ثقافة وفن

قصائد متنوعة من الشعر الموزون في ختام المهرجان الشعري بمعرض الكتاب

اختتم المهرجان الشعري الثاني الذي نظمه اتحاد الكتاب العرب ضمن الفعاليات الثقافية المرافقة لمعرض الكتاب الـ29 في مكتبة الأسد بمشاركة شعراء سوريين وفلسطينيين حيث اقتصرت النصوص على الشعر الموزون من التفعيلة والشطرين في مواضيع تقدمت فيها الدلالة والرمز.

وفي قصيدته مصباح الملائكة الأخير اكتفى الشاعر عصام ترشحاني بمحاكاة شعر محمود درويش، حيث تجلت الذاتية وغلبت المعاني دون أن يقترب من الواقع الاجتماعي في العصر الراهن فقال: “شجر تضيق به القيامة في دمي لك.. غيم يطوف على المقدس .. في خرائب مخملي.. كم انت لي وحدائق التكوين لك”.

كما ألقى الشاعر الدكتور ثائر زين الدين قصيدة بعنوان “سؤال” جاءت إنسيابية مزهوة بحرف الباء ليكون رويا مناسبا للعاطفة الغزلية التي رفلت بها القصيدة حيث كانت الموسيقا متصاعدة الحركة مع ما سببه الدفق الشعري والعاطفي فقال: “لا تساليني لم يجد غيري الجوابا..لا تسالي كم حبروا ورقا.. وكم طرحوا كتابا..الحب انت .. ترفرفين بثوبك الوردي .. في جنبات هذا البيت..تسرقك الفراشة فوق احواض الزهور .. فتختفين كنحلة”.

أما الشاعر سليمان السلمان فألقى قصيدة بعنوان “المارقون بذلة” انتقد فيها من يتصدرون المشهد الثقافي دون أن يمتلكوا ما يؤهلهم لذلك باسلوب شعري كانت فيه التفعيلة مواجهة لموضوع النص فقال: “ملؤوا المنابر .. في هزال الفكر..وانتقلوا الى بحر المهازل..بعدما اصطادوا دلافين الخشب” ثم انتقل إلى تمجيد الشهيد بعاطفة صادقة فقال: “للمجد يا وطن الرجال الأقدس..على تراب شهادة … ظمأت للقياهم سماء محبة..تصفو لها زرق النجوم … وافقها نار الغضب”.

أما الشاعر الدكتور نزار بريك هنيدي فذهب في قصيدته “شجر يرتدي العاصفة” إلى تكوين فني عبر انتقاء ألفاظ وألوان وتشكيلات ليقدم نصه محذرا من مغبة التآمر على وطن لأن العاقبة ستكون ندما لن يجدي نفعا إضافة إلى انتقائه الموسيقا المجلجلة في تحولات متغيرة جاءت على حرف وقف ساكن مؤثر فقالك “ازف الوقت ..قم .. لا تنم..بين جمر السؤءال وبرد الندم..قم .. وكن شجرا يرتدي ثوب عاصفة …ويزلزل كهف العدم قم .. فما هي الا هنيهة دمع .. ورجفة دم”.

وكانت قصيدة الشاعر الدكتور جابر سلمان التي جاءت بعنوان “وطني” تتجه إلى ما يعانيه الوطن وما يتعرض إليه محاولا أن يبسط لغته لتكون أقرب إلى المتلقي وأكثر سهولة في الوصول إليه فقالك “وطني .. يا وطنا اضناه التجديف .. يا وطنا مرفأه في كل الأصقاع.. يا وطنا وجهته حق مسلوب…يا وطني البحر سفينة غربتنا..والشاطئء يغريه الملاح..فاغسل عار يمزقنا … فالماء مليء بالأملاح”.

ورأى الشاعر سائر ابراهيم أن الشهيد هو أهم من في الوجود وهو الذي يواجه الموت من أجل أن نبقى أحياء في أرضنا وعلى ترابنا وذلك في قصيدته أوراق الشهيد التي جاءت على أنغام تفعيلة واحدة وعاطفة وطنية تجسد مدى حب الوطن وأهميته فقالك “الآن أطلق في المدى الموبوء صرختي الاخيرة..ثم اهوي عن جموحي لم اكترث لرسائل الموت المخيفة …لم اودع وجه احبابي البعيدة ..وما تعبت من البلاد حملتها في راحتي الغضبى..وفي قلب الطموح”.

وكان اليوم الأول من المهرجان الشعري شهد مشاركة الشعراء محمد حديفي ويحيى محي الدين وابراهيم عباس إضافة إلى الشاعر العراقي عبد المنعم حمندي.