منظمات أهلية

صغار يعلمون الكبار حب الوطن.. المير: “بكرا إلنا” صحح مسار الأطفال ورعى من واجهته صعوبات في النطق

في الوقت الذي يتراكض الجميع وكل من مكانه لدفع عجلة الإنتاج نحو الأمام والنهوض بالاقتصاد الوطني بوصفه دعامة أساسية يقوم عليها بناء البلد، تاه الشأن الاجتماعي عن مسار الاهتمام وغاب خلال الأزمة عن بعض أجندات المسؤولين لاعتبارات هم أدرى بها منا، ولم تتعدى إنجازات حاملي ملف الطفل سقف الندوات واللقاءات التي لم تتمخض عن أي مشروع أو حل يمكن وصفه بالوطني أو حتى بالمشروع الحقيقي، ولأن الانتظار لا يجد نفعاً في زمن بات فيه طفل اليوم حقيقة واضحة عن انه رجل المستقبل كان لابد من استثمار الوقت وعدم السماح للأيام بالمرور مرور الكرام من عمر أطفالنا، وهذا ما أدركه مشروع بكرا إلنا الذي ترعاه محافظة دمشق وأخذ على عاتقه مهمة أن يكون رديفاً لكل جهة وطنية أو فرد تجعل من الطفل السوري أولى أولوياتها خلال “سبعنا العجاف”.

وفي لقاء مع “البعث ميديا” أكدت أفاميا المير نائب مدير مشروع بكرا إلنا أن الجانب الاجتماعي لم يغب عن دائرة اهتمام إدارة المشروع التي اعتبرته جزء مهم وكبير من أهدافه، حيث كانت غايته بالدرجة الأولى إخراج الطفل من الأزمة ومن مشاهد الحزن التي كانت ضيفاً ثقيلاً على كل البيوت، ولم يكن وقع صوت المدافع أو قصص الجرحى والمصابين وريح الطيب القادمة من جثامين الشهداء أقل تأثيراُ على نفسية الأطفال الذين بدؤوا يستشعرون الوطنية ويحملون الهم بعمر صغير، وانطلاقاً من هذه الحقيقة نبع الهدف الأسمى لبكرا إلنا بإخراج تلك الشريحة من دائرة الحرب عبر مراحل وبرامج منظمة وعلى أيدي خبراء وأكاديميين.

وبالحديث عن مراحل المشروع بيّنت المير أن المرحلة الأولى ورغم عثراتها شهدت إشراقات كثيرة من قبل الأطفال الذين “أخرجونا صراحة من الأزمة بما يملكون من مرح وسعادة”، وصادف المدربين بالمرحلة الأولى والثانية قصص كثيرة مع عدة أطفال فبعضهم كان لديه صعوبة بالنطق بسبب ماشاهدوه والبعض الآخر كان لديه صورة سلبية عن الآخرين ومنهم من كان يرسم علماً آخر إذا طلب منه رسم علم الوطن، إضافة لذلك كان هناك أطفال مشردين بالشوارع تمت رعايتهم والاهتمام بهم من قبل المدربين المسؤولين عن مجموعات إذ يقوم كل مدرب بالتعامل مع الطفل بناءاً على أهداف المشروع وليس فقط بالاختصاص، كما حاول المهتمين بالأطفال تصحيح مسارهم بالتعاون والتلاقي مع الآخرين وتوجيهم نحو محبة الوطن والحفاظ على خيراته واحترام رموزه المتمثلة بالعلم والجيش والقائد عبر الإقناع والمحبة وبالطرق السليمة والصحيحة لأن حب الوطن لا يأتي بالإكراه – على حد تعبيرها- وهي أهم أهداف المشروع ولم تكن بالنسبة إلينا – والقول للمير – من الصعوبات بقدر ما كانت ثغرات في الوضع الاجتماعي حاولنا سدّها وإبعاد الأطفال عن ما يسمى كره وحقد وأزمة نفسية.

أما المرحلة الثالثة التي تمخضت عن متميزين بمختلف الاختصاصات ارتأت إدارة المشروع أن يولوا اهتماماً ورعاية خاصة لا سيما بعد اكتمال الكادر التدريبي المؤهل والمدرب على أعلى المستويات، ووصول عدد المراكز لـ أكثر من 30 مركز بدمشق وريفها تهتم باستقطاب الجدد.

وأشارت نائب المدير إلى الصعوبات التي اعترضت سير العمل في المرحلة الأولى من إيجاد الكوادر بمختلف الاختصاصات والمؤهلات، أما المرحلة الثانية فكانت أهم عمائدها تأهيل الكوادر، وتمكن “بكرا إلنا” من امتلاك فريق كبير جداً من المؤهلين إدارياً واختصاصين إلى جانب توفير فرص العمل التي فاقت الـ1000 فرصة عمل للخريجين التي يهتم بأموره استقطابهم كل قسم بحسب نوع الاختصاص.

وبعد التحسن الملموس على دراسة ونفسيات الأطفال، نوهت المير إلى المبادرات التي يقوم بها بعض الأطفال في كتابة الشعر والأغاني الخاصة بمشروع بكرا إلنا، في وقت وصفت انضمام صيدنايا والزبداني لمشروع بكرا إلنا بالخطوة المميزة على طريق احتضان ريف دمشق بأكمله، وتطرقت المير إلى الرعاية المجانية بمواهب الأطفال والمشاركات والمسابقات التي تتم في الخارج دون أي تكلفة، وشددت المير على أهمية التعاون والتشبيك مع وزارة التربية لاختيار المدرسة التي تخدم المشروع بغية استثمارها لخدمة الطفل ويقوم المشروع بدوره بتأهيل المدرسة وصيانتها بما يتماشى مع “بكرا إلنا” وأهدافه وضمن الإمكانيات وبما يساهم بتخديم المنطقة التي يتواجد فيها المشروع برمتها وذلك لإتاحة الفرصة أمام جميع الأطفال ليكون عضواً مميزاً في المشروع وفرداً يرسم ملامح وطنه عبر بصمته وموهبته.

البعث ميديا || دمشق