا خطة السيطرة على الشرق السوري

اقر الرئيس التركي أردوغان بأن الهدف من احتلال قواته لأراضٍ سورية هو إسقاط (النظام) في سورية.
تأتي هذه التصريحات التي تتصف بصراحةٍ تجاوزت حدود الوقاحة. في الوقت الذي تقدمت فيه القوات التركية إلى الخط الذي جعل إمكانية الاصطدام العسكري مع الجيش العربي السوري واقعا لا محالة في حال عدم التوقف .
وهو خط… الباب، الذي أقام الجيش السوري على مشارفها خطاً دفاعياً قوياً .. وأخترين .. مارع . حيث ساهم الجيش السوري بإنشاء قوات شعبية رديفة عمادها عشائر عربية وكردية لا تنتمي للأحزاب المدعومة من الولايات المتحدة.
و يعتبر هذا الخط منطلقاً استراتيجيا للجيش والقيادة السورية وحلفائها لأهميته العسكرية في العمليات الحالية والمستقبلية. المتعلقة بالوصول إلى الطبقة والرقة لاحقاً.
هذه التصريحات والتي كانت عبارة عن زلة لسان لا أعتقد أن أردوغان قصد الإفصاح عنها لأنها أوقعته في ورطة مع الرئيس الروسي لم يعد يستطيع التخلص من ردة الفعل العنيفة لبوتين فجند كل حكومته للحديث عن الخطأ في التعبير.
ولكن مضمون تلك التصريحات يكشف بشكلٍ واضح مضمون الخطة التي تم كشفها من قبل الاستخبارات الروسية والتي تضمنت اتفاقا أمريكياً ،تركياً ،سعودياً. لنقل إرهابيي داعش إلى سورية. وبالتحليل لمفاصل الأحداث وربط مجريتها يمكن أن تكون كما يلي:
تفاصيل الخطة
1- يتم إخراج الجيش العربي السوري من دير الزور لتأمين منطقة الدخول وذلك عبر الاشتراك بهجوم كبير على المدينة وهذا ماحصل من خلال الهجوم الجوي على الجيش السوري بالتزامن والتنسيق مع مجموعات داعش البرية في الثردة .
2- البدء بالعملية التي سميت تحرير الرقة والتي ستؤمن ممراً آمناً للإرهابيين باتجاه مدينة حلب عبر محافظة الرقة وصولاً لمدينة الباب. وتم تحضير “القوات الكردية” ونقلها إلى شمال الرقة لتنفيذ هذا الجزء من الخطة
3- تتحرك القوات التركية للوصول إلى مدينة الباب وتحتل الخط منبج .. الباب ..مارع ..لتأمين منطقة انطلاق للهجوم الحاسم على حلب. وقد تحركت فعلاً ودخلت جرابلس، والراعي. وتلعفر غربي، ودابق، بالتنسيق مع داعش ووصلت إلى مشارف الباب.
4- تتحرك قوات جيش الفتح المكون من النصرة وحلفائها بقيادة تركية أمريكية مشتركة لاحتلال مدينة حماه وقطع الطريق البري سلمية ..إثرية .. خناصر ..حلب..
5- يتم البدء بتنفيذ مراحل العملية مع انطلاق معركة تحرير الموصل.العراقية حيث تشترك القوات التركية المتواجدة في بعشيقة والتي ستؤمن مرور ألاف الإرهابيين الفارين باتجاه الأراضي السورية وصولاً لدير الزور. فالرقة، ومنها لحلب.
مراحل فشل الخطة
قبل البدء بالتنفيذ بدأت مسيرة فشل المخطط وكانت كما يلي:
1- تم كشف مضمون المخطط من قبل الاستخبارات الروسية ونشرها إعلامياً وصدرت تهديدات روسية قوية لكل من سيسهل تنفيذ العملية والإعلان عن وضع طائرات استطلاع قتالية لمراقبة الحدود والتصرف حسب الموقف.
2- قبل انطلاق القوات باتجاه الموصل حصل ما لم يكن بحسبان الأمريكيين والأتراك وهو ردة الفعل العراقية العنيفة تجاه اشتراك القوات التركية والتهديد بقصف ومهاجمة تلك القوات في حال تحركت من بعشيقا وفشل الضغوط الأمريكية والتركية على القيادة العراقية لتغيير موقفها.
3- فشل خطة إخراج الجيش السوري من دير الزور بسبب التدخل الروسي الفوري لإيقاف استهداف المواقع العسكرية السورية والتهديد بإسقاط أي طائرة تقوم بذلك، ومن خلال تنفيذ عمليات حاسمة وسريعة لاستعادة القدرة القتالية للقوات السورية في الثردة ومطار دير الزور.
4- فشل عملية احتلال حماه في تحقيق أي من أهدافها وتحول الموقف العسكري لصالح الجيش العربي السوري.
في مسرح عمليات شمال حماة.
5- كانت الصفعة الكبيرة هي تكليف الحشد الشعبي العراقي الموثوق من القيادة العراقية والسورية بالقتال على الاتجاه الغربي للموصل فتم قطع الطريق مع الحدود السورية بشكل شبه تام.
ترافق ذلك مع إطلاق الجيش السوري وحلفائه عملية تحرير حلب التي حققت نتائج كبيرة حينها تمثلت بإطباق الطوق على مدينة حلب من الشمال والشرق بشكل كامل ومتابعة العمليات بقوة لتحرير المدينة. ودفع الجيش العربي السوري طلائع قواته لاحتلال خط دفاعي على مشارف مدينة الباب وتادف لوقف التمدد التركي جنوباً وهذا ما حصل مع تهديد روسي صريح لكل من يصطدم مع الجيش العربي السوري بصرف النظر عن جنسيته أو تبعيته.
ومع التطورات الميدانية التي حصلت أخيراً بتحرير معظم أحياء حلب فقد أردوغان تركيزه الذهني وبدأت زلات لسانه تعبر عن مكنونات عقله و نواياه الخبيثة ويكشف ما يخفيه. خوفاً لا حياءً .
البعث ميديا- الخبير العسكري العميد هيثم حسون