الشريط الاخباريمساحة حرة

ما اجتمعت إلا على ضلالة !

البعث ميديا – بلال ديب:
اعتاد العرب لسنوات سماع ما يزيد أوجاعهم كلما اجتمعت “الجامعة العربية”، ولعلها باتت جسماً وظيفياً يلتئم لتنفيذ خطط مرسومة، والهدف دوماً تصفية مشاريع العرب، فهي التي استخدامت لتشريع التدخّل العسكري الأمريكي، بتواطؤ عربي، لتدمير عدّة دولٍ عربيّة ابتداءً من العراق، ومروراً بليبيا وانتهاءً بسورية واليمن.
ومن حق المتابع استهجان ان يحاضر البغاة بالعفة، وان تقذف الدول التي دعمت المنظمات الارهابية سراً وعلانية وعلى لسان وزراءها، دولاً وأحزاب دفعت و لاتزال تدفع من دماء خيرة شبابها، وضباطها، وتبذل كل الامكانات لدحر ارهابهم الذي تغلغل في الأرض العربية كالسرطان، لكن ان لم تستح فافعل ما شئت مثل ينطبق على حالة دول الخليج اليوم وكل يوم.
ولمن يريد تتبع العروبة الحقّة ليس له إلا استحضار حديث الرئيس السوري بشار الأسد قبل أيام مع المفكرين والإعلاميين العرب في قصر الشعب بدمشق، وكأنه كان يتحسس أمراً بل أمور تحاك لهذه الأمة التي اثخنتها الجراح، يحق له وحده أن يتحدث عن الموقف العربي وثوابته.
فالعروبة تجلت في اعظم صورها، على أرض سورية عندما رأينا العرب اللبنانيين يقاتلون في سورية نصرة لعروبتهم بالدرجة الاولى فكان قتالهم جهاداً حقيقياً عبر حدود سايكس بيكو، ولأن دمشق قلب أمة العرب التي حملت الاسلام وكل الأديان وعبرت القوميات واللغات، رأينا الإيراني والروسي وكل حر عرف الحق فوقف بجانبه يقاتلون صفاً واحداً ضد ارهاب اعترفت دول العالم به من “النصرة” الى “داعش” البائدة وأخواتها، وانكرته دول الخليج!
بالمقابل لا تزال مشيخات وممالك الخليج تعمي العيون وتصم الآذان، وتشير بعماها الى ايران وحزب الله وتصفهم بالإرهاب، وتمد يدها ووتفتح أحضانها لـ “إسرائيل” أم الارهاب ومنبعه الفكري والعملي، علناً بلا خجل، فأي قبلة لهؤلاء وعن أي ارهاب يتحدثون !
يقتلون القتلى، ثم يظهرون خدودهم المخدوشة بأظافر ضحاياهم، يقتلون اطفال اليمن ويهددون الالاف من ابناءه بالمرض والجوع والحرمان، في تدخل وقح في شؤونه الداخلية، ثم يتباكون من صاروخ او اثنين وصل الى مطاراتهم في الرياض ويتهمون من يدافع عن نفسه بالإرهاب.
يحتجزون رئيس وزراء لبنان ويجبرونه على الاستقالة ويسعون لإدخال لبنان في نفق مظلم وفراغ سياسي للضغط على حزب الله، ثم ينادون بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، يمهدون الطريق لفرنسا لتستعيد دورها وتعود الى التحكم بمصير لبنان في مسلسل مفضوح لا تخفى مآربه على أحد، ثم يطالبون بالوقوف بوجه ايران بحجة أنها منبع الإرهاب والتدخل..!
ربما لو فكرنا بان الارهاب بات وجهة نظر لأعطيناهم العذر، وقلنا بالفعل من وجهة نظرهم ان وإيران وحزب الله وسورية والعراق بمكوناته المقاومة والحوثيون في اليمن وثوار البحرين يرهبونهم، ومن الطبيعي ان يدافعوا عن وجودهم فالحيوانات تتداعى للدفاع عن ذاتها اذا ما تعرضت للخطر فمشروعهم فشل وهزم واضمحل وباتت منظماتهم وتنظيماتهم وإرهابيوهم أثراً بعد عين فلا بد لهم من البديل.
وفي الوقت الذي تنقشع غمامة “داعش” السوداء مع اندحارها في سورية والعراق، لا بد ان تجتمع “الجامعة العربية” العفنة ببعض العرب لتحضير طبخة جديدة وصفها الأمريكي وأعد مقاديرها الاسرائيلي ليقدموها ساخنة الى مائدة الامم المتحدة كي يطعموا الشعوب العربية مزيداً من سمومهم، وليست صدفة اظهار تلك الملفات السرية المعلنة التي توضح العلاقة الوطيدة بين “اسرائيل” وبعض العرب، وبدء طرح القضية الهدف على طاولة التشريح، والابتزاز بقضية فلسطين التي كانت دوماً نصب اعين الجميع بين التصفية والتمسك بالحق كل من وجهة نظره.
دعونا نتساءل حقاً، هل فعلاً ايران هي العدو؟ وهل حزب الله العربي اللبناني إرهابي؟ وهل صحيح ما تقوله دول “الاعتدال العربي”؟
وهل كل تلك الدماء التي سالت دفاعاً عن الحق كانت دماً كذباً؟.. بالطبع لا، وسينتصر الدم على السيف فأمتهم ما اجتمعت إلا على ضلالة.!