دولي

كيف تريد أميركا “ردع روسيا” ولا تريد حرباً “باردة أو ساخنة” معها؟؟!

كارتر: أميركا تريد”ردع روسيا” ولا تريد حرباً “باردة أو ساخنة”معها؟؟!

 

قال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إن بلاده “لا تريد أن ترى في روسيا عدوا لها وعليها ابقاء الباب مفتوحا أمام التعاون معها”.

وناقض كارتر نفسه في التصريح ذاته الذي نقلته وسائل إعلام بالقول إن “الموقف المتوازن للادارة الامريكية من روسيا يتلخص في ردع موسكو بالتزامن مع استمرار التعاون الثنائي معها فقط في المجالات التي توجد فيها أهداف ومصالح مشتركة”.

ويعكس تصريح كارتر التخبط والتناقضات الحادة في مواقف الإدارة الأمريكية تجاه القضايا الدولية حيث أعلنت مرارا عن استعدادها للتعاون مع روسيا ولم تلتزم بوعودها .

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت اواخر تشرين الثاني الماضي أن الولايات المتحدة تمثل تهديدا للأمن في أوروبا وذلك عن طريق نشرها أسلحتها في شرق القارة العجوز إضافة إلى خططها لنشر وحدات إضافية للناتو في دول بحر البلطيق.

وزعم وزير الدفاع الأمريكي أن “روسيا تستفز أوروبا وتصعد التوتر في أوكرانيا و تلعب دورا سلبيا في سورية إضافة إلى وقوفها وراء الهجمات الإلكترونية والتهديدات بسلاح نووي” مدعيا أن قرار حلف شمال الأطلسي نشر قوات إضافية في دول بحر البلطيق وبولندا يهدف إلى “ردع” ما وصفها بـ “الأعمال العدائية الروسية” في المنطقة.

وتخالف ادعاءات كارتر وغيره من المسؤولين الأمريكيين حول إمكانية التعاون مع روسيا لحل الأزمات والمشاكل التي يشهدها العالم الوقائع على الأرض حيث أعلنت واشنطن في الثالث من تشرين الأول الماضي وقف المباحثات مع روسيا بخصوص اتفاق وقف الأعمال ا لقتالية في سورية فيما تواصل تهربها ومماطلتها فيما يخص التنسيق مع موسكو لمواجهة التنظيمات الإرهابية.

ودعت روسيا مرارا إلى تشكيل جبهة دولية واسعة لمحاربة الإرهاب بتفويض من مجلس الأمن الدولي إلا أن هذه الدعوة لم تلق آذانا صاغية لدى الإدارة الأمريكية الحالية التي دعمت التنظيمات الإرهابية في سورية بالمال والسلاح تحت مسمى “معارضة معتدلة”.

وفي سياق آخر وفي تعبير عن النوايا الحقيقية للسياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط شدد كارتر على ضرورة بقاء وحدات من القوات الأمريكية وحلفائها في العراق حتى بعد هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي.

وأشار كارتر إلى أن “بعثة التحالف الدولي في العراق يجب الا تقتصر على انتهاء العملية العسكرية ضد المسلحين في مدينة الموصل” زاعما أن هناك “ضرورة لاستمرار محاربة المسلحين الأجانب ومواجهة محاولات تنظيم “داعش” تغيير مناطق نشاطه وإعادة تجمعاته”.

وكانت الولايات المتحدة غزت العراق في العام 2003 ونشرت الفوضى من خلال تدمير مؤءسسات الدولة ما سمح بظهور تنظيمات إرهابية متعددة ثم وعدت بسحب جنودها في العام 2011 إلا أنها تذرعت بالأوضاع الأمنية ومحاربة “الارهاب ” للابقاء على الآلاف منهم تحت مسميات وادعاءات مختلفة.