مساحة حرة

ثقافة المصارحة بين المواطن والمسؤول

لاقت مبادرة وزير النفط المهندس علي غانم بالحديث عبر إحدى الإذاعات الخاصة وعلى الهواء مباشرة، بعيداً عن الإعلام الرسمي، لكشف عن حقيقة واقع أزمة حوامل الطاقة، خلال الفترة الماضية، صدى إيجابياً، لدى الشارع المتابع على الرغم من الحنق الكبير الذي تشكل بسبب فقدان هذه المواد الأساسية..فالوزير كان واضحاً وشفافاً في طرح مشكلة القلة في المعروض لهذه المواد في الأسواق، والخسائر الكبيرة التي تعرض لها هذا القطاع الحيوي من جراء الحرب الإرهابية التي تشن على سورية ” 183 شهيداً و116 مفقوداً، و163 جريحاً، وخروج معظم الحقول والمعامل الرئيسية عن العمل، وخسارات وصلت إلى 65 مليار دولار” ودبلوماسياً أحياناً في عدم الكشف عن الجهات التي منعت أو أدت إلى توقف بعض الشحنات المتفق عليه من الوصول إلى الموانئ السورية..ونحن هنا لسنا بصدد تبرئة ساحة الوزارة من بعض التقصير في عدد من الحالات التي ما تزال حتى الآن بدون إجابة أو توضيح.. ولكن ما نريد الإضاءة عليه هو فكرة مصارحة بين المواطن والمسؤول ووضعه في صورة ما يجري وبالوثائق والأرقام، ففي حين يتهرب بعض المسؤولين من المواجهة والاعتراف بالتقصير والفشل، ومحاولة رمي الكرة تارة في مرمى الإعلام الباحث عن السبق الصحفي، وتارة أخرى في تعامل المواطن في كل ما يحصل..كانت مبادرة “غانم” موفقة نوعاً ما في التخفيف من حنق الشارع السوري على فقدان هذه المواد، من حيث تحديد الأسباب الحقيقة التي أدت إلى ذلك، وتواريخ تأمين تلك المواد في الأسواق مجدداً، والآليات التي اجترعتها الوزارة لتخفيف والتدقيق والمراقبة في وصول المواد للمواطن مباشرة دون تلاعب من تجار الأزمة، ودعوته جميع المواطنين لإعادة مد جسور الثقة بين الطرفين عبر تفعيل “ثقافة الشكاوى”..ما جرى بالأمس لاشك حالة مشجعة في مسألة التعامل بين المواطن والمسؤول، وتعزيز حالة المصارحة، ولكن تبقى حالة فردية يجب تعميمها ونشرها على نطاق واسع وفي كل القضايا وليس مشاكل الطاقة فقط.. لتحقيق تفاعل بناء يزيد الثقة بين المواطن والجهاز الحكومي.

سنان حسن