عربي

خبير امني عراقي للبعث ميديا: أيام عصابات داعش الإرهابية باتت معدودة

تواصل القوات العراقية بالتعاون مع قوات الحشد الشعبي معاركها لتحرير العراق من تنظيم داعش الإرهابي، وتطهير الأرض العراقية من رجس الجماعات الإرهابية المسلحة وإفشال مخططات تقسيم البلاد

البعث ميديا حاورت الخبير الأمني ورئيس اللجنة الشعبية العربية العراقية لنصرة سورية والمقاومة الدكتور عبد الرضا الحميد حول أخر تطورات المعركة .

ماهي آخر التطورات العسكرية في المعركة؟

في العراق الان، ثلاث ساحات للمعارك المفصلية ضد العصابات الإرهابية، أولها في الساحل الأيمن لمدينة الموصل، حيث لم تتبق من هذا الساحل الا خمسة احياء سكانية شديدة الاكتظاظ بالمدنيين الذين ارغمتهم تلك العصابات على عدم النزوح الى المعسكرات المعدة لاستقبالهم جنوب الموصل، وثانيها في بعض مناطق محافظة صلاح الدين حيث استثمرت الجيوب الارهابية وخلاياها النائمة انصراف الجهد العسكري المركزي الى مدينة الموصل فحاولت استعادة السيطرة على بعض المناطق، الامر الذي دفع قوات عمليات دجلة الى شن عملية عسكرية استخدمت أسلوب التمشيط للأحياء حياً حياً والمنازل منزلاً منزلاً للاقتصاص من الإرهابيين، وثالثها، عملية تطهير الصحراء الغربية الممتدة من مدينة الرمادي وصولاً إلى مدينة القائم على الحدود السورية العراقية.

وفي الساحات الثلاث هناك عزم كبير على اجتثاث الارهاب من تلك المناطق وتترادف مع هذا العزم اندفاع الأهالي في تلك المناطق لتقديم المعلومة والدلائل للقوات العراقية على مخابئ وأوكار العصابات الإرهابية وطرق تجوالها في المناطق الصحراوية، وهذا أمر جديد إذ أن الناس في تلك المناطق كانوا يرفضون التعاون مع القوات العراقية قبل عام 2014 الذي شهد سقوط ست محافظات تحت سيطرة الارهاب.

ويبدو ان المعارك الثلاث التي تمر في ربع ساعتها الاخير سينقشع غبارها عن نصر كبير، لكنه سيبقى نصراً على ارض رملية متموجة ان لم يردف بعمليات عسكرية وبالزخم ذاته لتحرير مناطق الحويجة والرياض في محافظة كركوك وتلعفر والقيروان وربيعة والبعاج في محافظة نينوى وراوة وعانة والقائم وكبيسة وأطراف حديثة في محافظة الانبار.

هل أيام داعش باتت معدودة؟

نعم ، بالتأكيد ، أيام داعش الإرهابية  كعصابات إرهابية مسلحة باتت معدودة، لكن وجودها كعصابات وزمر إجرامية تهاجم وتهرب وتفجر في الأسواق العامة والمدارس وتستهدف الناس بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والأسلحة كاتمة الصوت سيبقى مستمراً إلى أن تتم إبادة كل خلاياها النائمة وتطهير حواضنها من الفكر الوهابي المتطرف، وهذا يحتاج زمناً ليس قصيراً، خاصة وان أميركا، صانعة الإرهاب في العالم ما فتئت تلعب على وتر تأخير بعض العمليات العسكرية من اجل إخراج مايسمى بمتزعمي الإرهاب من بعض المناطق كما هو الحال مع مدينة تلعفر التي صدر أمر من رئيس الوزراء العراقي بإيقاف عملية تحريرها بعد أن أطبقت عليها قوات الحشد الشعبي من جهاتها الأربع،لأسباب سياسية يدخل فيها العاملان الأميركي والتركي عنصرين ضاغطين على الحكومة العراقية.

ماذا عن الادعاء بأن الحشد الشعبي يشكل عبئاً على الاقتصاد العراقي؟

بدءاً يجب أن نفهم أن الحشد الشعبي هم مواطنون عراقيون تطوعوا لرد العدوان الإرهابي المدعوم أميركياً وخليجياً وعثمانياً، واستخدم الأغلبية منهم أسلحتهم الشخصية في الأسابيع الأولى لرد العدوان عن حزام العاصمة العراقية، ولم يكن في أذهان هؤلاء المتطوعين الحصول على رواتب او منافع شخصية، لكن بعد ان طال امد المعركة، وكثر الضجيج حول فعاليات الحشد الشعبي، وافق البرلمان العراقي على قانون اعتبار الحشد جزءاً من القوات المسلحة العراقية الرسمية، الأمر الذي استدعى تخصيص جزء بسيط لا يكاد يذكر من ميزانية الدولة لبعض فعاليات الحشد، وبعضها الآخر وهو الأهم مازال يستمد من تبرعات المواطنين العراقيين والجهات الصديقة.

لذا فان القول بان الحشد يشكل عبئاً على الاقتصاد العراقي هو قول مردود وباطل قائم على نية تستبطن الغيظ من الانتصارات الكبيرة التي حققها الحشد في تحرير حزام بغداد ومحافظة ديالى ومعظم محافظة صلاح الدين والانبار وغربي الموصل، وهذا القول تروجه الابواق الخليجية العثمانية ودواعش السياسة في بغداد الذين يسعون إلى إقامة إقليم طائفي في غرب العراق ويلمسون إن الحشد الشعبي هو الصخرة التي ستتحطم عليها كل مؤامرات تقسيم العراق.

يقال بان هناك ضغوطات أمريكية تمارس على بغداد لوقف المعارك في نينوى م ما صحة هذه المعلومات ؟ وعقب الإعلان عن تحرير الموصل، هل يستعد العراق لمعركة الحدود السورية؟

نفي وجود مثل هذه الضغوط مجانبة للحقيقة ومحاولة سياسية وإعلامية للتعمية على جوهر ما يجري على الأرض، ذلك إن تلك الضغوط كانت منذ معركة تحرير القصور الرئاسية في مدينة تكريت ومعركة دخول مدينة الفلوجة ولم تزل ، والهدف منها، إنهاك القوات العراقية بعد أن أثبتت قدرتها على تطهير المناطق التي دنسها داعش، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تلك العصابات المصنوعة في المخابر السرية الأميركية الصهيونية الخليجية العثمانية، وإبقاء العراق على صفيح  نار ملتهب، ومنع أي نزوع وطني نحو التخلص من القيد الأميركي الثقيل المسمى بالاتفاقية الأمنية أو معاهدة الإطار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن.

ولا اخفيك ان تأخر عمليات تحرير الساحل الأيسر لمدينة الموصل كان قراراً أميركياً، وان ترك تحرير مدينة الحويجة وهي إحدى أهم مراكز الثقل الداعشي في العراق كان قراراً أميركياً، و منع تحرير مدينة تلعفر قرار أميركي، وهناك قرار أميركي يذهب باتجاه منع الحشد الشعبي من الاندفاع نحو مناطق الشريط الحدودي السوري العراقي مثل البعاج والقيروان وربيعة، لكن، الحشد مصر على المضي في تحرير تلك المناطق كي يبقي التواصل الجغرافي السوري العراقي الذي يسعى الاميركان إلى قطعه وإنزال قواتهم لتكون حائلاً بين العراق وسورية.

البعث ميديا || حوار: ميس خليل