الشريط الاخباريمحليات

رئيس مجلس الشعب يلتقي وفد مجلس اللوردات البريطاني

أكد رئيس مجلس الشعب حموده صباغ خلال لقائه اليوم وفد مجلس اللوردات البريطاني والكنيسة الإنكليكانية أن الحرب التي تشن ضد سورية منذ نحو سبع سنوات دبر وخطط لها في الخارج وبدأ تنفيذها من خلال حرب إعلامية عبر محطات ووسائل إعلام غربية وعربية استخدمت أساليب التضليل والخداع وتشويه الحقائق.

وأوضح رئيس المجلس أن سورية بدأت حاليا مرحلة التعافي من الحرب التي تشن عليها في ظل الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري بالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء ضد تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية مبينا أن هناك أولويات لدى سورية حاليا تتمثل بـ “القضاء نهائيا على كل البؤر الإرهابية وترسيخ المصالحة الوطنية وعودة الأهالي المهجرين إلى مدنهم وقراهم والانطلاق في مرحلة إعادة الإعمار”.

وأعرب صباغ عن أمله بأن يقوم أعضاء الوفد بنقل الصورة الحقيقية حول كل ما شاهدوه في سورية إلى بلادهم بحيادية تامة نظرا لما يمثله ذلك من تصحيح للرؤية تجاه ما يحصل في سورية ومساهمة في إعادة الأمان والاستقرار إلى ربوعها مبينا أنه على الرغم من الجرائم والأعمال الإرهابية المتواصلة بحق الشعب السوري إلا أنه لا يزال مصمما على الصمود والمضي قدما في حياته وأعماله اليومية.

وأضاف صباغ: نتطلع إلى اليوم الذي تزول فيه كل آثار الحرب الإرهابية على سورية, مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة إنهاء كل أشكال التدخل الخارجي في الشؤون السورية ووقف دعم وتمويل وتسليح الإرهابيين فيها.

من جانبها أوضحت البارونة كارولاين كوكس عضو مجلس اللوردات أن أعضاء الوفد مستقلون ولا يتبعون أي حزب سياسي في بريطانيا وهم يزورون سورية حاليا بهدف فهم ومعرفة حقيقة ما يجري على الأرض فيها.

وأعربت كوكس عن سعادتها لأنها تزور سورية اليوم وهي تعيش أوضاعا أفضل بكثير مما كانت عليه سابقا حيث بدأ تنظيم “داعش” الإرهابي يندحر من الأرض السورية, وقالت: أبارك لجيشكم السوري الشجاع الانتصارات التي حققها ضد تنظيم داعش الإرهابي.

وأضافت كوكس: نقول شكراً للشعب السوري لأن سورية كانت الخط الأول في الدفاع عن الحرية في الحياة وممارسة المعتقدات بالنيابة عن العالم كله ودفعت الثمن غاليا في سبيل تحقيق ذلك , مبينة أن الوفد يزور سورية ليستمع ويتعلم ويفهم ما هي أولوياتها بالنسبة للمصالحة وإعادة الإعمار وسيوصل الرسالة حول ذلك إلى برلمانه وكنائسه وشعبه.

وأوضحت البارونة كوكس أنها انتقدت سياسة الحكومة البريطانية وتحدتها عدة مرات في البرلمان وخصوصا لجهة مساعيها لما كان يسمى “سياسة تغيير النظام”, مشيرة إلى أنها أكدت أمام البرلمان أن من حق الشعب السوري تقرير مستقبله بنفسه.

وبينت كوكس أنها اكتشفت من خلال الأسئلة التي طرحتها في البرلمان البريطاني أن الحكومة البريطانية تدفع 200 مليون باوند كل عام لجماعات المعارضة في سورية” وقالت “نعلم أنه ليس هناك ما يسمى معارضة معتدلة”.

وأشارت كوكس إلى أنها ضد العقوبات التي تفرضها الحكومة البريطانية على سورية وأكدت أن الأموال التي يدفعها الشعب البريطاني ضرائب تذهب لـ “المعارضة” وتسهم في إطالة أمد الحرب وزيادة معاناة الشعب السوري

من جانبه قال رئيس أساقفة كانتربيري الأسبق اللورد كاري أوف كليفتون عضو مجلس اللوردات “إننا في بريطانيا خلال السنوات الخمس الماضية ترجمنا الوضع الذي يجري في سورية بطريقة خاطئة وقبلنا آنذاك بأن تغيير النظام في سورية هو الحل الوحيد وأعتقد أننا كنا مخطئين تماما في ذلك”, مبيناً أن الوفد يزور سورية حالياً لمعرفة كيفية مساعدتها في إعادة إعمار ما دمرته الحرب.

ولفت كليفتون إلى أن الوفد يتألف من مجموعة صغيرة ولكن صوته عال وكبير ولديه القدرة على إطلاع الشعب البريطاني على الحقائق التي شاهدوها في سورية, مبيناً وجوب “تغيير الصورة النمطية التي تروج عن سورية خارجيا والتي كان الوفد شاهدا على ما يخالفها على أرض الواقع.

واستفسر عدد من أعضاء الوفد عن عدد من القضايا المتعلقة بالأولويات السياسية السورية في المرحلة القادمة وسبل تغيير الصورة عما يدور في سورية خارجيا ومسائل مرحلة إعادة الإعمار في المدن والأرياف والبنية التشريعية الاستثمارية والتشاركية وآليات تحقيق المصالحة الوطنية وتأثيرات الحرب الإرهابية على قطاعي التعليم والصحة في سورية.

وأجاب رئيس المجلس عن كل استفسارات أعضاء الوفد مؤكدا أن الدولة السورية هي دولة قانون ومؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية لديها دستور حديث يتمتع بكل المعايير الديمقراطية وينظم الحياة السياسية والاجتماعية في سورية ولديها قانون انتخاب عصري وحديث.

ولفت صباغ إلى أن التنظيمات الإرهابية عملت منذ بدء الحرب على سورية على استهداف المشافي والجامعات والمدارس والكنائس والجوامع ولكن الحكومة واصلت جهودها في تقديم كل الخدمات الضرورية للمواطنين وتعمل على تحقيق التنمية الشاملة في الأرياف والمدن مبينا أن المرحلة المقبلة ستشهد إعادة إعمار شامل في كل سورية.

حضر اللقاء نائب رئيس مجلس الشعب نجدت أنزور وأعضاء مكتب المجلس والنائب البطريركي لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس المطران تيموثاوس متى الخورى وعدد من أعضاء مجلس الشعب.