دولي

لماذا تجمع واشنطن عينات “الحمض النووي” الخاص بالروس؟

أكدت روسيا صحة الأنباء عن جمع جهات أجنبية عينات من الحمض النووي للروس، مما أثار الكثير من التساؤلات في الأوساط الروسية والأجنبية عن غاية واشنطن، المتهم الرئيس من وراء ذلك.

إيغور نيقولين، العضو السابق في اللجنة الدولية لشؤون الأسلحة البيولوجية، حاول في حديث لـRT تسليط الضوء على حاجة الولايات المتحدة لعينات أنسجة الروس الأوروبيين وسائلهم الزلالي، فقال: “تجزم واشنطن عند تفسير نشاطها في هذا المضمار بأن نيتها غاية في الحسن، وأنها لا تجمع هذه العينات إلا لأهداف نبيلة تخدم العلم والبشرية، فيما السؤال الذي يطرح نفسه بعد هذا التسويغ: ما تفسير حقيقة أن الجهات التي تقف وراء جمع العينات، تتبع جميعها لوزارة الدفاع الأمريكية؟”.

وذكّر نيقولين، بأن اهتمام وزارة الدفاع الأمريكية، مصبوب على عينات مواطني روسيا الهندوآريين، أي الأوروبيين المنتمين لأبناء القومية السلافية لا غيرهم.

وأشار إلى أن اختبارات الأمريكيين ليست جديدة، بل تعود لتسعينيات القرن الماضي في إطار برنامجهم العسكري “مورثات الإنسان”، وأنهم يحصلون على البيانات التي يريدونها من عينات الدم التي تؤخذ في بعض العيادات الروسية الخاصة التي للأجانب حصص وأسهم فيها.

وتابع يقول: “قد يكون غرضهم من وراء هذه العينات، الإفادة منها لدى تصنيع أسلحة بيولوجية من الجيل الجديد يمكن استخدامها ضد أبناء قومية محددة دون سواها. إجاباتهم عن سرّ اهتمامهم بعينات الروس، لا تختلف شيئا عن تبريرهم لضرورة منظومتهم للدفاع الصاروخي في أوروبا، وتتلخص في أن نشاطهم في هذا الاتجاه لا يستهدف روسيا، ولا يهددها!”.

قسطنطين سيفيرينوف بروفيسور معهد سكولكوفو الروسي للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة روتجرز الأمريكية، رجح أن يكون غرض واشنطن علميا بحتا، وقال: “كلما ازداد علمك بالمورثات البشرية، ازدادت قدرتك على علاج البشر وتشخيص أمراضهم. مورثات الناس تختلف من واحد لآخر. الهوية الجينية، والاختلاف الجيني بين البشر، ملفوفان بغمامة كبيرة من الغموض، ولا يزالان مادة دسمة للبحث”.

ميخائيل غولفاند المختص في علم الأحياء الحاسوبي، اعتبر أن بحوث الأمريكان، والعينات التي يجمعونها، لن تخدمهم في شيء، نظرا لأن البشر متشابهون إلى حد لا يمكن التمييز فيه بينهم، وفرز مورثات قوم عن آخر.

وتابع يقول: عموما، قد يتم في نهاية المطاف استنباط أسلحة بيولوجية لقتل البشر، إلا أنه لا يمكن استخدام أسلحة كهذه إلا ضد سكان جزيرة نائية لم يختلط أهلها بأي أعراق أخرى طيلة الألف عام الماضية، ناهيك عن الكلفة الباهظة للاستحصال على أسلحة من هذا النوع، فيما يمكن قتل الكثير من الناس بسلاح أرخص وبالضغط على زر واحد.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين كان قد أكد يوم أمس صحة الأنباء التي تتحدث عن نشاط جهات أجنبية في جمع عينات من الحمض النووي للروس.

بوتين، لم يشر بالإصبع إلى واشنطن، إلا أنه سبق لوزارة الدفاع الأمريكية وطرحت في يوليو الماضي على موقعها الرسمي مناقصة، لشراء 12 عينة من أنسجة الروس العضلية، و27 عينة من سائلهم الزلالي، وهو السائل الذي يملأ المفاصل ويسهّل انزلاقها.

اللافت في نص المناقصة الأمريكية، أنها شددت على ضرورة أن يكون مصدر العينات روسيا حصرا، لا أوكرانيا، وأن تعود للروس الأوروبيين.

كما تعيّن على الجهة التي ترسو عليها المناقصة، أن ترفق بالعينات التي تجمعها “نسخة عن بطاقات أصحابها الشخصية، وأن تحدد جنسهم، وأعمارهم وقومياتهم، ونوع العمليات الجراحية التي تعرضوا لها، والأعراض المرضية التي ظهرت عليهم قبل مرضهم، إضافة إلى تاريخ تشخيص أمراضهم، والمدة التي انقضت على إدمانهم التدخين، وأنواع الأدوية التي يتعاطونها، وأطوالهم وأوزانهم”.