محليات

المقداد: الإعلام أحد العوامل الأساسية للدبلوماسية والسياسة

أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن الإعلام يخدم بشكل أساسي مؤسسات معينة ولذلك ليس ضيرا على الإعلام السوري بشقيه العام والخاص أن يخدم الهوية الوطنية معربا عن اعتزازه بكل ما يقدمه الإعلام في هذا المجال من معلومات في إطار العمل الوطني.

وأشار المقداد خلال محور”الدبلوماسية في الإعلام” ضمن المؤتمر الأول الذي تنظمه وزارة الإعلام في مكتبة الأسد بدمشق تحت عنوان”حق المواطن في الإعلام” إلى الأكاذيب التي مورست على الإعلام وأساليب التضليل التي تم اتباعها لإقناع الرأي العام سواء داخل الولايات المتحدة الأمريكية أو خارجها بشأن مبررات العدوان الأمريكي على مطار الشعيرات مجددا التأكيد أن سورية لا يوجد لديها أي أسلحة كيميائية.

وقال المقداد: “باعتباري رئيس اللجنة الوطنية المعنية بتنفيذ التزامات سورية تجاه اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وأشرفت منذ اللحظة الأولى وحتى الآن على كل ما يتعلق بإزالة الأسلحة الكيميائية في سورية فلقد سلمنا للدول الغربية كل شيء بموجب الاتفاقية لأن الدول الغربية لديها المال لكي تتسلم هذه المواد والمعرفة بكيفية إحراقها” مضيفا: “تصوروا لو أننا لم نقم بتسليمهم هذه المواد ما هي الضغوط التي كانت ستمارس على سورية.. كان هناك رأي أن نتلف هذه المواد على أرضنا لكننا رفضنا لإدراكنا أنهم سيقولون فيما بعد أن سورية ما زالت تحتفظ بها حتى ولو كانوا موجودين ونحن نتخلص منها”.

ولفت المقداد إلى أنه لا يوجد إعلام لا يخضع للرقابة ومنه الإعلام الأمريكي الذي أصيب بنكسة مؤخرا جراء عدم مصداقيته مع جمهوره والرأي العام وتحيزه وكذبه أمام الشعب الأمريكي وخاصة خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة مضيفا: “إنه ومن خلال تجربته وعمله في الأمم المتحدة لمدة 11 عاما تأكد أن الرقابة التي تمارس على الإعلام الأمريكي ليست أقل بكثير من الرقابة التي نعيشها جميعا”.

وتساءل المقداد: “من هو الإعلامي الغربي الذي يجرؤ على أن يكتب ضد (إسرائيل) أو يتحدث عما تمتلكه من أسلحة الدمار الشامل بينما نجد عشرات الصفحات في كل صباح في معظم الصحف الغربية تتناول موضوع السلاح الكيميائي المزعوم في سورية” معتبرا أن “هذا يدل مرة أخرى ليس على ازدواجية المعايير فقط وإنما على أن الغرب لديه سياسة ينفذها من خلال الإعلام كما أنه يعتمد أحيانا كثيرة في شن حروب كاملة على ما تقوله وسائل إعلام لديها ارتباطات بأجهزته الأمنية”.

ودعا المقداد إلى “عدم تصديق كل الأكاذيب التي تتعلق بشفافية ومصداقية ما يخرج عن الاجتماعات على أعلى المستويات إذ قد ينقل إلى الإعلام ما يناقض بشكل كامل مع ما يجري فيها” وهذا ما تمارسه الدول التي تدعي الحرية والانفتاح مضيفا: “هل تعرفون أن أي صحفي أمريكي يأتي إلى سورية عليه أن يزور وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي أي) قبل أن يخرج من الولايات المتحدة الأمريكية وأن يعود ويقدم لها تقريرا عما رآه وشاهده وعن استنتاجاته..كل هذا يتم لكن الرأي العام في بلادنا لا يعرف ذلك”.

وأشار المقداد إلى أنه ورغم وجود بعض “العيوب” في إعلامنا الوطني إلا أنه على ثقة تامة بأنها أقل من عيوب إعلام في دول أخرى كثيرة بما في ذلك الدول التي تدعي أن حرية الإعلام فيها مصونة مشيرا إلى أن “حجب الإعلام السوري بعض الأخبار أحيانا تأتي من كونه إعلاما مسؤولا بشكل أساسي”.

ورأى المقداد أن الإعلام الوطني بالتأكيد يحتاج إلى تطوير وكوادر مؤهلة بشكل أقوى من خلال التدريب المستمر إلا أنه أكد أن رسالة الإعلام الوطني تصل إلى المواطن السوري مشيرا إلى أن المطالبة بمزيد من التطوير والتحديث في الإعلام السوري تأتي لإشباع ما بداخلنا من نزعات لمعرفة الحقيقة في الوقت المناسب.

وفيما يتعلق بدور الإعلام والسياسة أوضح المقداد أن الإعلام أحد الحوامل الأساسية للدبلوماسية والسياسة مبينا أن تعاطي وزارة الخارجية والمغتربين مع القضايا السياسية التي تواجهها يستند إلى اعتبارات وطنية بحيث يمكن أن تكون هناك عدة اجتماعات ولقاءات مع دبلوماسيين من دول مختلفة دون أن تخرج للإعلام لأنه من مصلحة سورية والبلد الآخر ألا تصل المعلومة الدبلوماسية إلى الرأي العام وهذا لا يعد إطلاقا عدم ثقة بالرأي العام ولكن هكذا تعمل الدول.

وأكد المقداد أنه في وزارة الخارجية هناك معلومات الأفضل ألا تعطى للإعلام كي يتم الذهاب للتفاوض عليها لاحقا داخل الاجتماعات وهذا سبب يقود إلى عدم التصريح دائما لافتا في الوقت ذاته الى الجاهزية للحديث حول أي موضوع في حال توافر الوقت المناسب.

وأشاد المقداد بأداء الإعلاميين السوريين وهو ما برز بشكل لافت خلال مباحثات جنيف2 حيث كانت أفضل تغطية إعلامية مشيرا إلى أن الإعلام مهنة لها أبعادها الأخلاقية والسياسية والمهنية والوظيفية وعلى الإعلامي الحصول على المعلومة أينما وجدت أما أمر نشرها أو عدمه فهو مسألة أخرى.